أقلام الثبات
تعيش المنطقة والعالم على إرهاصات الخوف من مغامرة يقوم بها الرئيس الأميركي"ترامب" الخائب والخاسر في الانتخابات الأميركية وهو الذي اعطى العدو الإسرائيلي فوق ما يحلم به من تطبيع للعلاقات مع العالم العربي بعد أكثر من سبعين عاما من الصراع العربي _الإسرائيلي واعطاه "صفقة القرن" المتعثرة جزئيا بالإضافة الى ترسانة الأسلحة والدعم المالي.
يحاول "ترامب" ان يثأر لخسارته بتوريط الرئيس الأميركي المنتخب بمشاكل داخلية، باضطرابات والتهويل بإعلان حالة الطوارئ وعدم تسليم السلطة بحجة تزوير الانتخابات الرئاسية او بإشعال حرب خارج الحدود، بالإضافة لمحاولته تدعيم سجله الإجرامي الحافل بالإغتيالات، بأعمال عدوانية جديدة لتثبيت نفسه في الأرشيف التاريخي في دائرة التوحش والعنف والعدوان في الفترة المتبقية من ولايته حيث تعيش دوائر القرارالأميركية والعالمية والإقليمية ، الخوف من مغامراته المجنونة في الأيام الأخيرة تحت ازيز الطائرات الاستراتيجية والغواصات التي تجوب أجواء المنطقة وبحارها واستعراض القوة الذي يقوم به وتهديد مجور المقاومة والحرية والسيادة.
ينتظر العالم، وخصوصاً محور المقاومة وفي طليعته الجمهورية الإسلامية في ايران أجوبة على أسئلة متعددة ومنها :
هل يغامر ترامب ويقوم بضربة للمفاعلات النووية الإيرانية؟
هل يقوم "ترامب" باغتيال احد قادة المقاومة في لبنان او اليمن او العراق...والخوف على اليمن كبير نظرا لما الحقه من خسارة استراتيجية وإقليمية لمثلث العدوان الأميركي-السعودي-الإسرائيلي؟
هل يعيد اشعال الحرب العالمية على سوريا وإعادة تسخين المشهد العراقي لاعادة الإمساك بالامور وحصار الحشد الشعبي والمرجعية الرشيدة ؟
هل يستفز الصين لاستدراجها للحرب او المقايضة لإعفاء اميركا من الديون الصينية ؟
ان "ترامب" يقود العالم الى مغامرة خطرة خلال العشرين يوما القادمة والمتبقية من ولايته ...او انه يلعب على حافة الهاوية والتهديد دون الإنزلاق الى المحظور محاولا جذب الانتباه اليه وتسليط الضوء عليه للوصول الى مقايضة او جائزة ترضية سياسية في المستقبل ؟
ان محاولة "ترامب" ان يكون توقيت العالم والمنطقة على عقارب ساعته هو محاولة فاشلة لن يكتب لها النجاح فالطرف المستهدف ليس طريدة سهلة المنال وليس في دائرة الضعف التي تمنعه من الرد والمواجهة ، فمن استطاع الصمود اكثر من أربعين عاما كالجمهورية الإسلامية ومن استطاع من حركات ودول المقاومة في الساحات السورية والعراقية واليمنية مع كل الطعنات والغدر مقاومة العدوان الأميركي المتمثل بالربيع العربي منذ عشر سنوات ولم ينهزم ...يستطيع الرد والحاق الألم والخسائر بعناصر التحالف الأميركي وفي مقدمتهم العدو الإسرائيلي ..
لم تعد اميركا قائد العالم والقطب الأوحد ..ولم تعد تقرر منفردة بعدما نجح محور المقاومة بفتح الطريق امام الحضور الروسي والصيني اللذين لا يسمحان وفق تقاطع المصالح ان يتركا محور المقاومة تحت الضربات الأميركية ..فاذا انهزم هذا المحور او تراجع .فستكون المرحلة الثانية اسقط روسيا وتفتيتها كما حصل مع الاتحاد السوفياتي ثم الانتقال لضرب المشروع الصيني العالمي (طريق الحرير) وحصار التنين الاقتصادي الصيني ومنعه من الحرية الاقتصادية في السوق العالمية، وخصوصاً في مناطق النفط والغاز في غرب اسيا وإعادة الصين الى عزلتها والتي كان على الرئيس الصيني ان يستقل القطار ليركب طائرة خارج الحدود للتمكن من السفر إلى الخارج ..!
تعيش المنطقة حالة تأهب قصوى وكل الأطراف في خنادقها والأيدي على الزناد ..فهل يمنع توازن الردع "جنون ترامب"...ام ان حادثا عرضيا يشعل المنطقة؟
لا بد من الاعداد والتجهيز .فإن غامر الآخرون ..سنكون بإنتظارهم ،فلا يأخذوننا على حين غرة ...وان تراجعوا ..كان خيرا للأهل والمنطقة والعالم ... .