أقلام الثبات
تشن الإدارة الأميركية حربا وحشية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية ، فبعد محاولة اسقاط "القدس "المدينة المقدسة عند المسلمين والمسيحيين وبإعتبارها مكانا مقدسا عند المسلمين خصوصاً فهي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وذلك عبر مؤامرة "صفقة القرن" التي تحالف فيها العدو الصهيوني مع امراء وملوك الخليج وتقصير فلسطيني بالتلازم وصمت عربي واسلامي بقيادة اميركا ...
لقد دمّرت اميركا اثناء غزوها للعراق عام 2003 الكثير من المساجد والمكتبات والمراكز الثقافية ثم أوكلت "لداعش" في ما يسمى "الربيع العربي" مهمة تدمير الكنائس والمساجد والأثار في سورية والعراق وابادة المسيحيين والمسلمين وكأن اميركا تعلن حربها ضد الله سبحانه وضد المؤمنين فتدمر بيوت الله حتى لا يعبده الناس ويتوجهون لعبادة الصنم الأميركي ..وقد نفذت "داعش" والجماعات التكفيرية هذه المهمة القذرة بشكل محترف ومتوحش وتوجهت نحو العراق وأعلنت بلسان ناطقها الرسمي ، انها ستتوجه لتدمير النجف الأشرف " وكربلاء" وكانت قد دمرت مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء وهدمت مساجد الموصل واسقطت مآذنها ودمرت أديرتها بعنوان محاربة الكفر والشرك ..وحاولت هدم مقام السيدة زينب في الشام وتوعدوها "سترحلين..مع النظام" ..ولم تلمس معبداً يهوديا او مقبرة او اثرا يهودياً(مع اننا ضد هدم المعابد التي يعبد فيها الله سبحانه) ....ثم توّجت اميركا حربها لتعلن وضع العتبة "الرضوية" المقدسة في ايران على لائحة العقوبات الأميركية..!
ويبقى السؤال...لماذا تخاف اميركا من "القدس" "والنجف" "وكربلاء" "ومشهد " والكاظمية" والسيدة زينب" ..ولماذا تخاف من العلماء فتغتال الشيخ البوطي في مسجده اثناء إعطاء درسه الديني...وغيره من العلماء في العراق ولبنان وفلسطين ..ما هو سر خوفها ورعبها ..من مقامات وعتبات حجرية كما يدّعي البعض .ام انها تخاف من الإسلام القرآني-المحمدي- الأصيل الذي يقاوم الإسلام المهجّن اميركيا سواء كان "وهابيا" او "اخوانيا" او "تكفيرياً".
ان القدس هي العقبة الرئيسة التي تمنع سقوط فلسطين وانهاء القضية الفلسطينية لأن "القدس" ليست فلسطينية فقط، وليست عربية وحسب، بل إسلامية ومسيحية ليست قضية تهم اهل الأرض بل قضية تحاكي السماء .قرارها ليس بيد شخص او شعب ...بل بيد أمة ..ولذا لن يستطيع احد من الملوك والأمراء والرؤساء ان يبيعها او يهديها للمحتلين او االغزاة ..
النجف الأشرف وكربلاء ومشهد والسيدة زينب والكاظمية ليست احجارا صمّاء ...انها مراكز للوعي وللإيمان وللثورة .انها واحات الحرية والإنعتاق ومراكز اعداد الحشد الشعبي وقوات المستضعفين والمحرومين الذين يقاتلون لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة اميركا وكل المحتلين والغزاة والعملاء هي السفلى .. انها مراكز لثقافة الخير ومقاومة الذل والخنوع، مدارس لتخريج الثوار الواعين والعارفين والأتقياء، ولذا فهي تخيفهم يريدون ان يدمروها كما دمرها الوهابيون عند بدء دعوتهم "للدين الجدي" الذي تم تكليف محمد بن عبد الوهاب "بنشره بمواجهة دين الله الذي بشّر يه الرسول الأكرم محمد بن عبد الله (ص).
اميركا تحاصر العتبة الرضوية المقدسة في ايران وتضعها على لائحة العقوبات لأن العتبة يرمزيتها وبركاتها واموالها وانصارها تدعم المستضعفين في العالم لحفظ حقوقهم ومنع احتلال ارضهم ومقاومة اميركا وعملائها ..لكنهم أغبياء لم يتعلموا ممن سبقهم وحاول طمس الإسلام الأصيل من دول وامبراطوريات حتى جاء رئيسهم "المختل والخطير" كما وصفته رئيسة مجلس النواب الأميركي "نانسي بيلوسي" ..
الإسلام الأصيل يرعبهم وهو الذي يتصدى لمشاريعهم ويمنع "صفقة القرن" وهزم " الربيع العربي" وانهى مشروع "داعش" واخواتها من الجماعات التكفيرية "...الإسلام الأصيل الذي يمنع الفتنة ويدعو للوحدة بين السنة والشيعة و بين الإسلام والمسيحية ..ويشجع العلم والمعرفة ويدعو للسلم لا للإستسلام ويحترم الآخرين ومعتقداتهم ..
سيرحلون... وتبقى القدس لأهلها وللمؤمنين وليس للصهاينة...
سيرحلون وتبقى العتبات المقدسة منارات للإيمان والوعي والأخلاق والحرية والكرامة.