أقلام الثبات
احتلت اخبار العلاقات السوفياتية مع الحزب الشيوعي اللبناني والأحزاب اليسارية اللبنانية والمنظمات الفلسطينية المشهد الإعلامي والسياسي طوال اكثر من خمسة عقود حتى سقوط الإتحاد السوفياتي في تسعينيات القرن الماضي لكن هذا المشهد الإعلامي والسياسي تعرّض لإنقلاب في الصورة بعدما ظهرت عليه صور اللقاء الروسي مع وفد حزب الله اللبناني في سابقة استثنائية يتم تقديم حزب الله الديني على الأحزاب اليسارية اللبنانية ليرسم مشهدا جديدا يظهر فيه وريث الاتحاد السوفياتي الشيوعي(الإتحاد الروسي) يحاور وريث الأحزاب اليسارية اللبنانية (حزب الله) !!
ان اللقاء الروسي مع حزب الله له أسبابه ودلالاته ونتائجه السياسية والميدانية على المستوى اللبناني والإقليمي وفق التالي :
- يسعى الروس الى نسج علاقات مع القوى السياسية المؤثرة في لبنان والمنطقة للإلتفاف على الحجر الذي تمارسه اميركا ضد الروس بالضغط على الحكومات والأنظمة عبر الحركات السياسية المقاومة والناشئة في المنطقة والتي تمتلك التمثيل النيابي والوزاري في دولها كحزب الله في لبنان وفصائل الحشد الشعبي في العر اق وانصار الله في اليمن .
- تعتبر روسيا ان حزب الله يشكل البوابة الواقعية والمباشرة للإنفتاح على حركات المقاومة في المنطقة والتي باتت تشكل واقعا سياسيا وعسكريا لا يمكن تجاوزه من قبل أي دولة تحاول تثبيت وجودها في الإقليم او ضمان استمراره لأن المنطقة العربية بدأت تشهد ازدواجية وثنائية في مقاليد السلطة والتحكم تتقاسمها الدول والأنظمة الرسمية وحركات المقاومة الشعبية..
- لا يمكن لروسيا تثبيت وجودها في سوريا الا عبر تأمين الخاصرة اللبنانية بسبب الموقع الجيو-سياسي للبنان ونتيجة دراسة التاريخ السياسي لسوريا حيث كان لبنان ساحة إدارة التدخل الأجنبي في الداخل السوري وبالتالي لا يمكن تامين هذا الوجود الا بالحوار والتعاون مع القوى السياسية المؤثرة في لبنان والتي استطاعت ان تتمدد سياسيا وعسكريا خارج الحدود اللبنانية والتي تتمثل بحزب الله الذي يعترف الجميع بعلاقاته وتأثيره على حركات المقاومة في المنطقة والتي تشاغل اميركا على هدة جبهات واستطاعت عرقلة المشروع الأميركي الهادف للسيطرة على ثروات المنطقة وانظمتها وتفتيت الكيانات وتقسيمها ليسهل ابتلاعها وتدجينها .
- ان الاستقبال الرسمي الروسي للوفد يعتبر اعترافا رسميا به من احدى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والتي تمتلك حق "الفيتو" ورفضاً للتوصيف الإرهابي الذي اطلقته روسيا وبعض الدول العربية مما يشكل حصانة دولية بعدم اصدار أي قرار دولي ضده .
- سيسهم اللقاء في تعزيز مشروع التوجه شرقا والذي يؤمن مصلحة الطرفين وخصوصاً الروسي لجهة استثمارات النفط والغاز سواء في لبنان أو سوريا من خلال التاثير والموقع الرسمي للحزب وحلفائه في لبنان والمنطقة والتي يمكن ان تتمدد للاستثمارات النفطية في اليمن غبر حركة انصار الله.
ان نتائج هذا اللقاء ستظهر تباعا في لبنان والمنطقة ويمكن ان تظهر خارج الحدود اللبنانية قبل الداخل اللبناني وتؤسس لدور روسي جديد حيث بدأت روسيا تدخل في المنظومة السياية والشعبية للإقليم محاولة استعادة دور الإتحاد السوفياتي فالسبق من النوافذ الشعبية طالما ان أبواب الأنظمة مغلقة بفعل الضغط الأميركي على الأنظمة والدول.
هل يتنامى التحالف المسيحي الأرثوذكسي العالمي عبر الكنيسة الشرقية الروسية مع الإسلام السياسي الشيعي لاقامة التوازن مع الكنيسة الغربية الكاثوليكية؟؟
هل سنسمع عن زيارة رسمية للحزب الى الصين التي تريد تأمين طريق الحرير والتي يمكن للحزب وأصدقائه المساهمة في تأمينها وجني بعض الأرباح الاقتصادية لتجاوز العقوبات والحصار الأميركي والغربي لبيئته الحاضنة ؟؟؟