أقلام الثبات
اطلق البطريرك الماروني " مار بشارة بطرس الراعي، " دعوة صريحة ومناشدة كنسية-سياسية لتدويل القضية اللبنانية وعقد مؤتمر دولي لإنقاذ لبنان وفق نظرته الخاطئة للأمور والتي تفتح الأبواب للدول الخارجية لإتخاذ لبنان ساحة صراع لمشاريعها تضاف الى صراعاته الداخلية وصراعه الأساس مع العدو الإسرائيلي منذ احتلال فلسطين وبقاء اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وبقاء مشروع توطينهم مشروعا حاضرا ومهددا للكيان اللبناني وديمغرافيته، وخصوصا المسيحيين.
هل يدرك البطريرك الراعي وبعض الأصوات التي ساندت مشروعه بمصطلحات متعددة ومتنوعة لكنها تصب في ذات المشروع أي الدعوة لتدويل القضية اللبنانية هي مشروع حرب أهلية جديدة ،لأنها لاتعبر عن رأي كل اللبنانيين وان هدفها الأساس سيكون نزع سلاح المقاومة التي استطاعت النجاة حتى الآن من الحروب الإسرائيلية والفتن الداخلية وانها لا زالت تشكل الركيزة الأساس لمنع صفقة القرن ومنع التوطين للفلسطينيين والنازحين السوريين ومشروع التطبيع الشامل مع العدو الإسرائيلي ولا بد من تذكيره ان لبنا ن قد خاض تجربة "التدويل" و "الأقلمة" ابتداء من قوات الردع العربية الى القوات المتعددة الجنسيات الى القوات الدولية في جنوب لبنان الى المحكمة الدولية وكل هذه المشاريع والتدخلات الدولية والإقليمية المباشرة لم تجلب الا الدمار والخسارة والحصار واستنزاف الموارد المالية اللبنانية وتقسيم للبنانيين كأطراف متعددة متقاتلة غير متصالحة ..دون ان ننسى ونذكر غبطته ان سلاح الميليشيات المسيحية المتحالفة مع العدو الإسرائيلي بالتقاطع مع السلاح الفلسطيني الذي هيمن على جزء من القرار اللبناني وخصوصاً في الجنوب هو المسؤول أولا وأخيرا، عن بداية النكبة اللبنانية والديون اللبنانية والتقسيم والفرز الطائفي في لبنان وكل الخسائر المعنوية والمالية والوطنية التي لايزال الشعب اللبناني يدفعها منذ الحرب الأهلية عام 1975 حتى الآن، وليس سلاح المقاومة الذي اخرج المحتلين ووفّر لكل اللبنانيين ، أصدقاء وخصوم حرية التصريح و الإنتخاب والتحرك الآمن وليس تحت رقابة الدبابات والجنود الإسرائيليين الذين دخلوا القصر الجمهوري واحتلوا العاصمة بيروت ..الا اذا كان بعض اللبنانيين يرون إسرائيل صديقا وحليفا، ويرون المقاومة وأهلها أعداء مع انهم لم يحاولوا صلب السيد المسيح (ع) .. ولا يعملون على تهويد كنيسة القيامة ولا يشوّهون سيرة السيدة العذراء وابنها السيد المسيح عليهما السلام في الأفلام السينمائية والإعلانية..!
اننا نقول بصراحة ان الدعوة للتدويل هي دعوة صريحة ولا وطنية فيها ، لإحتلال لبنان كما حصل عند استدعاء الاحتلال الإسرائيلي من المليشيات المسيحية لتحرير لبنان (وفق ادعاءاتهم) من المقاومة الفلسطينية والآن يكررون المشروع لكن ضد طرف لبناني لم يقدم للبنان الا الدماء والتضحيات والكرامة والعزة وان الإصرار على استدعاء الخارج سيلقى مقاومة وطنية شاملة كما حصل ضد الاحتلال الإسرائيلي وسيكون للقوى الشريفة المدافعة عن استقلال لبنان الحق بالإستعانة بحلفائها من دول وحركات مقاومة لمواجهة التدويل الذي تظهر بعض خطاياه في تدخل السفراء الأجانب وفي مقدمتهم السفيرة الأميركية التي تتدخل بتفاصيل القضاء وتشكيل الوفد اللبناني المفاوض وكل صغيرة وكبيرة ..وهل يريد من يدعو الى التدويل ان يتحوّل لبنان الى ليبيا جديدة والتي تعيش الحرب الأهلية والخارجية منذ أكثر من عشر سنوات، وتم نهب ثرواتها وقتل شعبها وتقسيم ارضها ومؤسساتها الدستورية .!
لا تكرروا خطيئتكم باستدعاء الخارج الذي لم يحمِ المسيحيين ولا المسلمين....الخارج الغربي والإقليمي وفي مقدمته اميركا لم يحمِ المسيحيين في سورية من جماعاته التكفيرية ولا في العراق ولم يمنع هدم كنائسهم ولم يمنع سبي واغتصاب نسائهم وكذلك في فلسطين بل الذي حماها في سورية والعراق ولبنان هم الشرفاء الذين يحملون السلاح الشريف منذ أن اطلق الامام موسى الصدر صرخته في الحرب الأهلية واعتصم في مسجد "الصفا" في العاملية دفاعا عن دير الأحمر والمسيحيين في البقاع وعندما رفض سياسة العزل ودفع ألأثمان الباهظة من المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية ..
تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم لنحمي لبنان وأهله ..