بعد رفض إيران الإجتماع بالأميركيين.. الى بايدن: لا تعول كثيراً على عامل الوقت فإنه سيف ذو حدين

الإثنين 01 آذار , 2021 12:53 توقيت بيروت مقالات مختارة

مقالات مختارة

"رغم شعورنا بخيبة أمل من رد فعل إيران، ما زلنا مستعدين للمشاركة من جديد في دبلوماسية جادة لتحقيق عودة متبادلة للامتثال بالتزامات خطة العمل الشاملة المشتركة"، هذا الكلام هو للمتحدثة بإسم الخارجية الامريكية،  والذي جاء تعقيبا على رفض ايران عقد اجتماع غير رسمي اقترحه المنسق الاوروبي بشان الاتفاق النووي.

يبدو ان "خيبة الامل الامريكية" هذه المرة ستكون حقيقية، فواشنطن كانت تعتقد ان ايران ستهرول الى الاجتماع الذي دعا اليه جوسيب بوريل، وتشارك الدول الاعضاء في مجموعة 4+1 الى جانب امريكا، لمناقشة كيفية احياء الاتفاق النووي، الذي انسحبت منه امريكا، وادارت اوروبا ظهرها له.

عندما نقول ان "خيبة الامل الامريكية" ستكون حقيقية هذه المرة، فاننا نعي ما نقول، فـ"الامل" الذي بناه الرئيس الامريكي جو بايدن، على مواصلة سياسة الضغوط القصوى الفاشلة لسلفه دونالد ترامب ضد ايران، عبر التعامل مع الاتفاق النووي، بطريقة توحي بانه ليس في عجلة من أمره، وقد بان ذلك واضحا في اول تعليق له على قضية انسحاب بلاده من الاتفاق ، عندما اعلن ومن خلال "لغة الاشارة "!!، انه لن يرفع الحظر عن ايران ، وانه لا يحق لايران تخصيب اليورانيوم، وعلى ايران ان تعود الى الالتزام بالاتفاق النووي قبل رفع الحظر عنها.

موقف بايدن من موضوع عودة امريكا الى الاتفاق النووي، بُني على فكرة ان الوقت يمر صعبا وقاسيا على ايران، التي تتعرض لضغوط امريكية قصوى، وان بامكانه استغلال هذا "الوقت" للحصول على ما لم يحصل عليه سلفه من ايران، عبر التسويف واهدار الوقت واستخدام لغة دبلوماسية معسولة، والحديث عن عقد اجتماعات والتفاوض على ما تم التفاوض عليه، حتى لا تجد ايران في النهاية من سبيل امامها الا رفع الراية البيضاء!!.

رفض المتحدث باسم الخارجية الايرانية سعيد خطيب زادة، دعوة منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوربي، لايران للمشاركة في اجتماع الدول الاعضاء في الاتفاق النووي الى جانب امريكا، كان بمثابة صفعة مدوية على وجه بايدن، الذي بنى آمالا عريضة على "الوقت"، الذي اثبتت ايران وبشكل لا لبس فيه، انه سيف ذو حدين، فإن كان الشعب الايراني يعاني من العقوبات الامريكية الاحادية الجانب وغير القانونية والظالمة، والتي طالت الدواء والغذاء، فإن إيران بامكانها ان تُدفّع بايدن ثمنا لا يقل من الثمن الذي يدفعه الشعب الايراني جراء الحصار.

ايران التي بدات تقليص التزاماتها في الاتفاق النووي ردا على انسحاب امريكا وخيانات اوروبا، اعلنت وبصراحه ان هذا التقليص سيتم تدريجيا، وسيتواصل، دون ان يكون لـ"الوقت" من تأثير على قراراتها، ومن المؤكد ان اجراءات التقليص لن تنتهي عند تعليق العمل بالبروتكول الاضافي ، ولا عند مستوى تخصيب 20 بالمائة، ولا عند عدد اجهزة الطرد المركزي ولا تطور هذه الاجهزة، فكُرة الثلج الايرانية بدات بالتدحرج، ولن يوقفها الا الالتزام الكامل لامريكا واوروبا بتعهداتهما وفقا للاتفاق النووي ورفع حظرهم الظالم عن الشعب الايراني، فإن كان حد سيف الوقت جارحا للشعب الايراني، فان حده الاخر سيكون أمضى واكثر إيلاما لبايدن ورفاقه الاوروبيين.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل