أقلام الثبات
لقاءات الحوار التي ستعقد في السابع من شهر شباط الجاري في القاهرة بين الفصائل الفلسطينية ، لا زال يكتنفها الغموض ، ليس لجهة توجيه الدعوات ، فهي قد وصلت لأصحابها الذين يحزمون حقائبهم ، ويعدون أسلحتهم من رؤى وأوراق ومواقف وملاحظات ، لكي يضعوها على الطاولة في مواجهة طرفي الاتفاقات أو التفاهمات ، وهما فتح وحماس . اللتان بدورهما تسعيان لتحسين أوراقهما في مواجهة بعضهما البعض ، من خلال استمالة عدد من الفصائل .
وهو أسلوب وسلوك متبع في الساحة الفلسطينية ، طالما أنّ العمل الوطني والسياسي يُدار على طريقة انتخابات الاتحادات والمنظمات الشعبية ، بمعنى الإغراء بالحصول على مقعد هنا أو هناك . ما يكتنف هذه الحوارات من غموض ، يمكن تسجيله ، أو تدوينه بالآتي :-
1. مع حزم المدعوين لحقائبهم ، لا أحد منهم يعرف ، أو قد وصله جدول أعمال للقاءات الحوار . وهذا تكرار لتجربة اجتماع الأمناء العامين في 3 أيلول 2020 . يومها كان الاجتماع على شاكلة مهرجان خطابي ، أعطى فيه السيد محمود عباس رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة ، رؤساء الوفود من الفصائل الكلام . طبعاً بعد أن ألقى كلمته . وما أن انتهت الكلمات ، حتى ألقى السيد جبريل الرجوب البيان الختامي المعد والمتفق عليه مسبقاً بين حماس وفتح ، من خلف الفصائل .
2. ما يتم تداوله والتأكيد عليه ، أنّ موضوع الانتخابات هي التي ستبحث في لقاءات القاهرة ، من دون التطرق إلى عناوين تتقدم الانتخابات ، بل وتتجاوزها ، إذا كانت النوايا صادقة في تجاوز وإنهاء الانقسام ، لأنّ المدخل الصحيح مناقشة موضوع النهوض بمنظمة التحرير وإعادة بناء مؤسساتها ، وفق ما تمّ الاتفاق عليه منذ العام 2003 و2005 ، وتم التأكيد عليها في أيار 2011 .
3. ما هو مصير مخرجات اجتماع الأمناء العامين في بيروت ورام الله ، بعد تقدم موضوع الانتخابات على ما سواها . لأنّ العمل على المخرجات ووضعها على سكة التنفيذ والتطبيق ، وتحديداً تصعيد المقاومة الشعبية ، لأنّ السلطة بتقديري ليست في وارد ذلك ، بحجة أنها لا تريد التصعيد مع الاحتلال حتى لا يخرب عليها الانتخابات ويعطلها من موقع الحاكم والمتحكم . وبالتالي ليس المطلوب في ظل إدارة الرئيس بايدن ، لأن السلطة تنتظر بفارغ الصبر إعادة العلاقات معها ، بعد المبادرات الإيجابية في إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية ، ومكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن والالتزام بحل الدولتين . ورئيس السلطة غير معني بتعكير صفو الأجواء الإيجابية مع إدارة الرئيس بايدن .
4. بتقديري أن الفصائل المشاركة في الحوار من خارج حماس وفتح ، هي بدورها تُشارك من دون التنسيق فيما بينها . وهذا سيتركها عرضة للابتزاز ، وحبيسة حرصها على إنجاح الحوار ، طالما فتح وحماس متقفتان على التفاصيل ، وتحديداً الانتخابات لتجديد شرعيتهما كسلطتين ، بغض النظر عن الفوارق بينهما .
5. التصريحات والإطلالات الإعلامية لكل من فتح وحماس متناقضة حول الانتخابات ، أقلها اللوائح الانتخابية المشتركة ، والسقف السياسي للانتخابات .
وهذا يعني أن الحوار بنتائجه ليس بالضرورة أن يصل إلى مكان في توافق أو اتفاق . وهنا يطرح السؤال ، هل ستتحمل مصر فشل الحوار ؟ ، وهي التي اشترطت في السابق ، أن تأتي الفصائل إلى القاهرة متفقة مسبقاً .
من تستهدفهم “إسـرائيل” لا يحتاجون بيانات… بل فضحاً كاملاً للجريمة
ألمانيا... الصدمة المزدوجة ــ د. ليلى نقولا
أسوأ من 17 أيار ــ عدنان الساحلي
عملية أستراليا... بين "تبييض" الصورة "الإسرائيلية" والتحضير لاعتداء مقبل ــ د. نسيب حطيط