الغموض يكتنف حوارات القاهرة ـ رامز مصطفى

الجمعة 05 شباط , 2021 10:37 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

لقاءات الحوار التي ستعقد في السابع من شهر شباط الجاري في القاهرة بين الفصائل الفلسطينية ، لا زال يكتنفها الغموض ، ليس لجهة توجيه الدعوات ، فهي قد وصلت لأصحابها الذين يحزمون حقائبهم ، ويعدون أسلحتهم من رؤى وأوراق ومواقف وملاحظات ، لكي يضعوها على الطاولة في مواجهة طرفي الاتفاقات أو التفاهمات ، وهما فتح وحماس . اللتان بدورهما تسعيان لتحسين أوراقهما في مواجهة بعضهما البعض ، من خلال استمالة عدد من الفصائل .
وهو أسلوب وسلوك متبع في الساحة الفلسطينية ، طالما أنّ العمل الوطني والسياسي يُدار على طريقة انتخابات الاتحادات والمنظمات الشعبية ، بمعنى الإغراء بالحصول على مقعد هنا أو هناك . ما يكتنف هذه الحوارات من غموض ، يمكن تسجيله ، أو تدوينه بالآتي :-
 1. مع حزم المدعوين لحقائبهم ، لا أحد منهم يعرف ، أو قد وصله جدول أعمال للقاءات الحوار . وهذا تكرار لتجربة اجتماع الأمناء العامين في 3 أيلول 2020 . يومها كان الاجتماع على شاكلة مهرجان خطابي ، أعطى فيه السيد محمود عباس رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة ، رؤساء الوفود من الفصائل الكلام . طبعاً بعد أن ألقى كلمته . وما أن انتهت الكلمات ، حتى ألقى السيد جبريل الرجوب البيان الختامي المعد والمتفق عليه مسبقاً بين حماس وفتح ، من خلف الفصائل .
 2. ما يتم تداوله والتأكيد عليه ، أنّ موضوع الانتخابات هي التي ستبحث في لقاءات القاهرة ، من دون التطرق إلى عناوين تتقدم الانتخابات ، بل وتتجاوزها ، إذا كانت النوايا صادقة في تجاوز وإنهاء الانقسام ، لأنّ المدخل الصحيح مناقشة موضوع النهوض بمنظمة التحرير وإعادة بناء مؤسساتها ، وفق ما تمّ الاتفاق عليه منذ العام 2003 و2005 ، وتم التأكيد عليها في أيار 2011 .
 3. ما هو مصير مخرجات اجتماع الأمناء العامين في بيروت ورام الله ، بعد تقدم موضوع الانتخابات على ما سواها . لأنّ العمل على المخرجات ووضعها على سكة التنفيذ والتطبيق ، وتحديداً تصعيد المقاومة الشعبية ، لأنّ السلطة بتقديري ليست في وارد ذلك ، بحجة أنها لا تريد التصعيد مع الاحتلال حتى لا يخرب عليها الانتخابات ويعطلها من موقع الحاكم والمتحكم . وبالتالي ليس المطلوب في ظل إدارة الرئيس بايدن ، لأن السلطة تنتظر بفارغ الصبر إعادة العلاقات معها ، بعد المبادرات الإيجابية في إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية ، ومكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن والالتزام بحل الدولتين . ورئيس السلطة غير معني بتعكير صفو الأجواء الإيجابية مع إدارة الرئيس بايدن .
4. بتقديري أن الفصائل المشاركة في الحوار من خارج حماس وفتح ، هي بدورها تُشارك من دون التنسيق فيما بينها . وهذا سيتركها عرضة للابتزاز ، وحبيسة حرصها على إنجاح الحوار ، طالما فتح وحماس متقفتان على التفاصيل ، وتحديداً الانتخابات لتجديد شرعيتهما كسلطتين ، بغض النظر عن الفوارق بينهما .
 5. التصريحات والإطلالات الإعلامية لكل من فتح وحماس متناقضة حول الانتخابات ، أقلها اللوائح الانتخابية المشتركة ، والسقف السياسي للانتخابات .
 وهذا يعني أن الحوار بنتائجه ليس بالضرورة أن يصل إلى مكان في توافق أو اتفاق . وهنا يطرح السؤال ، هل ستتحمل مصر فشل الحوار ؟ ، وهي التي اشترطت في السابق ، أن تأتي الفصائل إلى القاهرة متفقة مسبقاً .


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل