أقلام الثبات
(تم تزوير الانتخابات كما لم يحصل سابقا ولن نتنازل ولن نتخلى ولن نعترف بالهزيمة.) بهذا الشعار بدأ الرئيس الأميركي الخاسر انقلابه المسلح الذي نفذته "ميليشيا ترامب" من الجمهوريين المسلحين والذي اسفر عن مقتل أربعة وجرح العشرات من الشرطة والمتظاهرين وزعزعة الديمقراطية الأميركية وخلع أبوابها بعد اقتحام الكونغرس وتخريب ونهب المكاتب وتهديد حياة أعضاء الكونغرس واستقالة العديد من الموظفين فيه ومنع للتجول طوال الليل في واشنطن ..وتعليق جلسة تثبيت نتائج الإنتخابات وسط تساؤلات وترقب .هل سيكون هذا "الهجوم" الذي شنه الرئيس الأميركي الخائب والخاسر والمأزوم "ترامب" على الكونغرس .آخر الغارات والحروب التي يرتكبها "ترامب" قبل نهاية ولايته وتسليمه مكرهاً مقاليد السلطة الى منافسه وخصمه المنتخب وفق ديمقراطية التزوير كما يقول ترامب والذي استطاع ان يفضح الديمقراطية الأميركية وقام بتنفيذ انقلاب مسلح "فاشل" بهجومه على الكونغرس الأميركي لمنعه من تنصيب "بايدن" رئيسا منتخبا للولايات المتحدة الأميركية .حيث ظهرت اميركا كدولة من دول العالم الثالث تعيش ارهاصات الإنقلابات العسكرية للإستيلاء على السلطة !
خاطب "ترامب" أنصاره والعالم فقال( الديمقراطيون نجحوا لسنوات طويلة في تزوير الانتخابات..) في مكاشفة علنية عن عدم شرعية الرؤساء الأميركيين الديمقراطيين السابقين ..وبالتالي عدم شرعية قراراتهم وإدانة المؤسسات التشريعية والقضائية الأميركية وسلبها صفة الديمقراطية التي من خلالها قامت بغزو العالم والتدخل بإسقاط الأنظمة تحت شعار نصرة الديمقراطية .بلسان الرئيس الأميركي تم إدانة السياسة الأميركية وكشف كذبها وخداعها ..والأهم في كلام ترامب ما وصف به وسائل الإعلام الأميركية حيث اتهمها وأدانها فقال (وسائل إعلامنا ليست حرة ولا نزيهة فهي تقمع حرية التعبير وهي عدوة للشعب)..اتهام الرئيس الأميركي لوسائل الإعلام الأميركية بعدم النزاهة وانها مقيّدة ومسيّرة وموجهة وتنفذ ما يطلب منها اتهام يجب ان يبنى عليه والتركيز عليه في المستقبل والتعامل مع الأخبار التي ينشرها الإعلام الأميركي بأنها كاذبة وملفقة ومزورة وان وسائل الإعلام الأميركية تمارس عمليات القمع الاعلامي والفكري والسياسي ضد شعبها ومواطنيها وبقية شعوب العالم.
نجح "ترامب" في أيامه الأخيرة ان يعضّ نفسه وينهش اميركا وديمقراطيتها الزائقة ويؤسس لحرب أهلية وفوضى داخلية حيث توّعد بأن عهد "بايدن" سيشهد الكثير من الفوضى (ستشاهدون اموراً سيئة ستحصل في عهد الإدارة المقبلة)!
لقد نفذ "ترامب" عملية انتحارية بمهاجمة الكونغرس الأميركي ..واصاب اميركا في مقتلها .وكأن العدالة الإلهية انتقمت من توحش الأفعى الأميركية في الذكرى الأولى لإستشهاد الشرفاء المظلومين اللذين قتلا غدرا وفق ألآية الكريمة (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا )، لكن السؤال السائد .ماهو مصير "ترامب" بعد ارتكابه لجرائم الفوضى في الداخل الأميركي؟
هل سيحاكم بتهمة الخيانة العظمى وتعريض اميركا للحرب الأهلية والفوضى؟
هل سيكون مكشوفا امام العقاب عن جرائمه التي ارتكبها في الخارج ضد شعوب وقادة العالم . ؟
ماهو موقف اتباع اميركا والمتشدقين بديمقراطيتها وحقوق الإنسان بعد مقتل المظلوم ذو اللون الأسود(جورج فلويد) ..وبعد تزوير الانتخابات وبعد اعترافات "ترامب" بعدم نزاهة الإعلام الأميركي؟
لقد سقطت اميركا وديمقراطيتها ....ويسجّل "لترامب" انه نجح بكشف عورات اميركا ..واسّس للفوضى الداخلية والتشكيك بالنظام الإنتخابي الأميركي ..وعلى احرار العالم الإستفادة من الأحداث الداخلية في اميركا وعدم المرور عليها بسطحية وسرعة بل المبادرة الى تخصيص برامج تلفزيونية حولها وتحليلها ونشر مساوئها واقامة الندوات وكتابة المقالات حول هذا الأحداث المفصلية والهامة ..لأنها سلبت اميركا الطواف "بقميص الديمقراطية " لغزو العالم والتدخل بالشؤون الداخلية للدول للسيطرة على ثرواتها وسيادتها ومحو هويتها الحضارية والثقافية واجتياح الجغرافيا واحتلالها ومصادرة التاريخ والمستقبل للأمم والشعوب كما فعلت مع الهنود الحمر في اميركا السكان الأصليين للبلاد الذين تم ابادتهم وتذويب حضارتهم وثقافتهم .