سرت مقابل "بورتسودان" .. معادلة روسية جديدة في الشرق الأوسط ـ فادي عيد وهيب

الخميس 10 حزيران , 2021 08:00 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

ازْدادَ الجدل مؤخرا حول ماهية التواجد العسكري الروسي في ميناء بورتسودان المطل على البحر الأحمر، بعد تناقض وتضارب في تصريحات الجانب السوداني، لكن يبقى المؤكد أن السودان عندما رأى الإنحياز الأميركي إلى جانب الإثيوبي في أزمة سد النهضة، قرر الدخول في مناورة مع الجانب الأميركي واللعب على الطريقة السورية، فأستعان السودان بالروسي مقدما له ميناء بورتسودان، لكن لأهمية السودان القصوى لدى الافريكوم، وبعد ضغوط تارة واغراءات طوراً من واشنطن، نفى السودان أن يكون قد أبرم اتفاق عسكري بخصوص قاعدة عسكرية لروسيا في بورتسودان، كي ينقل الروسي بعدها الكرة الى سرت الليبية، واضعا أمام الأميركي سرت مقابل بورتسودان، مستغلا الروسي علاقته القوية مع القائد العام للجيش الليبي من جانب، وحاجة الأخير للحضور الروسي الدائم بليبيا في ظل استمرار دعم الناتو لمشروع "الإسلام الاطلسي" في غرب ليبيا، وتوجه الجزائر عسكريا نحو تركيا، بعد أن جدد عبد المجيد تبون خطة الأحمر على طرابلس أمام الجيش الوطني الليبي.
لقد عقد "الدب الروسي" العزم على وضع قدمه الثانية في شمال افريقيا، وإلا ينتهي العام الجاري دون البحث عن موطئ قدم جديد له في البحر الأحمر، الذي يسير على خطى شرق المتوسط، بفضل من يدفع بإثيوبيا للعب دور أكبر من حجمها وأبعد من جغرافيتها.
وعلى أثر ذلك شن قائد القيادة المركزية الأميركية كينيث ماكنزي حملة ضد ما سماه محاولات روسيا والصين الاستحواذ على مناطق نفوذ بلاده في المنطقة العربية بطريقة تتسم بالانتهازية.
فما هي أهداف بوتين من التواجد بشمال أفريقيا وتحديدا في  سواحل ليبيا؟
أولا: تثبيت الوجود الورسي في البحر المتوسط عامة وشرق المتوسط خاصة، بعد ان صار هناك شريط ساحلي طويل في سوريا تحول إلى قاعدة عسكرية بحرية روسية، إلى جانب الوجود العسكري والإستخباراتي الروسي في الشاطئ الموازي للشاطئ السوري في جزيرة قبرص.
ثانيا: بالوجود الروسي في ليبيا تكون الالة العسكرية والالكترونية الروسية على بعد 350كم من أقوى الاساطيل الاميركية في العالم "الاسطول الاميركي السادس" المتواجد في جزيرة باليرمو جنوب أيطاليا، الامر الذي سيمكن روسيا من كشف ما يدور في داخل هذا الاسطول فقط، بل وربما ما يدور بأروقة الناتو ايضا.
ثالثا: ضمان روسيا لنفسها دوراً في خريطة مصادر الطاقة وأنانبيب النفط والغاز بشرق المتوسط، ولا يحفي على أحد أنه كان لمصادر الطاقة عامل كبير في تحرك جيوش العالم نحو منطقة الشرق الاوسط بعد ثورات الربيع العربي2011م.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل