أقلام الثبات
عشية دخول الحرب على اليمن وشعبه الابي سنتها السابعة، يبدو ان حلف العدوان لم يتخل عن اوهامه بتحقيق ولو فوز يسير - أو اي شيء يؤشر الى فوز على الشعب اليمني،غير عنتريات ببيانات "اعتراض واسقاط مسيرات"، وصلت في مهامها الى الظهران والرياض وحققت اهدافها.
لم تتغير بيانات التحالف العدواني الذي تقوده السعودية، منذ سنوات سبع من حرب، ظن جزارها الاول، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان انها ستنتهي بثلاثة اسابيع، على حلم فرض سطوته على الدول العربية كلها بعد ترويعه جيرانه في الخليج، على اعتبار ان من يهزم اليمن، يمكنه هزم البقية، سيما ان الدول العربية كانت في ذروة السقوط بين فكي "الثورات الملونة"وكان الاسياد في واشنطن ولندن وباريس وغيرها يحثونه على الغرق أكثر، مقابل صفقات بمئات مليارات الدولارات تدخل خزائن الغرب ليقتل أطفال اليمن ويدمر شواهد التاريخ .
لقد حاولت الادارة الاميركية الجديدة برئاسة جو بايدن التمظهر بنوايا طيبة لانهاء الحرب على اليمن من خلال تقديم جزرة لانصار الله، بازالة الحركة من تصنيفات واشنطن لها بانها ارهابية، وفي نفس الوقت فرض عقوبات على قادة في الميدان، باعتبار ذلك العصا التي يمكن ان تروع البأس اليمني، الذي ما انزاح عن الطريق رغم القتل والدمار وكل ما ارتكب على ايدي السعوديين وبيادقهم من عرب، ومن اسيادهم في الغرب واسرائيل من جرائم يندى لها الجبين .
ان الاسلوب الاميركي ليس بجديد، فهو الباحث عن مخرج لاتباعه عندما يضيق الخناق عليهم، او تصل أزمتهم الى الذروة، وتفشل القوة الغاشمة في حسم المآرب، مع العلم ان الحرب على اليمن اندلعت في عهد الديمقراطيين في البيت الأبيض، اي ان الحرب كانت استثمار الديمقراطيين أساسا، وها هم يحاولون خداع العالم من جديد ومن الباب اليمني انهم دعاة خير وسلام، وهم يدركون ان وقف الحرب لا تستدعي كل الخزعبلات السياسية وموظفين دوليين للعمل بين المتحاربين وصرف المليارات على القتل، وانما تستدعي التزام تنفيذ اربع كلمات: وقف العدوان ورفع الحصار، وهذ الكلمات تساهم كل الدول المتباكية في العمل على نقيضها بمؤازرة السعودية وعدوانها .
لم يكن صعبا على انصار الله اكتشاف النوايا الاميركية المخادعة التي تحملها الادارة الجديدة، فقد حصل فعلا لقاء في مسقط بين الموفد الاميركي المكلف الملف اليمني تيموثي ليندركينغ وكبير المفاوضين في انصار الله محمد عبد السلام.،، فبدلا ان يقدم الاميركي طرحا لوقف الحرب ورفع الحصار، او اتخاذ قرار بذلك وابلاغه للسعودية والامارات،عمد الى طلب وقف التقدم باتجاه مآرب التي . تحتل موقعا استراتيجيا كونها تتوسط عدة محافظات يمنية هي البيضاء وذمار وصنعاء والجوف وحضرموت وشبوة وترتبط بالحدود السعودية اضافة الى ما تكتنزه من ثروات نفطية وغازية "هذه الثروات ينهبها تحالف العدوان ومرتزقته منذ ست سنوات بينما أبناء الشعب اليمني محرومون جراء الحصار من دخول المشتقات النفطية"،كما ان لمأرب مكانتها لدى اليمنيين كونها مدينة تاريخية ذات حضارة كبيرة تغور الى عشرات الآلاف السنين ومنها انتشرت القبائل اليمنية إلى مشارق الأرض ومغاربها"،
لقد ظهر ان الاميركيين يناورون ويراوغون لكسب الوقت، من اجل تأخير تحرير مأرب من جهة، وزرع الشك والوهن بين القوى التي تحارب مشروع الهيمنة، ولم تنطل بالتالي الخدعة الاميركية، ما دفع البيت الأبيض للمجاهرة مجددا بحضانة العدوان والاعلان أن السعودية تواجه تهديدات أمنية حقيقية في المنطقة خصوصاً من قبل الحوثيين، مما يعني أن الولايات المتحدة تواصل العمل الوثيق مع المملكة، هذا في الوقت التي كانت اطنان القنابل تلقى من الجو على صنعاء ومحافظات اخرى،دون ان تأتي واشنطن على ذكرها، فيما كان الرد اليمني التقدم في ميادين مآرب واستهداف المواقع في الرياض والظهران وجيزان، ضمن عملية الردع السادسة.
لقد أكدت واشنطن بادارتها الجديدة ان الخداع هو القاعدة الاساسية التي تنطلق منها في التعاطي مع شؤون المنطقة والعالم فالرئيس بايدن، صم آذان العالم بانه سيعاقب محمد بن سلمان، ولحس تصريحه القائل "تأكيدا على تصميمنا، فإننا ننهي كل الدعم الأميركي للعمليات الهجومية في الحرب في اليمن، بما في ذلك مبيعات الأسلحة"ومن ثم الاعلان عن بيع السعودية اسلحة للدفاع عن نفسها .لتقول مديرة التواصل في البيت الأبيض، كايت بيدنغفيلد،" ان الرئيس لم يدرس معاقبة ولي عهد السعوديةبسبب مقتل الإعلامي، جمال خاشقجي، لأن عليه اتخاذ قرارات تخدم مصالح الولايات المتحدة.وبررت المديرة، كايت بيدنغفيلد،" علينا اتخاذ قرارات تخدم مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، وعلينا اتخاذ قرارات تساعدنا على فعل أشياء مثل إنهاء الحرب في اليمن وإنهاء المعاناة الإنسانية هناك والدفاع عن إيران ووكلائها، علينا اتخاذ هذه القرارات".
لقد ضاقت خيارات أهل العدوان وأصحابه، فالجيش اليمني واللجان الشعبية يواصلان عملية تحرير محافظة مأرب مع إعلان الناطق العسكري "بأننا سنحضر على كافة الجبهات وسنكثف ضرباتنا في العمق السعودي وسنقابل التصعيد بالتصعيد"، وفي السعودية امتد الرعب الى جنوبها، والضربات تأتي من حيث لا يحتسبون.