أقلام الثبات
تتهاوى "صفقة القرن"التي قامت على بيع وتهويد مدينة "القدس" وضياع فلسطين، على أيدي الفلسطينيين ومحور المقاومة الذي استطاع ان يملأ الفراغ الفلسطيني والعربي والإسلامي ..في يلحظة مفصلية استطاع فيها رعاة "عاصفة القرن" ان يجتاحوا القوانين والحقوق والعقول والفتاوى والتاريخ ..واعتبروا ان بيع القدس قد تحقق بتواقيع عربية متعددة الجنسيات في المكتب البيضاوي في واشنطن بينما كانت تحضيرات اسقاط "صفقة القرن" ترسم وتكتب في مكتب العمليات لمحور المقاومة الرافض للصفقة ولبيع فلسطين وهو الذي يسميه "تكفيريو" الأمة وانذالها "بالروافض"!
سقط "مقاول" "صفقة القرن" الرئيس الأميركي "ترامب" بالإنتخابات الأميركية بعد ان أفرغ الخزائن الخليجية من الأموال .وسقط الراعي الأول للصفقة وتبعه الشريك الثاني للصفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي "نتنياهو"، الذي فشل في تشكيل الحكومة الصهيونية وسيغيب عن المشهد السياسي وربما يدخل السجن بتهم الفساد كما حصل مع مثيله الأسبق "ايهود اولمرت ...اما الشريك الثالث ولي العهد السعودي فأضطر للتراجع تكتيكيا فاتجه للخطاب الإيجابي والحواري مع ايران ووصل الى دمشق .وربما يعلن اعتذاره عن حرب اليمن، لكنه صرف انفعاله في الداخل السعودي بانقلابه ظاهريا على الوهابية..والسؤال هل يكمل طريقه لتجفيف منابع التطرف الديني في المؤسسات الدينية الوهابية ..وهل يمنع الدعم عن الجماعات التكفيرية التي ولدت بسفاح القربى السياسية بين السادات والسعودية في أفغانستان وكان "المأذون" السيد ألأميركي..!
في شهر رمضان المبارك...شهر الله سبحانه اعلن المقدسيون ومن ورائه الشعب الفلسطيني ومحور المقاومة افطارهم عن الصمت والجهاد، واستيقظوا في يوم القدس العالمي .من حي الشيخ جراح" يعلنون تشييع "صفقة القرن". وان القدس لن تكون رهينة او "سبيّة" يبيعها بعض العرب .بثمن بخس يساوي حفظ عروشهم ..سقطت "صفقة القرن" ولم ولن تسقط القدس ولن تضيع فلسطين وسيعود المهجّرون الفلسطينيون الى ديارهم ولن يسقط حق العودة ..!
إن اهل القدس يقاتلون نيابة عن الأمة الإسلامية ويرابطون على ثغور العقيدة ..وعلى ألأمة ان تناصرهم وتدعمهم بالمال بالسلاح والمال والمشاركة بالمظاهرات وىالإعتصامات في كل العالم العربي والإسلامي وعلى الفلسطينيين في الشتات الذين حملوا جنسيات أخرى ويعيشون بعيدا عن وطنهم ان لا تنسيهم أعمالهم ودراستهم قضيتهم وان يحاذروا الذوبان في المجتمعات الجديدة والتخلي عن تاريخهم وهوياتهم ....
ان المنطقة على صفيح ساخن بعد انتهاء "العشرية السوداء" المعروفة "بالربيع العربي"...وانكفاء المشروع الأميركي، لإلتقاط الانفاس وإعادة تنظيم صفوفه للإنقضاض مرة ثانية، ويمكن ان تكون "انتفاضة رمضان" في القدس الصوت الذي يعيد اجتماع الأمة المشتتة ولو ظاهرياً على قضية القدس وبدل ان تجتمع الأمة لبيع القدس .ستجتمع لدعم ونصرة القدس وحمايتها ...
"يوم القدس"..."فيلق القدس"...شرف القدس"..""رجال القدس"..ايقونات من الصبر والمقاومة والشجاعة والوعي ..ستحرس القدس وفلسطين ..وعلى الأمة ان تثق بالله سبحانه وانها قادرة على تحرير القدس وان تبادر الى رجم "الشيطان الصهيوني" في القدس بعدما تدرّبت على رجم رمز الشيطان في الحج في مكة ..وكما تدربت على جمع الأحجار"الأبكار" للرجم .عليها ان تجمع الأحجار لرجم الشيطان المحتل ..في القدس وفي فلسطين ...حتى تتحرر من نجاستها ولتتطهر من ارجاس الدنيا وموبقاتها ...
تحرير القدس أقرب وأكثر وضوحاً من أي وقت مضى مع كل الضباب والدخان واليأس والتشتت، والكيان الصهيوني الى زوال ...الشر المطلق سيهزم ولن يكون عمره طويلا...بضعة احجار في القدس...وبضعة طلقات في الضفة وبضعة صواريخ في غزة وساحات الشرف لمحور المقاومة ..وبضعة مظاهرات وكلمات مقاومة في مساجد وساحات المسلمين ...كفيلة بأن تقتل المشروع الصهيوني الضعيف والمرتبك ..
هزمنا الإحتلال في لبنان مرتين في أيار عام 2000 بتحرير الجنوب ..وفي تموز عام 2006 ...وسنهزمه في المرة الثالثة والرابعة وصولا للقدس ..ليس ما نقوله اضغاث أحلام ..بل وعد الهي تنجزه الأجيال القادمة ولن تكون ...بعيدة..!
سلام للقدس .وسلام للمرابطين بحناجرهم وصلواتهم وحجارتهم ..ورصاصهم..