أقلام الثبات
في العاشر من رمضان عام 1973 بدأت حرب تشرين التحريرية على الجبهتين السورية والمصرية وتم تحرير جزء من الأراضي العربية، لكن الحرب انتهت على الجبهة المصرية من بوابة اتفاقية "كامب ديفيد" اما الحرب على الجبهة السورية مازالت مستمرة .وان كانت غير ساخنة لكنها لم تبرد باتفاقية سلام مع العدو كما هو الحال على الجبات الأردنية والمصرية وبقية العالم العربي الذي فتح عواصمه للسفارات الإسرائيلية ولم يبق الا الجبهتين اللبنانية والسورية على خط النار مع العدو.
في العاشر من رمضان 2021 بعد 48 عاما من حرب تشرين ..سقط "صاروخ المحور" قرب ديمونا التي لم تقترب الصواريخ العربية منه طوال الحروب والمعارك التي اشتعلت بين الطرفين الإسرائيلي والعربي وحتى خارج العمليات الأمنية السرية ..ويمكن ان تختلف الروايات حول هوية الصاروخ ..وهل كان مقصودا او بالصدفة ..وحول مركز اطلاقه، لكن الثابت في اطلاق الصاروخ النتائج التالية :
- لم تستطع القبة الصاروخية الإسرائيلية بأنواعها المتعددة ان تتصدى لصاروخ أحادي. وبالتالي فقدت القبة الصاروخية "عذريتها"!
- يمكن اعتبار الصاروخ كصاروخ اختباري للقبة الصاروخية .وجس نبض لمقومات القوة والحماية .والتي اظهرها الصاروخ بأنها "هشة وضعيفة" او انها نائمة وكسولة لقناعتها بانتفاء وعدم إمكانية الجرأة بالرد على العدوان المتكرر على محور المقاومة خصوصاً في "سورية وايران".
- ان الصاروخ "مجهول" الهوية من ناحية الجنسية ..هل هو إيراني ام سوري أم لبناني أم فلسطيني.. فقد اعلن ان "صواريخ محور المقاومة" قد أصبحت جاهزة للمشاركة جماعياً في المعركة ..بشكل فردي على مستوى الجبهات الانفرادية وكذلك على مستوى الجبهات المشتركة .
- ان توقيت اطلاق الصاروخ وهدفه "النووي" يؤشر الى احتمال او فرضية المسؤولية الإيرانية بالموضوع رداً على تفجيرات مفاعل "نطنز" وهذا ما يرفع مستوى المواجهة والحرب الأمنية السرية بين ايران والعدو الى مستوى اعلى واكثر وضوحاً وهذا لم يحدث منذ انتصار الثورة الإسلامية في ايران عام 1979 حيث كانت المواجهة غير مباشرة وغير علنية بالمعطى العسكري والأمني، ومباشرة بالمعطى السياسي والثقافي والإيديولوجي.
ان نتائج اطلاق الصاروخ ليست مادية مباشرة حيث لم يلحق أضرارا مادية او بشرية لكن نتائجه المعنوية والإستراتيجية كبيرة وستتوضح في الشهور المقبلة وربما الأسابيع القادمة بشكل متسارع حيث ان التهديد بإزالة الكيان وتحرير فلسطين الكامل يمكن ان يكون قد انتقل من دائرة المشروع النظري والذي استغرق تفسيره ماديا حوالي الأربعين عاما منذ اعلان الامام الخميني تأسيس جيش العشرين مليون لتحرير القدس وكذلك إعلان الامام الصدر في السبعينات بأن شرف القدس يابى أن يتحرر الا على ايدي المؤمنين الشرفاء ...حيث ان طلائعهم قد بدأت بالظهور ..
ما يميز العاشر من رمضان 2021 .. انه يطرح تحرير فلسطين وكل ألأرض المحتلة ..بينما العاشر من رمضان 1973 كان يهدف لتحرير أراض عربية محتلة (سورية ومصرية) ولهذا فإن "الصاروخ الرمضاني" يعلن نهاية الصوم عن تحرير فلسطين ويطلق مدفع الإفطار لبدء عملية التحرير التي يمكن ان تستغرق أربعين عاما أقل او أكثر .لكنها نتائجها ستكون محسومة بالنصر وزوال الكيان ...
على العدو ان يخاف بشكل حقيقي ... وعلى الأخوة الفلسطينيين ان لا ييأسوا وعليهم ..وما النصر الا صبر ساعة ...ولن تنجح صفقة القرن ولا تهويد القدس ..لكن علينا أن ننتظر الرد الصهيوني والأميركي وربما بعض الرد الخليجي ....لأن الأوضاع دخلت مرحلة الإنعطاف الاستراتيجي ..والمواجهة الساخنة ..ويمكن ان يكون لبنان احد الساحات والميادين الرئيسة في المواجهة المباشرة او غير المباشرة ...