منظومة الفشل الثلاثي من اليمن الى لبنان ـ يونس عودة

الثلاثاء 05 كانون الثاني , 2021 08:21 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

في ذروة هجمة - الموجة الاسرائيلية - الاميركية للتطبيع واصلت منظومة المهرولين الى طاعة الغرب وصنيعته الكيان الصهيوني , تماديها في تزوير الوقائع في سياق النهج التضليلي - المعتمد منذ تكوينها ,وقد اوجدت لنفسها أدوات على شاكلتها في بلدان متعددة ومنها لبنان حيث تفرخ من حين إلى آخر دمى تردد المعزوفات الافسادية نفسها للعقول على امل تغيير مجتمعي يكون مجرد ملحق,او تابع بلا حول . 
حدثان ساطعان حملتهما الايام الاخيرة اسقطا كل ورقة كانت تستر عورات المنظومة اياها واحد في اليمن , والاخر في لبنان .
في اليمن هزت  انفجارات عنيفة مطار عدن بالتزامن مع وصول طائرة تقل الحكومة اليمنية الجديدة التي انتجتها السعودية بعد محاولات عدة لتنفيذ ما أسمته "اتفاق الرياض" بين انصار الرئيس الموالي للسعودية بلحم اكتافه عبد ربه منصور هادي ,الذي انقلب اصلا على صانعه في اليمن , وبين المجلس الانتقالي في الجنوب الموالي بغالبيته لولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد الشريك الاساسي لنظيره السعودي محمد بن سلمان في العدوان على اليمن , العدوان الذي خلف عشرات الالاف الضحايا إضافة الى التدمير المنهجي لبلد هو مهد الحضارة الانسانية في كل القطاعات ولا يزال مستمرا.
لقد خلفت انفجارات مطار عدن نحو 75 قتيلا وجريحا , وسارع تحالف العدوان على اليمن الى "اتهام انصار الله " بشن الهجوم , وكذلك اسرائيل وصولا الى الاستنجاد بتحرك دولي ضد انصار الله وايران  , الا انه وبعد ساعات قليلة حصلت اشتباكات ودوى انفجار قرب قصر المعاشيق الذي نقل إليه مجلس الوزراء اليمني بعد الهجوم على مطار عدن.بموازاة تحذير من نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، هاني بن بريك، من أنه من السابق لأوانه إلقاء اللوم على انصار الله في الهجوم ,قائلا: أنه "من العجلة رمي التهمة" على الحوثيين في الهجوم،.ورجح بن بريك وقوف قطر وتركيا وراء الاعتداء، قائلا إن مسؤولين في هاتين الدولتين كانوا من الذين "صرخوا ألما" من اتفاق الرياض وتشكيل الحكومة الجديدة و"صراخهم كان أشد", 
بالمقابل  نفى"أنصار الله" المعرفون بالمجاهرة باي عمل عسكري او أمني ينفذونه ضد التحالف ومرتزقته , اي علاقة لهم بالهجوم ,وقال عضو المكتب السياسي ووزير الإعلام في حكومة الإنقاذ في صنعاء، ضيف الله الشامي، أن التصريحات الصادرة عن حكومة عبد ربه منصور هادي بشأن الانفجارات التي هزت مطار عدن "تثير علامات الاستفهام", ووصف الشامي تلك التصريحات بأنها محاولة للتغطية على "الجرائم ضد المدنيين" و"تصفية الحسابات البينية" داخل التحالف.
نعم لقد كانت عملية تصفية حسابات بين المكونين الاساسيين للتحالف العدواني , ولكن بادوات محلية , ولم تمض 3 أيام على الهجوم حتى استهدف مقر اللجنة السعودية الخاصة بمراقبة وقف إطلاق النار بين قوات هادي الموالية للسعودية وقوات المجلس الموالية للامارات , مما أدى الى انسحاب اللجنة السعودية من منطقة البندر الى عدن , وما ان عادت حتى استهدف المقر مجددا كانعكاس واضح للصراع بين اطراف العدوان الذي واصل هروبه الى الامام باتهام انصار الله على امل واهم باقناع دول العالم ان مشكلة اليمن بالمدافعين عن بلدهم وشعبه بعدما افتضح وجود وحدات اسرائيلية خاصة تشارك في العدوان وفشل التحالف المدعوم من الولايات المتحدة سلاحا وخبراء وطيارين , من هز صمود اليمنيين طيلة سنوات ست.
لقد فشلت منظومة الاكاذيب في اتهام انصار الله , كما فشل العدوان في تحقيق احتلال اليمن رغم الالة العسكرية والدعم الدولي الشرير , وتجنيد المئات من وسائل الاعلام حول العالم للنيل من الشعب اليمني الذي يهزم اعتى عدوان قدرة عسكرية , ومن حيث الزمن في استمرار القتال . 
الحدث الثاني في لبنان حيث تتمادى منظومة سياسية - اعلامية طالما رهنت نفسها للخارج الذي يحاصر الشعب الفلسطيني وكل من يؤازر هذا الشعب الأكثر اضطهادا في التاريخ الحديث , ولا سيما المقاومة التي تتقاسم ما لديها مع الثوار الفلسطينيين من اجل تحرير ارضهم , وجعلت المنظومة الانفة الذكر من التحريف والتضليل نهجا متعاظما لتجهيل الرأي العام وتقليبه ضد الذين حرروا الارض من الاحتلال الاسرائيلي , وخدمة للمشروع الاميركي -الاسرائيلي -السعودي , الذي يريد تضييع فلسطين كلها ,فبعض مكونات المنظومة التابعة للثلاثي الوحشي عادت للتموضع في ماضيها الخياني الذي لم تغادره الا في الشكل , وحتى ان بعض رموزه الذين داهنوا في مراحل معينة , يعلنون اليوم بوقاحة ان الوقت حان لمواجهة حزب الله علنا , وهؤلاء ليس في تاريخهم لحظة مشرفة , ويلفهم الفساد الاخلاقي كما المالي والسياسي من رؤوسهم حتى اخماصهم , وهم الذين كانوا يشجعون اسرائيل واميركا سرا وعلانية على ضرب المقاومة , عندما كانت تسطر ملاحم البطولة في الدفاع عن لبنان.
ان التحريف وتزوير الحقائق إحدى السمات الواضحة في نهج المنظومة التي كان لها الدور الأخطر فيما وصل إليه لبنان حاليا على المستوى الداخلي , ولم يتعظوا من دروس عاشوها , , ولم تكن اخر استهدافاتهم للمقاومة وسلاحها عبر تحريف هؤلاء , كلام المسؤول الايراني حاجي زاده، , وقد شرح لهم السيد حسن نصرالله : "إن زاده لم يقل إننا جبهة أمامية لإيران بل جبهة أمامية لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي، ونحن جبهة أمامية ضد إسرائيل", ولم يكلفوا نفسهم عناء مراجعة نص التصريح , لان وظيفتهم في المشروع غير مسموح لهم فيها ان يناقشوا , بل أن ينفذوا , لتخرج الخلاصة من السيد سمير جعجع: "أن الصواريخ التي يمتلكها "حزب الله" هي صواريخ إيرانية، وموجودة لخدمة مشروع إيران، بدليل التصريح الذي أطلقه قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني" واستغرب جعجع كلام المسؤول الإيراني "أنه مستعد لمساعدة كل من يعمل لمواجهة إسرائيل".
من المفهوم ان جعجع الذي ترعرع في فصيل القوات عندما كانت هذه القوات احدى الادوات الاسرائيلية في مواجهة الثورة الفلسطينية والقوى اللبنانية الوطنية ,انه لا يريد ان يقاتل اسرائيل ,ولم يكن ابدا في وارد الخوض في هذا المضمار المشرف ,ولم ولن يطلب احد مؤازرته في مواجهة اي عدوان , ولكن الافضل , ولو حياء ,ان يمارس "الحياد", ولا يتطاول على المدافعين عن لبنان وكرامته وسيادته , وهوالذي يسمع يوميا هدير الطائرات في الاجواء اللبنانية, ولا يحتسب الخروقات لسيادة الوطن الذي يتباكى عليه .
ان بعض السياسيين والاعلاميين , ومنهم من كان يتباهى بانتمائه القومي حين كان المد باوجه , وبنى امبراطوريات مالية واعلامية من اموال القومية العربية جراء قصائد المدح لافكار هذا الزعيم او ذاك , يعتقد ان مركب مقاومة الاحتلال يغرق , وان مركب التطبيع والخنوع عائم الى الابد , فقام بحجز مقعد في سلام ذليل من اجل حفنة من الدولارات الطازجة , دون ان يقيموا لانفسهم وزنا باقلامهم الاجيرة ليجعلوا من انفسهم مماسح تاريخهم البالي , رغم ادراكهم لممارستهم التزوير والتحريف والرياء , ومحاولة ابعاد فكرة ان مركب الانسانية والحق المتمثل بمواجهة المشروع الثلاثي وحده الذي يوصل الى بر الامان والكرامة والتحرير.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل