مقالات مختارة
"لم نشهد قط رئيس وزراء مذعور وهستيري بهذا الشكل، إنه مرعوب" هذه الكلمات غرد بها رئيس حزب "اسرائيل بيتنا " افيغدور ليبرمان معقبا على المؤتمر الصحافي الذي خرج به نتنياهو والذي هاجم فيه نفتالي بينت الطامح لرئاسة الحكومة الاسرائيلية خلفا لنتنياهو الذي سيعيد التكليف كما يبدو لرئيس الكيان الاسرائيلي بعد فشله في تشكيل حكومة جديدة.
نتنياهو وجه انتقادات لاذعة لبينت لرفضه الانضام اليه واتهم الرجل بانه يبصق في وجه الديمقراطية وانه يريد ان يصبح رئيسا للحكومة بسبعة مقاعد عبر تحالف مع اليسار الاسرائيلي الذي لن يصمد في وجه الضغوط الدولية على حد تعبير نتنياهو ، اما بينت فسدد ضربة قاضية لنتنياهو باتهامه انه يسعى للمزيد من الانتخابات ليبقى رئيسا للحكومة واعدا الشارع الاسرائيلي انه سيشكل حكومة جديدة لينهي حقبة نتنياهو الى الابد، وللحقيقة فإن رئيس حزب يمينا وجد الواقع الاسرائيلي مواتيا ليطرح نفسه بديلا لنتنياهو لا سيما وان الرجل يملك ما لايملكه غيره من رؤساء الاحزاب الاسرائيلية، فهو يميني قومي وهو اقرب لليمين من نتنياهو ويستطيع ان يفكك كتلة اليمين الصلبة التي ظلت تقف وراء نتنياهو وساعدته في كل مرة ان يكون المرشح الوحيد للحكومة ولا احد غيره ، بينت يدرك حجم الحنق الشعبي الاسرائيلي من تكرار العملية الانتخابية واستمرار الدوران في حلقة مفرغة بسبب تشبث نتنياهو في الحكم ورفضه التنازل عن احلامه بالبقاء رئيسا للحكومة رغم ملفات الفساد التي يغرق بها حتى اذنيه ، بينت لن يكون يوما يساريا ولا حتى قريب من اليسار الاسرائيلي لكنه يلتقي اليوم مع الوسط واليسار في مصلحة التخلص من نتنياهو ولذلك هو على استعداد لاستخدام اليسار الاسرائيلي ولو لمرة واحد من اجل انهاء حقبة نتنياهو والبدء بحقبة جديدة مشابهة للحقب السابقة يوم كان اليمين الديني يتحالف مع الوسط او حتى اليسار لتشكيل حكومة، ويوم كان اليمين القومي يلتقي مع الوسط من اجل السيطرة على مقاليد الحكم ، بينت وليس بينت فقط بل كل السياسيين في كيان الاحتلال يعتقدون بأن غياب نتنياهو عن المشهد سينهي كتلة اليمين الصلبة والمتماسكة وايضا سيخلق نوعا من التفكك في حزب الليكود الحاكم وسيغير الكثير من المشاهد المعقدة والمرتبطة بنتنياهو بشكل حضري اقلها ان رئيس حكومة تدور حوله شبهات فساد لن يبقى في مكانه بل سيغادر تاركا دفدة القيادة لغيره ، اذا بينت لا يحلم وانما هي الفرصة الاكثر سنوحا ليصبح بسبعة مقاعد رئيسا للحكومة والمقاعد السبع ستزداد وسيصبح قائدا لليمين ككل .
فارس الصرفندي ـ العالم
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الثبات وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً