لودريان وزيارة الرسائل الباهتة - أحمد شحادة

السبت 08 أيار , 2021 11:30 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

بعد طول الحديث عن الزيارة الحاسمة لوزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان، إلى بيروت، وأنه يحمل عصا غليظة سيهزها للسياسيين، لكن النتيجة لهذه الزيارة السريعة، أنه لم يسمع ممن التقاهم، بل أبلغ الرسائل، بأن باريس لم تعد معنية في تأليف حكومة البلد الصغير، وحينما تنجزون هذه المهمة سنرى، وأعلمهم بأن ثمة إجراءات أو قرارات ستباشر فرنسا بتطبيقها.
الساعات القليلة التي قضاها لودريان في بيروت، توزعت بين بعبدا وعين التينة وقصر الصنوبر، حيث أبلغ فيها الموقف الفرنسي، لكن الملاحظ أن رئيس الديبلوماسية الفرنسية لم يدخل في تفاصيل المخاض الحكومي، مكتفياً برسائله التحذيرية التي أبلغها لمن التقاهم، حتى أنه لم يدل بأي تصريح مكتفياً بحديث سريع ومقتضب لبعض وسائل الإعلام، قبيل مغادرته.
ومن الملاحظات على هذه الزيارة، أن لودريان استدعى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إلى زيارته في قصر الصنوبر، وهو ما كان على الحريري أن يرفضه، كونه رئيس حكومة سابق، ورئيس مكلف، وزعيم حزب سياسي وكتلة نيابية كبيرة، وهنا تتساءل بعض الأوساط، عن الأصوات التي تهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور، إذا أحد تناول بنقد بسيط لمقام رئاسة الحكومة، كيف ترضى بأن يكون رئيس الحكومة العتيدة المحتملة، كواحد من رؤساء جمعيات المجتمع المدني الذي التقاهم لودريان، في "مقر الحاكمية السامية الفرنسية"، في وقت، ترددت فيه معلومات أن قطبين سياسيين، انتظرا لودريان في منزليهما، وبالتالي لم يلتقيا الضيف الفرنسي في مقر المندوبية السامية الفرنسية.
لم يجد لو دريان إلَّا دعوة ما يسمى "جمعيات مجتمع مدني" للقائه في قصر الصنوبر، فانتشى الضيوف بدعوة رئيس الديبلوماسية الفرنسية الذي يعرف تماماً أن هذه "الشريمه المدنية" غير قادرة على ترك أي بصمة في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان.
في الخلاصة، كان مانويل ماكرون، يأمل بنجاح في مهمته اللبنانية، ليترجمه في معركته الرئاسية في العام المقبل، بعد أن تراجعت شعبيته في فرنسا بشكل كبير، لكن حسابات حقله لم تطابق بيدر حساباته، فطوى زيارته الثالثة التي جرى الحديث عنها مطولاً، ومن ثم كان استبدالها بزيارة لودريان، التي كانت مهمتها إبلاغ رسائل ... فهل وصلت هذه الرسائل؟.
 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل