أقلام الثبات
اللقاءات التي جمعت الفصائل مع جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح ، كان واضحاً أنّ مطلباً دولياً وإقليمياً وقفّ وراء إجرء الانتخابات العامة ، وعلى وجه التحديد والخصوص التشريعية منها . والهدف هو تجديد شرعيات المؤسسات التشريعية والرئاسية ، والمجلس الوطني جائزة الترضية للفصائل حتى تسير بتلك الانتخابات .، على اعتبار أنّ الوطني كما وصفه الرجوب شأن داخلي ، من خارج الاهتمامات الدولية أو الإقليمية .
وهذا ما أكد عليه الشيخ صالح العاروري نائب رئيس حركة حماس ، في معرض كلمته أمام اجتماعات الحوار في شباط الماضي ، حين قال : " أنّ ظروفاً ضاغطة دفعت حركته إلى التواصل مع فتح للسير بالانتخابات " ، بمعنى القبول بالتوالي على حساب التزامن ، على الرغم من إقدام السلطة على ضرب كل ما تمّ الاتفاق أو التوافق عليه ، عندما أعادت العلاقات جميعها مع الكيان بما فيها التنسيق الأمني .
المطلب الدولي الإلحاحي والمُؤيد إقليمياً ، ما كان ليكون لولا أنّ هناك تحضيراً لمشهد يجري العمل عليه يتعلق بإحياء المفاوضات بين كيان الاحتلال والسلطة الفلسطينية ، من خلال عقد مؤتمر دولي برعاية الرباعية الدولية ، تسير التحضيرات لعقده بخطى ولو بطيئة في ظاهرها ، على اعتبار أنّ إدارة الرئيس بايدن منهمكة في ملفات ، ستشغلها عن الانغماس في ملف إنهاء الصراع .
ولكن هذا لا يعني بأي شكل من الأشكال أنها ليست مهتمة ، وهي لأجل ذلك كلفت رعاة دوليين وإقليميين متابعة وتحضير المشهد ، خصوصاً أنّ إدارة الرئيس بايدن ما يشغلها ويقلقها من تحديات دولية ، تمس بهيبتها ودورها كزعيمة للنظام العالمي الذي تربعت على عرشه منذ بداية التسعينيات من دون منازع . لذلك اهتمامها يأتي من خلفية أنها تريد إنهاء الملفات الساخنة في اليمن وفلسطين وغيرها، لكي تتفرع للصين وروسيا وإيران .
وهذا أيضاً لا يعني أنّ الإدارة الأميركية في وارد إلزام قادة الكيان الصهيوني بأن يقدموا التنازلات للسلطة الفلسطينية ، خصوصاً أنّ الرئيس ترامب في خطوته التي أقدم عليها ، ستجد إدارة بايدن أنها قد وفرت عليها الكثير في هذا السياق ، وإلاّ ما معنى أن تؤكد تلك الإدارة على أنّ قرار القدس الموحدة عاصمة للكيان لا رجعة عنه ، ونقل السفارة الأميركية إليها سيبقى قائماً مع فتح قنصلية في الجزء الشرقي من المدينة .
طالما أنّ هناك إصراراً على إجراء الانتخابات التشريعية قبل الوطني كمدخل طبيعي لإنهاء الانقسام ، إذاً نحن أمام سؤال محوري مشروع ، إلى أينّ نحن ذاهبون بعد انتخابات المجلس التشريعي ؟ .
الجواب على هذا السؤال أولاً برسم رئيس السلطة والمنظمة ، ولربما الفصائل المتحمسة والمنخرطة في تلك الانتخابات . خصوصاً أنّ السيد محمود عباس رئيس السلطة صارح المجتمعين في اجتماع الأمناء العامين في 3 يلول الماضي ، أنه عند تمسكه بحل الدولتين والمفاوضات والرباعية الدولية .