أقلام الثبات
شكلت قضية تحرير القدس هدفا محورياً ومركزيا في الحركة السياسية للمسلمين الشيعة وعلمائهم بعد اغتصاب فلسطين ولازالت في مقدمة الأهداف لمشاريعهم السياسية – الدينية ، فحينما انعقد المؤتمر الإسلامي في فلسطين عام 1931 بمشاركة واسعة من زعماء المسلمين، كانت المرجعية حاضرة بنفسها ممثلة بالمرحوم الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء، وعند اعلان تأسيس الكيان الصهيوني في العام 1948 أرسل المرجع السيد محسن الحكيم رسالة في حينها إلى الأمم المتحدة يدين ويستنكر بشدة تأسيس دولة للصهاينة على أرض فلسطين وقد أفتى السيد محسن الحكيم بالجهاد وبصرف الزكاة والحقوق الشرعية في العمل الفدائي ضد كيان الاحتلال الغاصب .وفي العام 1974 بادر الامام الصدر لتاسيس حركة المحرومين في لبنان واستكمل منظومته السياسية بتأسيس حركة امل كذراع عسكري لمواجهة الإعتداءات الإسرائيلية ومؤازرة الجيش اللبناني وادخل في الميثاق التاسيسي بندا بارزا واستثنائيا على مستوى الحركات الإسلامية في الدول العربية والإسلامية بعنوان (تحرير الأماكن المقدسة)، وفي العام 1977 في ذكرى اغتيال المفكر علي شريعتي في بيروت أعلن الامام الصدر بلاغا سياسيا –عسكريا وصادما للجمهور العام مخاطبا ياسر عرفات (اعلم يا أبا عمار ،ان شرف القدس يأبى ان يتحرر الا على ايدي المؤمنين الشرفاء) معلنا ان تحرير القدس سيكون على ايدي المؤمنين المسلمين الملتزمين والمخلصين الشرفاء ..وفي العام 1979 بعد انتصار الثورة الإسلامية في ايران وبعد ستة أشهر فقط اعلن الامام الخميني "يوم القدس" في يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان في معرض حديثه عن الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان بعد اجتياح 1798 حيث قال (" إنني أدعو المسلمين في جميع أنحاء العالم لتكريس يوم الجمعة الأخيرة من هذا الشهر الفضيل من شهر رمضان المبارك ليكون يوم القدس، وإعلان التضامن الدولي من المسلمين في دعم الحقوق المشروعة للشعب المسلم في فلسطين لسنوات عديدة، قمت بتحذير المسلمين من الخطر الذي تشكله إسرائيل الغاصبة والتي اليوم تكثف هجماتها الوحشية ضد الإخوة والأخوات الفلسطينيين، والتي هي، في جنوب لبنان على وجه الخصوص) واتذكر اننا قمنا بتوزيع منشورات تتضمن فتوى الامام الخميني في العام 1977تجيز صرف الأموال الشرعية لصالح المقاومة الفلسطينية بالإضافة الى تأسيس مؤسسة شهيد فلسطين لرعاية الشهداء الفلسطينيين كما هو الحال مع مؤسسة الشهيد في لبنان لرعاية الشهداء اللبنانيين في مؤاخاة ومساواة مع الشهداء الإيرانيين دون حسابات مذهبية او قومية ودون تعصب بل وفق الأخوة الإسلامية والدعم الحقيقي غير الخطابي للفلسطينيين لتحرير فلسطين ومن ضمنها القدس الشريف.
ولم تنس المرجعية الشيعية واجبها في الدفاع عن القدس وفلسطين ودعمها للشعب الفلسطيني وكان آخر مواقفها ما قاله السيد المرجع السيستاني لقداسة البابا بخصوص حق ومظلومية الشعب الفلسطيني الذي تركه أهله من الأنظمة والحركات والأحزاب والجماعات التكفيرية التي تدعي الدفاع عن اهل "السنة" وعن الإسلام لكنها لم تطلق رصاصة واحدة باتجاه العدو الإسرائيلي بل اطلقتها بوجه من يقاوم الاحتلال او يدعم المقاومين في فلسطين بل الأسوا والأكثر جرأة ووقاحة على الله ورسوله انه عندما استلمت جماعة الاخوان المسلمين الحكم في مصر لم تبادر لإلغاء اتفاقية "كانب ديفيد" ولم تغلق السفارة الإسرائيلية في القاهرة كما فعلت الثورة الإسلامية (الشيعية) في ايران وأغلقت السفارة الإسرائيلية في طهران وافتتحت اول سفارة فلسطينية في العالم قبل اعلان الدولة الفلسطينية..!
ان يوم القدس العالمي وتأسيس جيش "العشرين مليونا" ..يشكلان دعامة مشروع تحرير القدس وإزالة الكيان الغاصب واسترجاع المقدسات وعودة الشعب الفلسطيني ،حيث لا يزال انصار يوم القدس من المسلمين عامة يواجهون "صفقة القرن" الظالمة ويواجهون "التطبيع: مع العدو الذي يتنافس فيه الخليجيون واكثر العرب وبعض المسلمين .
سيأتي اليوم الذي نحتفل فيه بيوم القدس ..في القدس وساحاتها ومسجدها وحاراتها وأهلها ..ولن يكون بعيدا بإذن الله .