12 حكومة في عهدي لحود والهراوي استغرقت 86 يوماً
وثلث ولاية سليمان لولادة 4 حكومات و600 يوم لحكومات عون
أقلام الثبات
منذ تكليف الرئيس سعد الحريري في 22 تشرين الأول 2020 بتشكيل الحكومة الجديدة بأغلبية 65 نائباً وامتناع 53 عن التسمية، كان عليه أن يعي أنه لا يحوز على إجماع لبناني، وبالتالي يفترض فيه أن يطور عمله وأدواته ليوسع حلقة الإجماع عليه، لتأتي حكومته منسجمة مع روح اتفاق الطائف، بأن تعكس الحكومة توجهات المجتمع اللبناني بما يتلأم مع "الديمقراطية التوافقية" و"ميثاق العيش المشترك" الذي أكد عليه الدستور في مقدمته في الفقرة "ي" التي شددت على "لا مشروعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك"، حتى في مرحلة ما قبل الطائف، حينما كانت السلطة بيد رئيس الجمهورية، كان إذا كلفت شخصية بتشكيل الحكومة بأكثرية نيابية هزيلة، يعمل لأن تشكل حكومة توسع هذه الأكثرية، وكم من حكومة آنئذ لم تعمر طويلاً، لأن الثقة بها كانت هزيلة، وكم من رئيس حكومة اعتذر بعد حين قصير عن المهمة؛ لأن عدد المكلفين كان قليلاً، نحو نصف عدد النواب (عدد أعضاء المجلس النيابي وفق قانون 1960 كان 99 نائباً)، وكل الحكومات ما بعد الطائف، كانت تراعي تمثيل أوسع الشرائح السياسية الممثلة في البرلمان، وكان يتم تشكيلها بسرعة برعاية سورية، لكن منذ العام 2005 أخذت هذه القاعدة تتغير، لأنه لم يعد هناك من وصاية فاعلة، وبهذا صارت عملية تشكيل الحكومات تستغرق وقتاً طويلاً، تستهلك وقتاً طويلاً من عهد رئيس الجمهورية .. لكن ما يميز رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عن زملائه في "نادي رؤساء الحكومات" أنه يمضي طائراً في الدنيا الفسيحة أكثر مما يقضيه في السراي الكبير، ففي حكومته الأولى التي شكلها في 7 أيلول 2009 واستمرت حتى 12 كانون الثاني 2011 (أي 491 يوماً) قضى منها نحو 200 يوم خارج البلاد.
أما في سعيه لتشكيل حكومته الرابعة فإنه يقضي معظم أيامه خارج البلاد يجري خلالها استشارات ومشاورات مع دول العالم من أجل مساعدته على تظهير تشكيلته من دون أن يلوح في الأفق بصيص أمل في الولادة الموعودة، رغم ما في ذلك من مخالفة للقوانين والأعراف والتقاليد، التي تفترض به أن يكون شغله الشاغل البقاء في العاصمة عاكفاً على إنجاز تشكيلته الحكومية، وخصوصاً أنه في جولاته وزياراته الخارجية الطويلة يبحث في شأن وطني بحث داخلي يتعلق بتركيب السلطة والدولة، وهو أمر سيادي لا يحق له أن يمارسه في الخارج، ولا يحق له بأي شكل أن يجري أي محادثات رسمية بشأنه مع رؤساء وقادة أجانب، لأنه لا صفة رسمية له قبل صدور مراسيم تشكيل حكومته.
وبنظرة سريعة إلى حكومات ما بعد الطائف، يتضح أن "اتفاق الطائف" بحاجة ماسة إلى إصلاح من أجل تفعيل الحياة السياسية والدستورية والرسمية، ففي زمن ما يسمونه "الوصاية السورية"، كان تشكيل الحكومات يستغرق بين يومين وأسبوعين، وأكثر حكومة استغرق تشكيلها ما يفوق ذلك، كانت الحكومة الأولى لفؤاد السنيورة (2005) التي استغرق تشكيلها 20 يوماً.
وهي كانت على الشكل الآتي:
في عهد الرئيس إلياس الهرواي (1989-1998) شكلت ست حكومات استغرق تشكيلها في 9 سنوات، 48 يوماً على النحو الآتي:
سليم الحص: 13 يوماً.
عمر كرامي: 5 أيام.
رشيد الصلح: 4 أيام.
رفيق الحريري: 8 أيام.
رفيق الحريري: 4 أيام.
رفيق الحريري: 4 أيام.
المجموع: 48 يوماً.
في عهد الرئيس إميل لحود (1998-2007).
شكلت أيضاً ست حكومات استغرق تشكيلها كلها 41 يوماً، نصفها استغرقها تشكيل حكومة السنيورة الأولى وكانت على النحو الآتي:
سليم الحص: يومان.
رفيق الحريري: 4 أيام.
رفيق الحريري: يومان.
عمر كرامي: 8 أيام.
نجيب ميقاتي: 5 أيام.
فؤاد السنيورة: 20 يوماً.
المجموع: 41 يوماً.
وفي عهد الرئيس ميشال سليمان استغرق ست سنوات (2008-2014) شكلت أربع حكومات استغرق تشكيلها نحو 720 يوماً على الشكل الآتي:
فؤاد السنيورة: 45 يوماً.
سعد الحريري: 220 يوماً.
نجيب ميقاتي: 140 يوماً.
تمام سلام: 315 يوماً.
المجموع: 720 يوماً.
أي أن عملية تشكيل الحكومات الأربع استغرق نحو ثلث ولاية العهد.
وفي عهد الرئيس العماد ميشال عون استغرق تشكيل ثلاث حكومات والرابعة ما زالت على الطريق، نحو 590 يوماً والعداد ما زال شغَّالاً.. على النحو الآتي:
سعد الحريري: 46 يوماً.
سعد الحريري: 252 يوماً.
حسان دياب: 33 يوماً.
مصطفى أديب: 27 يوماً - اعتذر عن المهمة.
سعد الحريري: 234 يوماً (حتى كتابة هذا الموضوع).
المجموع: 601 يوماً.
الجدير بالذكر، أنه بعد استقالة حكومة سعد الحريري الثانية، مرَّ نحو شهر لاختيار اسم رئيس حكومة عتيد، ففرضت فيتوات عليها من قبل "تيار المستقبل" ورؤساء الحكومات السابقون، الذين رفضوا:
سمير الخطيب وبهيج طبارة وغيرهما...
كما يجدر الذكر أنه لم يبق من ولاية الرئيس عون سوى سنة و4 أشهر...