يوم هاجمت صحف السعودية الراعي.. لم يصر أحد على استدعاء سفيرها

الإثنين 08 آذار , 2021 03:39 توقيت بيروت مقالات مختارة

مقالات مختارة

يستفيق البعض في لبنان، تعويضاً عما في الذمة، على "كرامة" لطالما سكت عن التعرض لها سابقًا ممن يمونون على ما يبدو على "المقامات". يزعم بعض مثيري الفتن اليوم تعرض مقامات دينية للإهانة مطالبًا باستدعاء السفير الإيراني إلى وزارة الخارجية للاحتجاج على مقال نشر على موقع قناة إيرانية (غير رسمية) ناطقة باللغة العربية، وبغض النظر عما إذا كان المقال المزعوم يمس - أو لا يمس - بالمقامات الروحية في لبنان، لا بد من سؤال حول خلفية التركيز على إيران والتعامي عن عشرات المقالات في الصحف الخليجية التي تعرضت بالسوء إلى مسؤولين لبنانيين، وأهانت الشعب اللبناني ورئيس جمهوريته، وغبطة البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي.

وللتاريخ، هنا بعض عناوين وروابط مقالات تناولت الموارنة والرابطة المارونية والبطريرك الراعي في صحف "طويل العمر":
ـ بشارة الراعي.. لحظة! ـ حسين شبكشي ـ الشرق الأوسط
ـ سوريا: عقدة الموارنة وخطيئة الراعي! ـ حسين شبكشي ـ الشرق الأوسط
ـ أجراس السياسة ـ حسين شبكشي ـ الشرق الأوسط
ـ من الأم الحنون إلى «مرت الأب اللئيمة»! حسين شبكشي ـ الشرق الأوسط
ـ موارنة إيران: أهل ذمة حزب الله ـ أحمد عدنان ـ عكاظ

ونقتطف من مقال أحمد عدنان ما يلي:

"موارنة إيران: أهل ذمة حزب الله

فاجأتنا الرابطة المارونية في لبنان ببيان أسود، أشادت فيه بخطاب حسن نصرالله أمين عام الميليشيا المسماة «حزب الله»، وحيت «شهداء» ميليشياه، وأضافت: «العملية العسكرية الجارية في جرود عرسال تشكل الخطوة الأبرز في حماية الحدود الشرقية للبنان ومنع الإرهاب من مواصلة التسلل إلى الأراضي اللبنانية، حيث ارتكبت في السنوات الماضية جرائم بشعة بحق المدنيين في أكثر من منطقة، بالإضافة إلى الجرائم التي ارتكبت بحق الجيش اللبناني».

صدر البيان بتاريخ ٢٨ يوليو ٢٠١٧، وأعد هذا التاريخ مأتمًا لثلاث فرق؛ أولهم منظرو القومية اللبنانية والمارونية السياسية على غرار يوسف السودا وشارل مالك وفؤاد افرام البستاني، وثانيهم المنظرون المسيحيون للقومية العربية مثل نجيب عازوري وجورج أنطونيوس، وثالثهم أرباب التناغم اللبناني - العربي كالبطريرك مار نصرالله بطرس صفير والنائب الراحل سمير فرنجية، فبعض جمهورهم لم يصمد في لبنانيته أو عروبته، إنما تأيرن، ومنهم من ابتدع طائفة مستحدثة أو مذهبًا جديدًا داخل المسيحية، فما نعرفه عن الطوائف المسيحية الرئيسة أنها البروتستانتية والأرثوذكسية والكاثوليكية، والمارونية من تفرعات الأخيرة، لكننا لم نسمع يومًا عن مسيحية جعفرية أو مارونية اثنتي عشرية.

والحديث عن الرابطة وصفير يشدنا للحديث عن موقف بكركي، البطريركية المارونية التي تعد الرابطة من مشتقاتها، صفير هو بطريرك لبنان الدائم قبل أن يكون بطريرك الموارنة السابق، لم يتحدث عن الحزب الإلهي أبدًا إلا بنص «ما يسمى بحزب الله»، وفي ليلة الانتخابات النيابية عام ٢٠٠٩ صرح محذرًا من مشروع إيراني يهدد كيان لبنان وعروبته، ودعا الناخبين إلى اتخاذ المواقف الجريئة التي تحفظ الهوية اللبنانية، ليبقى لبنان وطن الحرية والسيادة والاستقلال.

سيد الصرح الماروني اليوم، البطريرك بشارة الرعي، له مواقف متموجة، فباغتنا في بدء ولايته بزيارتين متناقضتين، الأولى لسوريا الأسد والثانية لفلسطين المحتلة، وقد واجه معارضي الزيارتين بصلابة نادرة، ثم شاهدناه في فرنسا يعلن تأييدًا مبطنًا لبشار الأسد، ومؤخرًا صرح في مقابلة تلفزيونية قاصدًا حزب الله: «أنا مواطن لبناني، وشريكي مواطن أيضًا، أنا أعزل وهو مسلح، وهذا شيء غير طبيعي»، وليته يصمد، أو أن الرابطة عبرت عن تغير مزاجه. انتقال صولجان بكركي من صفير إلى الراعي غير الكنيسة المارونية، ونترك للتاريخ الحكم على هذا التغيير.."

فلماذا كان السكوت يومها من شيم المنتفضين اليوم.

 

المصدر: العهد


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل