"رئيس عربي بالزيّ العسكري".. أحداثُ عام مفاجئة للجميع! ـ ماجدة الحاج 

الأربعاء 30 كانون الأول , 2020 08:22 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

عشرون يوما فقط هي الفترة المتبقّية من عمر ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ويراها المراقبون انها الأخطر على المنطقة وعلى الولايات المتحدة نفسها، نظرا لما يمكن أن يقدم عليه ذاك الرّجل الذي افقدته هزيمته امام خليفته الفائز صوابه، خصوصا بعدما نقل عنه مقرّبون انه سيرفض الخروج من البيت الأبيض يوم تنصيب جو بايدن.. السؤال البارز الذي يطرح نفسه بقوّة في هذه الفترة المفصليّة:" هل يلجأ ترامب الى "عمل ما" ضدّ ايران يُشعل فتيل المواجهة العسكرية المباشرة، او يتحرّك داخليّا عبر إعلان الأحكام العرفيّة لإعادة خلط الأوراق؟ وهو ما سيمثّل مغامرة خطيرة إستدعت مُسبقا "انهماك" البنتاغون في دراسة الإستعدادات والسيناريوهات في حال لجوء  ترامب الى تلك الخطوة قُبيل العشرين من الشهر المقبل، سيّما انه يتسلّح بالصلاحيات للإقدام عليها في الفترة المتبقية من حكمه، وسط معلومات كشف عنها الضابط السابق في وزارة الحرب الأميركية مايكل معلوف منذ أيام، ومفادها أنّ ترامب سيستخدم القوّة العسكرية لمنع بايدن من دخول البيت الأبيض، موضحا –إستنادا الى معلومات تلقّفها، انّ فريقا في البنتاغون يُحضّر ل "عمل ما" بين الفترة الممتدة من 6 الى 20 كانون الثاني المقبل. 
وكانت صحيفة "نيوزويك" نقلت الأسبوع الماضي، عن ضبّاط اميركيين انّ ترامب يحشد ميليشيات خاصّة وقوّات شبه عسكرية موالية له لتعطيل الإنتقال ونشر العنف في واشنطن.. وهو ما برّر طرح اكثر من علامة استفهام حيال التفجير "الغامض" في مدينة ناشفيل واحتمال علاقة ترامب به، وامكانية ان يكون ذاك التفجير "مطيّة" ينفذ من خلالها الى فرض الأحكام العرفية ونشر الحرس الوطني، في وقت باتت تقارير كبار المحلّلين والخبراء العسكريين الأميركيين ترسم صورة قاتمة عن مآل الأحداث" الخطيرة" القادمة في الولايات المتحدة- "والتي قد يكون بعضها صادما" طيلة العام 2021 –وفق اشارة الباحث الأميركي خوان كول. 
الا انّ مغامرة خارجيّة وُجهتها ايران تبقى احتمالا "عالي الجدّية" لتصدير الأزمة الأميركية الداخلية الى الخارج، خصوصا على متن الحراك العسكري الأميركي-الإسرائيلي غير المسبوق صوب الخليج، برسالة تهديد واضحة الى ايران، بعدما نشر الجيش الأميركي الأسبوع الماضي، مقطع فيديو يُظهر تدريبات تقوم بها قوّة تابعة للبحريّة الأميركية، موضحا انها بمنزلة " استعداد وتحضير لعملية قادمة"، وتقصُّد الإعلان المعادي عن إرسال غوّاصات في استعراض بدا وكأنه تحضير للمواجهة، قبل اعلان البنتاغون عن وصول قاذفتَين من نوع "بي52 " الى الشرق الأوسط " لتفعيل استراتيجيّة الرّدع ضدّ طهران"! .
يبرز جليّا من خلال كلّ هذا الإستعراض العسكري، توجّس واشنطن وتل ابيب من الإنتقام الإيراني "المزدوج" لاغتيال العالم النووي محسن فخري زادة، خصوصا انه لم يتبقّ سوى ثلاثة أيام فقط على حلول الذكرى السنويّة لاغتيال اللواء قاسم سليماني، وسط محاولات يائسة لكلا الثنائي الأميركي- "الإسرائيلي" لفكّ شيفرة كيفيّة هذا الإنتقام ومداه العسكري، وزمانه ومكانه.. والأهم، هل  ستقوم ايران به او احد حلفائها؟ ومن ايّ جهة من جبهات محور المقاومة؟ وهل سيأتي هذا الإنتقام فعلا من العراق او اليمن؟ وفق تصريحات عدد من كبار القادة العسكريين "الإسرائيليّين" مؤخرا؟ 
ورغم انّ اهتمامات قادة الكيان بدأت تركّز على "خطر" حركة انصار الله اليمنية، خصوصا بعد تهديد زعيم الحركة مؤخرا من مغبّة القيام بأي عمل عدواني ضدّ اليمن، الذي سيقابَل بقصف اهداف حساسة في العمق الإسرائيلي، فإنّ ما وصلت اليه الحركة من تقنيّات وصواريخ باليستيّة نوعية تشكّل تهديدا لإسرائيل،  "يستوجب ضرورة استيقاظ الأخيرة حيال العدوّ المستجدّ"- بحسب تعبير الخبير "الإسرائيلي" مردخاي كيدار في مقالة له مؤخرا بصحيفة " ميكور ريشون"، حذّر فيها من قدرات "الحوثيّين"على استهداف النّقل البحري الإسرائيلي المارّ في البحر الأحمر عند حدوث اي سيناريو خطير بين اسرائيل وايران في سورية او لبنان او الجبهات "المعادية" الأخرى...  الا انّ معلومات استخباريّة "خطيرة" تلقّفتها دوائر تل ابيب منذ أيام، دعتها الى ضرورة التنبّه من "مفاجآت" غير متوقعة جهّزتها فصائل مقاوِمة عراقية في حال إشعال فتيل هجوم ضدّ ايران، او توجيه واشنطن او تل ابيب اي ضربات ضدّ تلك الفصائل، -وفق ما نُقل عن رئيس الإستخبارات الأميركية السابق جيمس وولسي، الذي حذّر تل ابيب أيضا من جهوزيّة "غير مسبوقة" على ضفّة الجولان السوري المحتلّ..  هذا قبل بروز مفاجأة مناورات "الرّكن الشديد" التي اطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينيّة في غزّة، وما حملته من رسائل ناريّة باتجاه "اسرائيل"، وأهمها قدرة الفصائل على ضرب أهداف استراتيجية في قلب الكيان! 
في خضمّ هذا الإستعداد والجهوزيّة على ضفّاف كل أركان محور المقاومة على امتداد المنطقة في هذه اللحظة المفصليّة، حيث يدُ الجميع على الزّناد ترقُّبا ل "عمل عسكريّ ما" يُذيّل فيه ترامب أواخر أيامه بالبيت الأبيض، ووسط "الحزام الصاروخي" الذي بات يُزنّر "اسرائيل" من كل الجبهات، جاءت رسائل الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله لتزيد من قلق وإرباك قادة تل ابيب، حين أعلن ليل الأحد الفائت، انّ محور المقاومة هو اليوم اقوى من ايّ وقت مضى، وأنّ حزب الله ضاعف منذ السنة الماضية كميّة الصّواريخ الدقيقة التي يمتلكها، كاشفا عن انّ هناك اسلحة لدى المقاومة لا يعرف عنها "الإسرائيلي" شيئا، وداعيا ايّاه الى القلق من قدرات هذه المقاومة في البرّ والبحر والجوّ! 
ثمّة معلومات سُرّبت عن دبلوماسي في السفارة الألمانية في عمّان، كشفت عن تدخّل الماني خلف الأضواء لتهدئة الرؤوس الحامية في ادارتّي ترامب ونتنياهو، بعد رصد الإستخبارات الألمانيّة لاستعدادات عسكرية غير مسبوقة في كلّ الجبهات المناوئة لإسرائيل مجتمعة، ولفتت المعلومات الى تحذير"عالي الجدّية" من أن تكون إحدى "اقسى" الأحداث التي قد تواجهها تل ابيب، تتمثّل بمفاجأة جويّة "من العيار الثقيل" اعدّها حزبُ الله في حال "انفلات" الأمور في المنطقة وتخطّيها كلّ الخطوط الحمر.. 
وإذ نُقل عن الدبلوماسي امتلاكه معلومات "دقيقة" عن امكانيّة توجّه تل ابيب الى تنفيذ ضربات بشكل علني مباشر، ضدّ اهداف تتبع ل"الحوثيّين"، وترجيحه ان يردّ مقاتلو الحركة –عبر صاروخ باليستي في بادرة هي الأولى، بقصف اهداف عسكرية في العمق "الإسرائيلي"، الا انّ "المشهد العسكريّ الهام الذي سيطبع على الأرجح العام الجديد، سيكون سوريّة، حيث "من غير المستبعد اطلاقا رؤية الرئيس السوري بشّار الأسد بالزيّ العسكري وسط جنوده  إثر معركة خاطفة يستقطب من خلالها انظار العالم!


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل