أقلام الثبات
نظمت القوات المسلحة العربية الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر عرضاً عسكرياً ضخماً بقاعدة بنينا الجوية بالقرب من بنغازي، لإحياء الذكرى السابعة لانطلاق ثورة الكرامة منتصف مايو/آيار عام 2014، والتي من خلالها تم تطهير بنغازي من الجماعات المتطرفة التي كانت تسيطر على البلاد بعد سقوط القذافي.
وكان حفتر قد أكد في كلمته أن الجيش الوطني الليبي على استعداد لخوض المعارك من جديد لفرض السلام بالقوة إذا ما تمت عرقلته، وأن إعادة دمج الخارجين عن القانون في المجتمع المدني سيكون بشروط، وخصوصاً أن القوات المسلحة الليبية منحت الفرصة الأخيرة للمسلحين لوضع أسلحتهم وإلا سيتم مواجهة ذلك بكل قوة، مشددا على أن الجيش لا تزال أصابعه على الزناد، ولن يتردد في خوض المعارك من جديد لفرض السلام بالقوة إذا ما تمت عرقلته بالتسوية السلمية المتفق عليها.
وهنا نستطيع القول أن حفتر احرج الحكومة الجديدة وألقى بالكرة في ملعبها، وبالتحديد رئيسها عبد الحميد الدُبَيْبة الموالي لتركيا، والذي تقاعس في تنفيذ إخراج المقاتلين الأجانب من طرابلس، بل وان حفتر ذهب ليهدد هولاء المرتزقة مجددا وكل من يتقاعس في تطهير التراب الليبي من هولاء، ولذلك فسر البعض تصريحات حفتر على أنها إنذار صريح للدبيبة، ولذلك تعمد الأخير أن يرد على حفتر من الجزائر، قائلا: "ليبيا تنظر إلى الجزائر على أنها بمنزلة الأخ الأكبر"، وهو تصريح جاء بهدف التقرب من الجزائر التي تتعامل مع حفتر على انه أمير حرب.
ويذكر أن حفتر تعمد خلال العرض العسكري توجيه رسائل لجميع الأطراف، سواء خصومه في الداخل أو أعدائه في الخارج، مفاداها أن الجيش الوطني استعاد كامل قوته وعافيته، وان جميع وحداته صارت في جهوزية تامة مجددا، والتأكيد على نجاح بنغازي فيما فشلت فيه طرابلس، والقدرة على فرض الأمن والاستقرار، مما جعلها أكثر قابلية لتنفيذ عملية إعادة الإعمار عن غيرها، في ظل تمركز وتفشي المرتزقة الموالين للمخابرات التركية في مدن الغرب الليبي.
أخيراً وليس آخراً بدأت ليبيا مرحلة جديدة بعد انتخاب الحكومة الحالية في جنيف 10مارس/آذار الماضي، وحسب جنيف أيضا يفترض أن عمر تلك الحكومة سينتهي في 25ديسمبر/كانون الأول المقبل مع انتخاب سلطة جديدة للبلاد، ولكن غير المرئي هو أن ليبيا دخلت مرحلة جديدة من الصدام، بعد ان تم إستبدال وجه وأسم حامد كرزاي ليبيا، فايز السراج بـ عبد الحميد الدُبَيْبة، فكلاهما واحد سواء في من أتى بهم، أو هدفهم، أو مصالحهم وعلاقاتهم مع الأب الروحي للإسلام الأطلسي.