نظرات في الإعجاز القرآني...{وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ}

الأربعاء 24 آذار , 2021 01:36 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

لا نستطيع المقارنة بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أحد من عباد الله، وذلك لما له من ميزة خاصة، إلا أننا نستطيع القول بأن ما حل به سابقاً يكاد يتكرر والاختلاف فقط في الشخصيات، إلا أن الأفعال واحدة، في زماننا نجد هناك المتقي في دكانه، الذي يبيع دون غبن، إلا أنه يزعج جيرانه من البائعين، وهذا ما يحثهم إلى ضرّه، من خلال تكسير أو تخريب أو تعطيل، منفقين بذلك الكثير من النقود هنا وهناك، وهذا كثير في زماننا، باتت أسواقنا اليوم بكل أسف ضائعة، يعيث فيها الفساد من كل جانب، غش وخداع وغبن في الأسعار، في ظل أزمة خانقة تعصف بالبلاد والعباد، وما أحوجنا اليوم لتجار يخافون الله سبحانه وتعالى فينا، فلا غش ولا خداع ولا ارباح طائلة، وقد أشار لنا سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه إلى حال النبي صلى الله عليه وسلم مع صناديد قريش الذين حاربوه وآذوه لقوله الحق لا غيره، مفسراً قوله تعالى:

{وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ} سورة القلم-الآية ٥١: وهذا ما كان يدعيه المشركون في النبي صلى الله عليه وسلم، ويقولن بأن هذا الحديث ليس من عند الله سبحانه وتعالى، إنما هو جنون، فهذا الرجل قد جن، (ليزلقونك بأبصارهم) أي يسقطوك ويصرعوك، والعين تأتي من البغض والحسد، على الرغم من قولهم بجنون النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنهم كانوا يعلمون أنه ليس بقول بشر قط، إنما هو كلام منزل من الله سبحانه وتعالى، والعين حق وقد حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((الْعَيْنُ حَقٌّ، وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ، وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا))، فجاءت العصمة من عند الله سبحانه وتعالى فعصمه عنهم، (سمعوا الذكر) أي سمعوا ما تتلو من القرآن الكريم.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل