سورية ومنظمة حظر الكيماوي والاهداف المرحلية والاستراتيجية ـ يونس عودة

الثلاثاء 27 نيسان , 2021 11:08 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

عند كل محطة منذ الحرب العالمية على سورية قبل عشر سنوات ونيف، يتم اخراج تقرير مسبق الصنع والاعداد من ادراج مجرمي الاسلحة الكيمياوية  ليجرموا  دون اي دليل الذي حرم اسيادهم أي انتصار اجرامي.
اخر تقيلعات منظمة حظر الاسلحة الكيمياوية اتخاذ قرار غير مسبوق في تاريخ منظمة تقارير غب الطلب، يقضي بتجريد سورية من حق التصويت في المنظمة،على خلفية معلومات تفتفر الى أدنى االثوثيق والادلة بذريعة واهية عنوانها، ان القوات السورية استخدمت مواداً كيمياوية في سراقب، تماما كما كان تقرير الغوطة الذي فضحته الحقائق، وغضت الطرف عنها المنظمة اياها، وكذلك المشغل الرئيس للذين تستعين بهم كخبراء في سياق فصول الحرب المستمرة.
غيبت المنظمة عن سابق إصرار، انها هي التي اشرفت بخبرائها، على نظافة سورية من الاسلحة المذكورة بعد التخلص منها بموافقة السلطات الرسمية السورية وحضور ممثلين عنها، وهي - اي المنظمة - لم تكلف خبرائها ولا أي من اعضائها  حين دعتها الحكومة السورية تكرارا للقيام بكشف ميداني على الأمكنة التي نشرت اجهزة الاعلام المتواطئة انها كانت عرضة للغازات السامة، وكانت تلك المناطق تحت سيطرة الارهابيين، واستقت ما حشت به تقاريرها ممن وصفتهم بأنهم شهود، او انهم من ضحايا الغازات، وهو ماحدث في الغوطة، حيث تبين بعد تحرير المنطقة، ان الضحايا المفترضين،كانوا مجرد ممثلين أمام الكاميرا وان المنتج الحصري كان اولئك الارهابيون ممن أسمتهم بريطانيا "الخوذ البيضاء".
لقد اقر الضحايا المفترضون، والاطباء الذين شاركوا في فيلم الغازات السامة بانهم كانوا مجبرين تحت التهديد، او تلقوا بدلا ماليا للقيام بالاعمال القذرة لاتهام الجيش العربي السوري من ضمن الحرب على سورية.
ان توقيت اخراج التقرير المستند الى مغالطات وأكاذيب، بهدف معاقبة سورية، التي لم يتمكن الغربيون، ومعهم العرب والخليجيون اللاهثون للصلح من كيان الاحتلال، من هزيمة سورية وحلفائها، يتزامن مع إعادة إطلاق "داعش" من المخيمات الواقعة تحت سيطرة القوات الأميركية المحتلة، وعودة تركيا الى التصعيد الميداني عبر ميليشياتها، والنصرة ضمنا، والأهم انه ياتي عشية الانتخابات الرئاسية السورية. فهم "لم يتمكنوا من إضعاف السلطات السورية على الأرض، لذلك يحاولون تشويه سمعتها باللجوء إلى أساليب غوبلزية ويريدون الاستمرار في استخدام الملف الكيماوي السوري كأداة للتأثير على دمشق".
ان الضغط واضح وهدفه منع اجراء الانتخابات، او التشويش عليها بعد ان ايقن الشيطانيون، ان سنوات الحرب العشر لم تنل من العزيمة لدى سوريا قيادة وجيشا وشعبا، لا بل جرى استيعاب الهجوم الذي جيرت له امكانات هائلة، وبدعم راسخ من الحلفاء والاصدقاء ولا سيما محور المقاومة الذي لم يبخل باي شيئ، وما الصراخ والعويل الغربي، الناجم اصلا عن الهزيمة للمشروع الإرهابي، الا في سياق العمل على محاولة الضغط النفسي على الشعب السوري في الخارج عموما، وفي المناطق التي لا تزال خارج السلطة الشرعية السورية لعدم المشاركة في الانتخابات، ولذلك عادت الاستفزازات من جانب تشكيلات أمنية كردية ترعاها القوات الاميركية ايضا، سيما مع فشل احتواء العشائر وتأليبهم على بلدهم، رغم كل الاغراءات بما فيها الأموال السعودية المرصودة لأعمال الشر ايضا، كي لا تشارك المناطق المشار اليها في الانتخابات الرئاسية، استنادا الى معلومات تكونت لدى أعداء سورية، ان غالبية من عملوا على تضليلهم، استعادوا استقامتهم، ويرون في الدولة السورية الحل.
لاعداء سوريا ثلاتة أهداف استراتيجية، اولها خروج سورية من محور المقاومة، والتخلي عن حلفائها، والثاني نسيان الجولان كأرض سورية، والثالث الالتحاق بركب المطبعين وترك الفلسطنيين، للذبح بالسكين في مسلخ الكيان المحتل،وهذه الشروط رفضتها دمشق في وقت الضعف، وبالتالي لن تقبل بها بعد الانتصارات التي حققتها بتحرير أجزاء واسعة من الارهاب ورعاته، وتحقيق صلابة أكبر في محور المقاومة الذي يحقق ايضا انتصارات في أماكن اخرى، وفي الدبلوماسية وسورية ضمنا.
ان قرار منظمة  حظر الأسلحة الكيماوية  الجائر بمنع سوريا من ممارسة حقها في التصويت في المنظمة يعيد الوضع إلى ما قبل سبع سنوات عندما واجهت دمشق تهديد التدخل العسكري الغربي في شؤونها، لكن الانتخابات ستجري وهذا جزء من التحدي.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل