واشنطن تعيد الحياة لداعش .. الحروب آتية ـ يونس عودة

الثلاثاء 26 كانون الثاني , 2021 08:31 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

بالتزامن مع انتقال السلطة المغمس بالدم في الولايات المتحدة ,وفي مرتع "الديمقراطية"الاميركية -الكابيتول-  , يبدو واضحا اعادة تنشيط خلايا تنظيم خلايا الإرهاب لا سيما خلايا "داعش" في العراق وسوريا على وجه التحديد، وهو ما يمكن أن يتمدد الى دول أخرى مثل لبنان وغيره وفق الحاجة.
لقد هاجمت داعش باصات تنقل عسكريين سوريين في البادية وسقط شهداء بالعشرات على مراحل, وهذ التنشيط لخلايا "داعش" في البادية يأتي ضمن استراتيجية مختلفة جذريا عن استراتيجياته السابقة في القتال، وبخاصة, من ناحية تنقّل المقاتلين أو أساليب الاستهداف المدروسة, بعد فترة إعادة التأهيل والنقل ,وكذلك مع الأوامر الاميركية لما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)باطلاق آلاف العناصر الذين يفترض انهم في "الاسر"منذ السيطرة على منطقة "الباغوز", شرق دير الزور التي كانت اخر معاقل داعش في اذار \مارس 2019, والتي اعلن حينها عن استسلام اكثر من خمسة الاف مسلح من داعش كما اعلن حينها,ان التنظيم الارهابي، لم يعد يسيطر على أي أراض في سوريا، بعد أكثر من عام على دحره من العراق المجاور,وبعد ان كان يسيطر " على مناطق واسعة في سورية والعراق، تعادل مساحة بريطانيا. وتمكن خلال نحو خمس سنوات فقط من فرض قوانينه وأحكامه المتشددة في مناطق سيطرته وإثارة الرعب باعتداءاته الدامية حول العالم ..
 إن داعش كان قد أعلن وبعد خسارته منطقة الباغوز عن تحول مباشر في استراتيجيته من "الحروب الكلاسيكية" إلى "حروب الاستنزاف" وحروب العصابات، والتي يطبقها الآن في منطقة البادية السورية , فكيف يمكن لتنظيم قالت الولايات المتحدة انه انتهى عسكريا وأمنيا , يعود للانتشار من جديد , ومن مناطق تحت السيطرة العسكرية الأميركية المباشرة , او تنظيمات ممولة , وتعمل تحت الرعاية الاستخباراتية الاميركية ,وعلى الأقل على المستوى اللوجستي , او التسليحي , او المالي, مع الاخذ بعين الاعتبار ما يحصل في مخيم الهول من اطلاق يد "الدواعش" لتصفية كل من يتعاون من السكان مع أي فريق خارج المخيم .
على المستوى السوري , لن يصدق أحد أن الادارة الاميركية الجديدة برئاسة جو بايدن يشتمل الى البحث عن صيغة حل للازمة السورية , وهي الازمة الناتجة عن الحرب التي شنتها اصلا الادارة الديمقراطية السابقة التي كان ضمنها بايدن كنائب للرئيس , حتى ان الصحافي الاميركي والمقدم في "شبكة اخبار اميركا" جاك بوسونيك إشار إلى أن الرئيس السوري بشار الاسد اصبح بسرعة الهدف رقم واحد لادارة بايدن , وان بايدن يريد خلع الاسد , وهو ما فشلت في  تحصيله  الادارة الجمهورية السابقة برئاسة دونالد ترامب والادارة الديمقراطية التي سبقتها برئاسة باراك اوباما صاحب فكرة الحرب الناعمة , ولو انه انخرط ايضا بالحروب الساخنة المدوية.ويبدو واضحا ان هناك محاولة للتأثير على الانتخابات الرئاسية السورية التي ستجري في الفترة القريبة المقبلة , ولن يتمكن الغرب من التأثير على نتائجها باعتراف مسؤولين كبار وسيكون الاسد خيار الشعب السوري ,بناء على استطلاعات الغربيين . 
بموازاة ما يجرى في سوريا ,فإن ما عاد يشهده العراق من تفجيرات دموية في الاسواق الشعبية , مع استهداف مركز للحشد الشعبي الذي لعب الدور المركزي مع بقية فصائل المقاومة في تحرير العراق من "خلافة" داعش , هو المؤشر الاخطر معطوفا على الضربات التي وجهها التحالف الدولي وخصوصا القوات الاميركية فيه لبعض مواقع الحشد لا سيما تلك القريبة من الحدود السورية حيث يعمل الحشد على تطهيرها من بقايا داعش او يقطع الطريق على المتسللين الذين اطلقتهم القوات الاميركية من معتقلاتها من الدخول الى العراق وهي قد وجهتهم لتنفيذ عمليات ضد القوات العراقية بكل مكوناتها بعد قرار البرلمان بطرد القوات الاجنبية من بلاد الرافدين ولا سيما الاميركية بعد جريمة الاغتيال الكبرى للقائدين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس , ويقول مسؤول امني عراقي كبير إن المعطيات الحالية تشير إلى أن الخلايا التي نشطت في العراق ونفذت الهجمات الجديدة، هي امتداد للموجودة في الشمال الشرقي السوري، الذي نشطت فيه أيضاً منذ أسابيع، وقد تمكن  قسم منها من التسلل الى العراق، وأغلبهم عراقيون، وبينهم انتحاريون. وقال "هناك خرق بالحدود مع جهة قسد (قوات سورية الديمقراطية).
 لا مجال للشك ان ما يجري سواء في العراق او سورية يرتبط ارتباطا وثيقا  بوصول الحزب الديمقراطي إلى السلطة في الولايات المتحدة، ممثلاً عن مصالح العولمة، وكذا مصالح "الدولة العميقة" (بما فيها وكالة المخابرات المركزية الأميركية). خصوصا ان الاخيرة تعمل وفق مخططات طويلة الأمد , لكنها تغير التكتيكات عندما تسقط اساليبها , هنا او هناك , فكيف بعد الصمود الاسطوري لسورية الذي احرق اعصاب الاميركيين بشقي الادارة , والادارة الحالية سوف تعمل على الانتقام بطرق مختلفة ومنها الدموية ولا سيما في المناطق حيث يتزايد النفوذ الروسي والصيني والايراني , ولذلك يلاحظ حتى الغافلون عودة نمطية للخطاب الممذهب ولاسيما ايضا في لبنان كحجر رحى في الصراع مع العدو الاسرائيلي , وسوف تعمد الولايات المتحدة التي تغرق تدريجيا بأزمات داخلية تحمل بذور التدمير الذاتي سواء على المستوى الاقتصادي او التناحر الاجتماعي , الى محاولات استفزاز اعلى , مع رفع منسوب استخدام "داعش" , والقاعدة بشكل عام , ولها في لبنان مؤيدين - ادوات - كما في سوريا والعراق , نيرونيون , مستعدون لاحراق البلاد من اجل اشعال سيجارة , بعد ان طورات خلال دروس التظاهرات في العراق ولبنان ادوات مواجهة الحكومات التي لا تحوز على رضا واشنطن , وسوف تستخدمهم الادارة الاميركية على يد موظف صغير عبر دفع التناقضات الى مرحلة الصدام .
لا شك ان المنطقة امام تحد متجدد , ومنطقة الخليج ايضا ضمن هذا التحدي , فان بقيت دول الخليج على تماديها بالتماهي مع العدو الصهيوني, فانها لن تكون بمنأى لانها سوف تستخدم ضمن مشروع المواجهة , وما سربته القيادة الاسرائيلية انها وافقت على نشر القبة الحديدية في القواعد الاميركية في الخليج يستوجب التوقف مليا ,,, انها طبول الحروب تقرع من جديد , وبأشكال محتلفة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل