"الأخوان المطبعون".. يطعنون الاسلام ويغتصبون فلسطين! ـ د.نسيب حطيط

السبت 26 كانون الأول , 2020 11:11 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

لقد كشف الأخوان المسلمون عن وجههم الحقيقي او عن نسختهم الاخيرة المعدّلة اميركياً والتي تحمل اسم حزب "العدالة والتنمية" بفروعه الدولية بقيادة حزب "العدالة والتنمية" التركي بزعامة الرئيس التركي "أردوغان" عضو حلف "الناتو" والشريك الإستراتيجي للعدو الإسرائيلي. 
ان تاريخ "الاخوان المسلمون" او "الأخوان المطبعون" لم يؤشر الى شراكة حقيقية في الصراع العربي – الإسرائيلي، بل الى ضرب دولتين مركزيتين في الصراع هما مصر وسورية ،حيث كان الاخوان المسلمون العدو الاساس للرئيس جمال عبد الناصر دون ان نتبنى الموقف الناصري بكل تفاصيله وسلوكياته معهم وكذلك بالنسبة لسورية واحداث حماة في الثمانينيات ضد الرئيس حافظ الأسد ثم التحالف الشامل بين الأخوان المسلمين "العرب وبين الأتراك ضد الدولة والشعب السوري ..ولا ننسى الرسالة التاريخية لأول رئيس مصري للاخوان المسلمين "محمد مرسي" التي خاطب فيها الرئيس الإسرائيلي مرتكب مجزرة قانا "بصديقي العزيز" ولم يقطع نظام الاخوان المسلمين علاقاته مع العدو الإسرائيلي ولم يلغ اتفاقية "كامب دايفيد" التي اتهم السادات بتوقيعها..!
ان اعطاء "الاخوان" الشرعية والغطاء للانظمة باتفاقيات التطبيع يشكل منعطفا خطيرا ومنكرا سياسيا ودينيا، لأنه يتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني دون ان يكون له الصلاحية والولاية بل ويتنازل عن القدس اولى القبليتين وثالث الحرمين لليهود - الصهاينة ... ويمنع الأجيال الفلسطينية والعربية والإسلامية من متابعة عملية التحرير والمقاومة. عبر فتوى اخوانية تتلاقى "كفكي كماشة" مع الفتاوى الوهابية ...وكأن الاسلام الإنكليزي بفرعيه الأخواني - الحضري والوهابي - البدوي يطبقان الخناق على القضية الفلسطينية باسم الدين ويعملون على "وأد فلسطين "وهي لا زالت على قيد الحياة .دون ان يخافوا من السؤال الإلهي يوم القيامة "وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنۢب قُتِلَتۡ ".
ان ما سمي "بالصحوة الإسلامية" التي قادها الأخوان المسلمون في الربيع العربي الدموي والتي انهكت الأمة كانت في سياق مشروع اميركي - صهيوني يهدف الى تشتيت الأمة وتدمير قدراتها العسكرية ونهب ثرواته واضعافها ثم استدراجها لعملية السلام مع الصهاينة دون شروط وبالجملة، مقابل ان يتم تسليم السلطة في العالم العربي للأخوان المسلمين عبر مقايضة شاملة يقوم الاخوان المسلمون بتنفيذ مشروع اغتيال الأمة وتخريب الكيانات وتشريع السلام والتطبيع مع الصهاينة والغاء القضية الفلسطينة. وقد نجح الأخوان بالتنفيذ.. لكنهم لم ياخذوا جائزتهم الكبرى... ولن ياخذوها... قطعوا رأس الأمة.. ولن ينالوا السلطة الموعودة.. وهذا هو تاريخ اميركا مع الشاه الإيراني ومبارك المصري وزين العابدين التونسي وغيرهم...
ان الاسلام السياسي الذي يمثله الأخوان المسلمون والوهابية وما يتعلق بهما من احزاب وحركات سياسية ومؤسسات دينية يقومون بطعن الإسلام والسنة النبوية الشريفة وهما اخطر على فلسطين وشعبها من الأنظمة السياسية ومن الملوك والأمراء الذين يتصرفون وفق اراءهم ولا يمثلون الإسلام وان حاولوا الإختباء وراءه بالألقاب الدينية من "امير المؤمنين في المغرب" الى "خادم الحرمين الشريفين في السعودية" الى الهاشمي في الأردن" ..
نسأل اخوتنا الفلسطينيين الصامتين ..او الذين شاركوا بتدمير سورية والعراق وارسلوا الانتحاريين الى لبنان وسورية والعراق... ما هو موقفهم من التطبيع الذي تقوم به الأنظمة العربية والإسلامية وخاصة التي تتبع المذاهب الاسلامية الاربعة.. والتي تحاكم وتعتقل اي عالم دين او كاتب او اعلامي اوشخصية من الأخوة المسلمين السنة الذين يرفضون التطبيع والسلام مع العدو؟؟
اين التحرك الفلسطيني في الداخل والخارج ضد التطبيع والإستسلام.. سواء الشعبي او الرسمي ؟
لقد سقط الأخوان المطبعون.. وسقط القناع.. وانكششف المشروع الذي استولدوا من اجله. وفي اللحظة التاريخية القاتلة أطلقوا فتاويهم على فلسطين وشعبها ..واغتالوها عند صلاة الفجر...!
لن تموت القضية.. وستعود فلسطين الى اهلها .. وستتحرر القدس على ايدي من تبقى من  الشرفاء في هذه الأمة ..


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل