السعودية ـ لبنان .. أي جحيم ـ يونس عودة

الأربعاء 19 أيار , 2021 01:11 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

وسط هرج ومرج مدفوع الأجر، يتعرض وزير الخارجية اللبناني شربل وهبة، الى حملة ضروس، لمجرد تشخيص  واقع يعرفه القاصي والداني، وهو المتعلق بدعم دول خليجية للارهابيين، وبان حزب الله هو الذي دحر الاحتلال الاسرائيلي عن الارض اللبنانية، وقاتل داعش وطردها من الارض اللبنانية .
لم يعد مستغربا ان تقوم جهات لبنانية بمهاجمة وزير الخارجية على هذه الخلفية، نظرا لوظيفتها في المشروع المزعزع للمنطقة الذي بدأ مع تأليب المجتمعات العربية على بعضها البعض بذريعة الحرية والديمقراطية، وهي الجهات نفسها التي دافعت عن اندفاع الارهابيين الى الاراضي اللبنانية، وكان بعضهم ولا يزال "البرافان"لدخول خلايا ارهابية الى منطقة الشمال .
ما قاله الوزير وهبة الذي طلب اعفاءه،من مهامه،هو واقع معروف ولو انه فسر ما قاله وعناه، ولو انه لم يسم تلك الدول الخليجية التي قدمت للارهاب ومنظماته كل الامكانات لتخريب الاوطان، -انما الذي "تحت ابطه مسلة بتنعرو"-،ولذلك تصاعدت الحملة التي كان يمكن ان تحل باتصال هاتفي .
ان الذي حصل في ذروة الحرب الاسرائيلية الفلسطينية، هو ان سفارة دولة خليجية كبرى استدعت مديرا إعلاميا ولاحقا اصدرت ما يشبه الفرمان لتصعيد الحملة على الوزير وهبة الذي تركه اقرب المقربين في المعمعة خوفا من الترهيب السعودي على وجه التحديد .وليس مستبعدا ان يكون تكبير وتصعيد الحملة جزءا من سيناريو حرف الانظار عما يجري في فلسطين، بعدما اسقط في يد الكيان الغاصب، والذي بات يبحث عن حل للخروج من المستنقع.
ان القوى التي تقوم بالحملة هي نفسها التي دافعت عن الارهاب وتبرير جرائمه سواء في سورية او لبنان، وهي التي حاولت بداية ان تنفي وجود الارهاب، لكنها لاحقا اعترفت بوجوده بوقاحة تجلت في الحملة المستمرة على المقاومة وحزب الله الذي يقاتل اسرائيل، والارهاب معا .وبالتالي ليس مصادفة ان تكون المصالح الاسرائيلية، والارهاب، وشذاذ الافاق اللبنانيين في مسار واحد .
ان يقوم سفاح ومجرم وعميل سابق، ويبدو انه لم يتب، بوصف الوزير وهبة، بانه وزير خارجية حزب الله،بقصد الاساءة، هو نفسه يدرك جيدا ان ابواب حزب الله المتعددة لا تزال موصدة باحكام في وجهه لدوره، وبالتالي ما تفوه به هو ليس اتهاما، انما وسام شرف على صدر من قال الحقيقة، ولم يهب المنشار وسيده - سيدهم . 
لقد وصلت الوقاحة باولئك الى حد تصغير اكتاف الوطن وكأن الوطن سلعة في سوق نخاسة، فهم يطمحون إلى تحويل لبنان مجرد دكان صغير فيه  . فالكرامة الوطنية غير موجودة في قاموس الذين يفاضلون بين الريال والشرف . بذريعة حماية اللبنانيين ومصالح اللبنانيين، وهؤلاء هم الذين أخذوا لبنان إلى تجارب دموية بدءاً من احداث شارع المئتين في طرابلس قبل التحركات في الدول العربية بسنوات، الى نشر الارهاب في أي مكان تمكنت من الوصول اليه، الى أمير الكبتاغون ومساعديه، الى وقف الاستيراد من لبنان بحجة صفقة الرمان، علما انه بعد أسبوع وصلت الى ميناء جدة شحنة كبتاغون أكبر ولم تمر في لبنان، ولم تتخذ السعودية اي اجراء بحق الدولة التي انطلقت منها ولا تلك التي كانت في مسار الناقلة .
ان سياسة قلب الحقائق، مستمرة على الرغم من محاولة الوزير وهبة تقديم نفسه ضحية فداء لعلاقات لبنان على مذبح المحرقة السعودية، سيما وان مرتزقة الداخل يشوهون الحقائق، والوقائع ويضرون بالمفاهيم والمصطلحات المعبرة عن الواقع .
من الغريب والعجيب حقاً أن يصبح جوهر القضية هو مصير الوزير وهبة الذي تسلم منصبه اصلا ليوم واحد، بعد هروب وزير من الإرهاب الشوارعي، بدل ان تطرح الامور كما هي ولتعلن السعودية انها لم تدعم الارهاب كما قالت عنها وصيتها الكبرى الولايات المتحدة الاميركية، وان كلام وهبة تجن، ولتذهب حينها العلاقات اللبنانية - السعودية الى الجحيم، اذا كان الهدف اذلال لبنان، وهو الذي اذل اسرائيل ومعها اكبر حلفائها .وذلك أفضل من ان يتسعود لبنان ويكون في جحيم مستمر.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل