الملف النووي - وموجة الارهاب الاميركية الثانية ـ يونس عودة

الثلاثاء 02 آذار , 2021 07:58 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

لا يزال الكباش الايراني - الاميركي في الذروة فيما يتعلق بالعودة الى مندرجات الاتفاق النووي، وتبدو واشنطن بادارتها الجديدة - القديمة أسيرة اجراءات السلف الجمهوري دونالد ترامب غير الصالح وكذلك بلحس التوقيع الديمقراطي لاهم بنود الاتفاق، بالتوازي مع محاولة تكريس الاجراءات العقابية الخبيثة، باعتقاد واهم ان الضغط لاعادة التفاوض على مندرجات جديدة، يمكن ان تكرس المطلب المحور الاسرائيلي - السعودي وملحقاته .
لم تدرك ادارة جو بايدن بعد، ان ما تقوم به لا يجدي نفعا مع ايران، ولو استخدمت الاتحاد الاوروبي في التوسط، وان إيران أكدت تكرارا على أن تنفيذ الالتزامات من قبل جميع الأطراف في الاتفاق النووي ليس مسألة تحتاج إلى تفاوض ومقايضات، فجميع المفاوضات تمت قبل خمس سنوات، وأن الطريق إلى الاتفاق النووي واضح للغاية ويمر عبر إلغاء الولايات المتحدة عقوباتها غير القانونية والأحادية الجانب والعودة إلى التزاماتها، مبينة في السياق أن طريق العودة إلى الاتفاق النووي ليس بحاجة إلى مفاوضات أو قرار من مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
 لذلك  رفضت إيران مرة جديدة المقترح الاميركي المعلن عبر الاوروبيين، بأن "الولايات المتحدة لا تزال مستعدة للعودة للمشاركة في المحادثات الدبلوماسية الحقيقية"، ولعقد اجتماع غير رسمي مع دول 5+1، ولو اصيبت الولايات المتحدة بالاحباط واعلانها ذالك رسميا عبر المتحدثة باسم البيت الابيض أن واشنطن "محبطة بسبب رفض إيران للمحادثات غير الرسمية مع القوى الأميركية والأوروبية بشأن الاتفاق النووي". 
ان الموقف الايراني يستمد صلابته من الحق، ومن التوقيع على الاتفاق، مقابل الموقف الاميركي الذي لا يقيم وزنا لتوقيع أصحابه، ولا لعهد اتخذه على نفسه، مع اعتقاد بان التضليل يمكن أن يكون بديلا للحقيقة والحقوق، وبمواكبة ضغوط حتى ميدانية أحيانا مثلما جرى الأسبوع الماضي باستهداف مواقع للحشد الشعبي، وفصائل عراقية في محور المقاومة على الحدود السورية - العراقية ( ابو كمال)، والتي كان مقابلها ضرب باخرة إسرائيلية انطلقت من السعودية "بصاروخ واحد رغم أنه كان بالإمكان أكثر من صاروخ وإغراق السفينة، لكن الجهة التي أطلقت الصاروخ امتنعت عن ذلك عمدا"وفق ما رأه محللون إسرائيليون، في وقت قالت صحيفة كيهان الايرانية ان "الهجوم على السفينة الإسرائيلية في خليج عمان، هو انتقام للمقاومة من الهجمات والجرائم الإسرائيلية الأخيرة في المنطقة"،،،وأنه "يحتمل أن تكون السفينة وقعت في كمين نصبته لها إحدى القوى  لمحور المقاومة"، مشيرة إلى أن "الهجوم يثبت حقيقة أن زمن اضرب واهرب قد ولى".
من المعتقد ان الاميركي والاسرائيلي قد فهما حتما بأن أي فعل سيكون مقابله فعل، ولذلك بررت إسرائيل بأنها لن ترد على استهداف الباخرة، لأنه من الممكن ان تكون البواخر الاسرائيلية هدفا اكان في البحر الاحمر او في باب المندب، ولكن الاشارة الأهم تتمحور حول استخدام جملة "كمين نصبته احدى القوى في محور المقاومة "، وهذا يعني ان قوى في المحور غير ايران بات لديه باع في البحر وهو يرصد الحركة الاسرائيلية كما الاساطيل الغربية.
لقد ادخل بايدن نفسه مع اول دخوله البيت الابيض، في ورطة داخلية مضافة الى فقدان الثقة بنفسه، كان يمنكه تلافيها لو التزم بالعودة الى الاتفاق النووي كما كان قبل سيطرة الترامبيون على البيت الابيض، وهو اضطر لإرسال رسالة إلى رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، والرئيس المؤقت لمجلس الشيوخ باتريك ليهي،،، يبرر فيها قراره بالعدوان على  شرق سورية بأنه رد على الهجمات الصاروخية الأخيرة التي استهدفت مواقع أميركية في العراق، وذلك من دون إخطار الكونغرس.وجاءت الرسالة ردا على انتقادات ديمقراطيين في الكونغرس بغرفتيه، لقرار بايدن استخدام القوة العسكرية، وقال بايدن إنه أمر بالضربة العسكرية من أجل "الحماية والدفاع عن أفرادنا وشركائنا ضد هذه الهجمات، وهجمات مماثلة في المستقبل".
من الواضح ان انطلاقة بايدن وإدارته الجديدة مربكة، لا بل عرجاء، وربما سيتحول الى اضحوكة للجمهوريين، بعد ان تتطاير وعوده بمحاسبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لا سيما بعد نشر تقرير المخابرات الاميركية عن التورط المباشر لبن سلمان في قتل وتقطيع اوصال جمال خاشقجي، وتلويح السعوديين بالذهاب الى موسكو وبكين، اذا اتخذت إدارة بايدن إجراءات بحق ولي العهد.
لم يعد امام إدارة بايدن سوى التفتيش عن مخرج آمن من المنطقة لا سيما مع اعلانها تكرارا العداء لروسيا والصين، او اتخاذ الخيار الاميركي التقليدي في زرع الفتن مثلما جربت بان تفعل وفشلت بين ايران والعراق بانها نسقت وبناء لمعلومات عراقية رسمية العدوان على منطقة البوكمال، اواطلاق موجة الارهاب الثانية للديمقرطيين في المنطقة مع التورط المباشر في صراع عسكري، تعرف تماما كم سيكون مكلفا، وهو امر بات شبه جاهز .


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل