الانتخابات الرئاسية، تحد يليق بسورية ـ يونس عودة

الثلاثاء 04 أيار , 2021 08:02 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

تستعد سورية على قدم وساق، ووفقا للدستور الساري المفعول، لاجراء الانتخابات الرئاسية، وسط هلع من الدول التي شنت ومولت الحرب على بلد كان أنموذجا في الاستقرار، وكذلك الاقتصاد بحيث كانت سورية من الدول النادرة غير المديونة، وقد حشد مشعلو الحروب، ليس فقط  جيوشهم وأجهزة مخابراتهم تحت مسمى التحالف الدولي ولا سيما الولايات المتحدة وتركيا، بل  كل من نادى بالارهاب في العالم، فكرا، وممارسة، او دعما، وامعن كل هؤلاء في التدمير القتل على مختلف انواعه، لكنهم رغم كل الامكانات الهائلة، لم تتزحزح سورية عن مواقفها، ولم يتمكنوا من زحزحة بشار الأسد من مكانه .
لقد شن هؤلاء حروبا بأشكال مختلفة على حلفاء سورية، وجندوا قتلتهم السياسين والاقتصاديين  والامنيين لترويع الاصدقاء والحلفاء، للانفكاك عن سورية بمغريات يعجز العقل الشيطاني عن تقديم ما يماثلها، وعادوا بسلال بلا قعر، وغلال  من الدم والدمار والنهب يفاخرون بحجمها وتعدادها، الى جانب تأخير عملية التنمية، ووضعوا عوائق وعراقيل متعددة أمام إعادة اعمار سورية، خوفا من دفع فاتورة عدوانهم المكلفة .
 كثير من الاوراق في الحرب على سورية وحلفائها، لا تزال طي الكتمان، الا ان بعض التقارير الرسمية والاحصائية، تكشف المستور، وان بغير قصد، منها بيع بلغاريا وجمهورية التشيك، المنفصلة عن سلوفاكيا  أسلحة للأميركيين والسعوديين لتغذية الحرب في سورية واليمن. وفي هذا السياق، ووفقا لتقارير لجنة مراقبة صادرات الأسلحة وعدم انتشار أسلحة الدمار الشامل في بلغاريا، لم يتجاوز تصدير الأسلحة السنوي إلى الولايات المتحدة 10 ملايين يورو حتى العام 2013، ولم تشتر المملكة العربية السعودية أي شيء من هذا البلد على الإطلاق. لكن منذ ذلك العام، تغير الوضع بشكل كبير. ففي العام 2013، اشترت الشركات الأميركية منتجات عسكرية من بلغاريا مقابل 22 مليون يورو، وفي العام 2017 وصلت المشتريات إلى 115 مليون يورو. وبدأت المملكة العربية السعودية بدورها بشراء ما قيمته 28.9 مليون يورو سنة 2014 وبلغت وارداتها الحد الأقصى (416) مليون يورو، سنة 2017.
من الناحية الرسمية، وربما القانونية وهذه مجال تدقيق، لا يمكن توجيه اللوم او اصابع الاتهام الى بلغاريا وتشيكيا اللتين تتحركان حاليا ومن دون سند ضد روسيا بتهمة تفجير مخازن أسلحة لهما من سنوات، ومرد عدم توجيه الاتهام حاليا سببه ان المنتجين في جمهوريتي التشيك وبلغاريا لم يبيعوا أي شيء بشكل مباشر إلى سورية واليمن. ومع ذلك، تدرك هاتان الدولتان المنتميتان الى الاتحاد الأوروبي جيدا سبب احتياج الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية بشكل عاجل إلى أسلحة من الطراز السوفيتي، لا تستخدمها جيوش هذه الدول نفسها. 
من المخزي ان  لا يتضمن  برنامج تلك الدول القلق على مقتل أكثر من 700 ألف إنسان على مدار سنوات الحرب على سورية واليمن من دون ان يرف لها جفن، وانما الان يدب الهم فيهم مع تسجيل سورية واليمن الانتصارات المتواصلة والمستدامة.
اليوم بعد ان استعادت سورية انفاسها، وبفخر، رغم الاثمان الكبيرة، ستقدم لاولئك الذين باتوا يندبون حظوظهم، درسا جديدا في الانتخابات الثانية من نوعها خلال الحرب، ولعل مشهد، ما قبل سبع سنوات  في الخارج، ورغم الضغوط الهائلة على اللاجئين السوريين والارهاب الاعلامي والنفسي، سوف يتكرر، وسيقوم السوريون بواجباتهم في اختيار الحريص حتى الموت على سورية سيادة ووطنا .اما الناخبون في داخل  سورية، ورغم عمليات التشكيك المسبقة الصنع، بنزاهة الانتخابات فان صوت الضمير الوطني سيكون الأفعل بمواجهة من يروجون، وهم انفسهم أشعلو الحرب ومولوها .
ان مرحلة ما بعد الانتخابات ستكون حتما دحر المحتلين الأميركيين والاتراك بوسائل مختلفة سيما ان بعض ممولي الحرب يبعثون برسائل عن وقف دفع الاموال للمرتزقة، وانهم يريدون استعادة العلاقات مع سورية، مع الاستعداد لتقديم ما يمكن لانهاء الحرب .
ان انتهاء الحرب في سورية، لا يعني فقط إعادة الاعمار الالزامية، وستكون نتائج الانتخابات الرئاسية هي الانتصار الذي يليق ايضا  بسورية وحلفائها، ولعل ما بدأ يظهر في الملف النووي الايراني سيكون بشارة النصر الاتي .


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل