مقاومات .. شريكات النصر والتحرير ـ د.نسيب حطيط

الثلاثاء 25 أيار , 2021 09:49 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

تحملت المرأة اللبنانية مسؤولية مقاومة الاحتلال، وخصوصاً المرأة الجنوبية التي عاشت تحت الاحتلال وتوحشه وحصاره والقلق والخوف الدائم الذي نشره في القرى والطرقات والحقول. بالإضافة للمداهمات الليلية المفاجئة بحثا عن الأبناء او الأخوة او الأزواج او الأباء المقاومين.
عاشت المرأة في الجنوب  الخوف والقلق على الأبناء والأخوة والأزواج والأباء الذين كانوا اما معتقلين في انصار والخيام والريجي وبقية المعتقلات  او داخل فلسطين المحتلة.. مقاومون أو مهاجرون داخل الجنوب عن قراهم او مهاجرون الى بيروت او مناطق أخرى يدخلون الجنوب مقاومين ولا يعرجون على قراهم وبيوتهم. تحملت امهاتنا واخواتنا مسؤولية المرابطة في القرى وحراستها وعدم تفريغها من أهلها للحفاظ على بحر المقاومة الشعبي ولمنع تكرار  تجربة اللجوء الفلسطيني مع كل المصاعب والعذاب والقهر والخوف ...فتحولت نساء الجنوب الى مزارعين والى عمال يقومون بأعمال الرجال الأسرى او المقاومين لحفظ حركة الحياة واستمرارها على أمل زوال الاحتلال وتحرير الارض وعودة الرجال المقاومين...
لقد شاركت النساء (العجائز والشابات والامهات).في مقاومة الاحتلال فنقلن السلاح للمقاومين... واسعفن الجرحى وعملن في عمليات الاستطلاع والمراقبة وايواء المقاومين الغرباء حتى لو لم يكونوا من القرية دون ان يسألن عن اسمائهن او تنظيماتهن، يكفي ان يكونوا مقاومين لتصبح البيوت بيوتهم والنساء امهاتهم واخواتهم يطبخن لهم ويغسلن ثيابهم ويؤمن لهم الطريق وكم من ام كتمت نواحها واخفت دمعها على ابنها الشهيد الذي اعتقل الاحتلال جثمانه فكتمت حزنها لإنقاذ رفاقه او لتجنب تدمير بيتها وبيوت جيرانها  ..
تقدمت الاخوات المقاومات المسيرات والتظاهرات وقاومن بالزيت المغلي والحجارة والعصي وما ملكت ايديهن... وربما بعض السلاح والطلقات... حتى قامت بعضهن بعمليات استشهادية من سناء محيدلي وعملية اغتيال العميل لحد بيد سهى بشارة وشهيدات طورا (منى ونجاة شور وام هيثم دهيني)  وشهيدات جبشيت(ام حسن داوود وخديجة عطوي) وغيرهن من المقاومات باسماء معروفة... والعديد من الاسيرات والمهاجرات.
نساء الجنوب ومعهن نساء الضاحية والبقاع... وصيدا... وبيروت... ارحام المقاومين الرجال.. مدارس التضحية والإيثار والشرف... اللواتي  قدمن ابنائهن في سبيل تلله والارض والعرض والحرية فكانت أمهاتنا أكرم النساء.. اعطت فلذات اكبادهن ولم يستسلمن ولم يضعفن.. فكانت أمهات الشهداء الاربعة وامهات الشهداء الثلاثة وامهات الشهيدين وامهات الشهيد الواحد وربما زوجة الشهيد وام الشهيد واخت الشهيد في آن واحد...وبقين مرفوعات الر أس ...ولم ينهزمن او يرفعن الراية البيضاء او يشعرن بالندم ...
نساء الجنوب شريكات الجهاد والنصر والكرامة... وعندما نقول نساء الجنوب لا نعني المقيمات في الجنوب بالجغرافيا... نساء الجنوب هن كل النساء اللواتي قدمن ابنائهن وازواجهن للمقاومة ضد الاحتلال.. او شاركن في المقاومة...
لم تاخذ اخواتنا حقهن في تاريخ المقاومة... صحيح ان الله سبحانه يعلم وبعضنا يعلم... لكن لا بد من لفت الانتباه لجهادهن واتمنى لو يبادر من يستطيع لإقامة نصب المرأة المقاومة...
في عيد المقاومة وتحرير الأرض... التحية والسلام والمجد والفخر  لكل ام واخت وزوجة وابنة شاركت بكلمة أو حجر أو مظاهرة أو طلقة...


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل