لا مع دياب عيَّدنا .. ولا مع الحريري لحِقنا العيد! ـ أمين أبوراشد

الأربعاء 13 كانون الثاني , 2021 08:56 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

ليس الدستور وحده هو الذي يحكم أداء رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، بعدم دعوة مجلس الوزراء الى الإنعقاد، ولا الدستور الذي يعطي سعد الحريري مهلة "الى الأبد" في تشكيل حكومة جديدة، بل هي الأوضاع الإقليمية المذهبية، والشحن الطائفي الداخلي، والخطابات السياسية المُقزِّزة المرفوعة السقوف، هي التي جعلت اللبنانيين لا يعرفون بهجة أي عيد، وباتت قنينة الأوكسيجين هي نَخَب العلقم في موسم الأعياد، وعلبة "البنادول"  كما المكسَّرات الشهيَّة بالنسبة للمحظوظين على أبواب الصيدليات، ولا نعتقد أننا قد نبلغ الأسوأ، لأن كل السيئات باتت في عقر دار الحياة اليومية، طالما البقاء على قيد الحياة بات هو الحلم العظيم، ومع ذلك، ما زال صغار القوم من أهل السلطة يتقاتلون على كيس "سانتا كلوز" الفارغ من أية تشكيلة حكومية، حتى ولو كان الوزراء أشبه بدُمى لتسلية الصغار.
عل كل حال، الرئيس حسان دياب يقوم بكامل واجباته عبر اللجان الوزارية، لكنه يبقى بنظر بعض المرجعيات السُنِّية، سُنِّي بزيت، والحريري الذي رمى الكُرة في ملعب رئاسة الجمهورية عبر تشكيلة مرفوضة ميثاقياً، هو دائماً سُنِّي بسَمنة، يركب طائرته ويتغدَّى منسَف إماراتي وكبسَة سعودية بسَمنة عربية، ثم ينتقل الى تركيا ليختتم مهمته "الإقليمية" بمأدبة مع رجب طيب أردوغان على خروف بالسمنة العثمانية.
لا شأن لنا بالشقّ الخاص المُرتبط بلقاء الحريري عائلته في الإمارات للإحتفال برأس السنة، ولا شأننا زيارته للسعودية لأنها هي مَحَجّ العائلة منذ أيام المرحوم الوالد، ولا حتى تعنينا المصالح الإستثمارية لسعد الحريري في قطاع الإتصالات التركي، لكن الرجل لديه نفس أحلام الوالد، أن يكون ذا شان إقليمي، "وسفير فوق العادة للنوايا الحسنة"، لدرجة محاولة التوفيق بين الإمارات، العدو المُعلَن للأخوان المسلمين، وتركيا الأخوانية حتى العظم بصفتها الحليف المُعلَن لقطر، لأن قِمَّة العُلا في السعودية، لم يحضرها محمد بن زايد وأوفد محمد بن راشد مكانه، لأنه لا يحتمل رُبما لقاء الأمير تميم.
قبل أن يَعجَب من يروق له العَجَب، من هكذا دور لسعد الحريري العاجز عن تشكيل حكومة في بلاده، نقول نعم: "السكافي حافي والخيَّاط عريان"، وهو في العام 2007 زار باكستان لدعم "صديق الوالد" برويز مشرَّف بمواجهة نواز شريف، والشيخ سعد لا مانع لديه أن يكون برتبة سفير خارج بلاده وتحديداً في الخليج، لأنه مهما ساءت العلاقات الرسمية معه كرئيس حكومة، تبقى الرمال منبع رزقه، والصداقة مع "طويلي العُمر" هي حجر أساس الأمبراطورية المالية الحريرية، سواء كانت الأموال مع سعد أو بهاء أو الشقيقة هند في أقاصي الولايات المتحدة، حتى لو أدَّعى سعد الإفلاس أمام مستخدمي سعودي أوجيه أو المستقبل أو المُناصرين في الإنتخابات الذين كان يسخو عليهم ببونات البنزين والمناقيش.
بناء عليه، سعد الحريري الذي قال عنه العماد ميشال عون ذات يوم من الرابية: أنه يعيش في الطائرة أكثر مما يعيش على الأرض، يدعُونا لأن نتوجَّه بالكلام الى مقام رئاسة الجمهورية، عبر صرخة يتداولها الناس في الشارع اللبناني، أن سعد الحريري يدَّعي أنه شكَّل حكومته وهي تنتظر موافقة فخامة الرئيس عون، وسعد الحريري استفاد من ثغرات دستورية خطيرة، تجعله رئيساً مُكلفاً مدى الحياة، لأن واضعي الدستور ربما افترضوا، أن من يُكلَّف سيعتذر حُكماً في حال الفشل في التشكيل ولكن، لم يلحظ الدستور، أن البلد في عهد شخص مثل ميشال عون ممنوع أن يُحكَم وفق منهجية الأوادم، ولذلك، آن الأوان أن يضرب عون يده على الطاولة، ولتنقلب على الجميع، وفي طليعتهم سعد الحريري...


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل