أقلام الثبات
يتوجه الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري غداً إلى الفاتيكان، حيث يتوقع أن يستقبله البابا فرنسيس، بعد أن تابعت دوائر الكرسي الرسولي باستهجان، لما جرى الحديث عنه في الاوساط الحريرية عن دعوة فاتيكانية عاجلة، وتحديد موعد للقاء البابا - الحريري، وسبب هذا الاستهجان أنه لا يوجد في الممارسة الديبلوماسية في الفاتيكان "توجيه دعوة" عادية أو عاجلة من قبل البابا، لأي مسؤول كان، لأن الدوائر المعنية هي التي تحدد الموعد للقاء البابا بناء لطلب رسمي من الجهة التي تريد الزيارة.
ووفقاً للمعلومات، فإن الحريري هو من طلب لقاء البابا، حيث تولى هذه المهمة أحد مستشاريه عبر السفارة الباباوية في لبنان قبل أسابيع، وقد تم له ما أراد بعد انتهاء عطلة عيد الفصح الغربي ... علماً أن السفارة الباباوية في بيروت، والسفارة اللبنانية في الفاتيكان استغربتا، ما أذيع عن "الدعوة العاجلة" لأنها مختلقة ومزعومة.
وكما أفادت المعلومات، فإن الأوساط المتابعة لملف العلاقات الفاتيكانية اللبنانية سارعت الى الاشارة الى ان الكرسي الرسولي حريص على عدم استغلال هذا الموعد واستثماره سياسياً وتوظيفه اعلامياً، وبالتالي زج الفاتيكان في السجالات والخلافات السياسية الداخلية وتصوير الموافقة على طلب اللقاء.. وكأنه تغليب لفريق لبناني على آخر، لا سيما وأن البعض راح يقول في بيروت أنه في الوقت الذي يشكو فيه رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من إستهداف “الحقوق المسيحية” في عملية تأليف الحكومة، قرر الفاتيكان إستقبال رئيس الحكومة المكلف، للإيحاء بأن الزيارة موجهة ضد طرف لبناني، وهذا الأمر ليس صحيحاً، إذ أن الفاتيكان لا يقارب الملف اللبناني، على طريقة السياسيين اللبنانيين.
بأي حال، يبدو أن الرئيس المكلف الذي يسعى في السند والهند، لمخرج ما، يوفر له لقاء مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، درج مساعدوه على عادة الحديث عن السفر إلى عواصم العالم للقاء قادتها، كما حصل في أخر زيارة له إلى باريس، حيث أكدت المعلومات أن الرئيس مانويل ماكرون لم يستقبل رئيس الحكومة الملكف سعد الحريري، رغم ما اشيع عن لقاء يوم الثلاثاء في 9 شباط الماضي، ويومها انتظر الحريري من الصباح حتى المساء من دون أن يحصل اللقاء في الإليزيه.
ووفقاً للمعلومات، فإنه أمام إلحاح الرئيس الملكف للقاء مع سيد الإليزيه، واتصالاته المتلاحقة مع رئيس الاستخبارات الفرنسية برنار إيمييه، ورئيس خلية لبنان في الإليزيه، وأحد مستشاري الرئيس الفرنسي، تم الاتفاق على لقاء عشاء غير رسمي، يمنع فيه التصوير ونشر أي صورة أو خبر أو حديث عن هذا اللقاء، كما يمنع أي كلام عن لسان الرئيس ماكرون، علماً أن الحريري كان يطمع بموقف من الرئيس الفرنسي، لاستغلاله في خطاب 14 شباط.
ووفقاً للمعلومات الموثوقة المصدر عن الزيارة الباريسية للحريري، فإن الرد على إلحاح رئيس الحكومة المكلف برفض استقباله رسمياً، كان تحت عنوان أن الرئيس الفرنسي لا يريد إلحاق الضرر بالعلاقة مع رئيس لبنان ميشال عون، وخصوصاً بعد التسريبات الحريرية في السابق، عن توزير شخصيات لبنانية مقيمة في باريس وتحمل الجنسية الفرنسية وأنها من اختيار الرئيس ماكرون، ووصل الأمر إلى حد تعيين الوزارتين اللتين يريدهما سيد الإليزيه، وهو أمر غير صحيح بتاتاً وفقاً للمصادر.
ونفس الأمر، حدث مع زيارة الحريري إلى روسيا، حيث كثر حديث أوساطه قبل الزيارة عن لقاء منتظر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي لم يكن وارداً في مواعيد سيد الكرملين، ولهذا اكتفى اللقاء بحديث عبر الهاتف في موسكو، والذريعة كانت أن بوتين لا يلتقي أحداً بسبب جائحة كورونا.