تركيا تسحب المرتزقة من ليبيا مقابل فك عزلتها ـ فادي عيد وهيب

الأربعاء 24 آذار , 2021 10:12 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

تشير المصادر المقربة من قصر يلدز الى سعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للدخول في مناورة جديدة، عبر ورقة المرتزقة السوريين في غرب ليبيا، في محاولة لكسر الحصار والعزلة التي تعيشها تركيا في المنطقة جراء سياسات النظام التركي خارجيا، في وقت يشهد الاقتصاد التركي معاناة صعبة بسبب المقاطعة الشعبية الخليجية للمنتجات التركية، وهو ما جاء بالتزامن مع تداعيات جائحة كورونا السلبية على الاقتصاد التركي، وتوقف حركة السياحة التي تعد أهم موارد في الاقتصاد التركي، إلى جانب حالة العزلة التي تعيشها أنقرة على مستوى السياسة الخارجية، بسبب توتر علاقاتها مع دول الإتحاد الأوروبي وفي مقدمتها فرنسا، والدول العربية جراء التدخل السافر في شؤونها، بالتزامن مع التوتر المستمر مع دول الجوار قبرص واليونان، وما يصدر من إشارات سلبية من إدارة جو باديدن على حكومة حزب العدالة والتنمية التركي.
ويذكر ان اللجنة العسكرية الليبية المشتركة "5+5" المجتمعة في سرت كانت قد أعلنت قبل أسبوع، أن فتح طريق سرت- مصراتة، والبدء في إخراج المرتزقة سيكون خلال أسبوعين، وكما اكد المتحدث عن اللجنة العسكرية الفيتوري غريبيل ان اللجنة ناقشت آلية تنفيذ بند خروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب.
كما طالبت اللجنة في بيانها الختامي مجلس الأمن الدولي والدول المتابعة لمخرجات مؤتمر برلين، بإلزام الدول بإخراج المرتزقة الأجانب التابعين لها فورا من الأراضي الليبية.
وبرأي الخبير التركي دوغو أصلان أن أردوغان يتحضر لابتزاز الدول الفاعلة بالملف الليبي عبر ورقة المرتزقة السوريين، الذي يتم نقلهم من مطارات تركيا الى مطارات مصراتة وطرابلس وقاعدة الوطية بغرب ليبيا، وبهذا يخوض أردوغان عملية إبتزاز جديدة ضد كل الأطراف الفاعلة لإنهاء الحرب في ليبيا."
ويضيف أصلان، بعد ان صار أمر خروج المرتزقة الأجانب من غرب ليبيا حتمي، في ظل رعاية الاسرة الدولية لمحادثات اللجنة العسكرية بليبيا، بات الرئيس التركي أدوغان مجبرا وليس مُخيّرا على سحب هولاء المرتزقة."
وتابع أصلان، أردوغان الآن يطلب كسر العزلة وفك الحصار على بلاده بالمنطقة والمشاركة في منتدى الغاز بمصر، وحصة مضمونة بملف إعادة الاعمار في ليبيا، وعودة تصدير منتجاته لدول الخليج مقابل سحب المرتزقة السوريين من غرب ليبيا."
وفي السياق يقول أستاذ العلاقات الدولية الليبي محمد الزناتي، أن اردوغان يحاول أن يقنع الاطراف الدولية ان لا حل لإنهاء الحرب الليبية سوى من خلال تركيا."
ويضيف الزناتي: تركيا هي السبب الرئيسي في الازمة الليبية، ودورها التخريبي شاهد على ذلك منذ بداية الحرب الليبية، ولم ولن تكون تركيا يوما حلا، ويتبع أردوغان سياسة ابتزاز دول المنطقة، كلما ضاق به الحال في الداخل التركي."
واستطرد: "هو نوع جديد من الابتزاز السياسي يمارسه أردوغان، وليس رغبة في إعادة تصحيح علاقات تركيا بالدول العربية، أو وقف نزيف دماء الليبيين، فتركيا سيبقى دورها بالملف الليبي أزمة وليس حلا."


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل