أقلام الثبات
من الواضح ان الكيان الصهيوني بكل عديده الامني والعسكري والاستراتيجي, الذي كان يقف على رجل ونصف منذ اشهر طويلة على خلقية استشهاد مقاوم من حزب الله في سوريا بغارة اسرائيلية، يحار اليوم هل ينزل ساقه ليرفع الاخرى بعد اغتيال العالم النووي الايراني محسن فخري زادة أم سيكون مضطرا لأن يكون معلقاً في الهواء برفع الرجلين معا,حتى نهاية عهد دونالد ترامب .
من الاعتقاد السخيف بان استشهاد عالم او قائد في محور المقاومة يمكن ان يزحزح اي ضلع في هذا المحور ,عن مبادئه، أو يقدم تنازلات ,مقابل دماء الشهداء, الذين اصلا, نذروا انفسهم قبل طاقاتهم من اجل خيارات الدفاع عن الحق، وهم يعلمون علم اليقين ان الشهادة في هذا السبيل جزء من كل، لا بل هي الغاية الاسمى المنشودة، وبالتالي فان التفاخر بقدرات إسرائيل الاستخبارية والعملانية من أجل عرقلة "تقدم البرنامج النووي الإيراني"، إلى جانب التحذير من انتقام إيراني، والرسالة التي يبعثها الاغتيال إلى الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، وإدارته, وتحذر من العودة إلى الاتفاق النووي.ليست الا من باب التفاخر بالارهاب والقتل في ظل ظروف دولية ترعاها الولايات المتحدة ,تقدم القتل كوسيلة فضلى لانهاء حياة العلماء والقادة، لان هؤلاء صناع المجد والتطوير العلمي في خدمة البشرية في مواجهة اعتى اعداء الانسانية، اكان في الكيان الصهيوني ام في ولايات الاستعمار الاميركية .
يخطئ من يظن ان هذا الاغتيال, وهو ليس الاول من نوعه، بل هو الخامس، فضلا عن محاولات أخرى في هذا المجال لاقت الفشل، يمكن ان يغيير المسار، وهناك من الادلة لا يعد ولا يحصى، لا بل تزيد مثل هذه الجرائم، الجهة المستهدفة قوة ومنعة واصراراً، وفي هذا الاطار ,جزمت صحيفة "واشنطن بوست",أنه لا يوجد دليل على أن اغتيال القائد قاسم سليماني أعاق المخططات الإيرانية الإقليمية، فقد تم استبداله ببساطة بنائبه، واستمر الفريق إسماعيل قاآني وفيلق القدس في العمل كالمعتاد في لبنان وسوريا والعراق واليمن، كذلك فإن مقتل فخري زاده لن يكون ضربة قاتلة لبرنامج إيران النووي، لأن هذا البرنامج هو منظومة كبيرة يمكنها أن تنجو بسهولة من موت أي قائد لها.
ليست شهادة "واشنطن بوست,هي المقياس، ففي جمهورية مثل ايران، العلم ليس حكرا على الفرد، العلم والاختراع في خدمة الناس، وبالتالي هناك تلامذة كثر للشهيد فخري زادة، وستثبت الايام المقبلة أي قفزة سيكون عليه البرنامج النووي الايراني، وكيف سيكون الرد ,وهنلك يقين بان العدو الصهيوني هو وراء الجريمة وهو ايضا ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، عن مسؤول أميركي ومسؤولَين استخباريين أن إسرائيل "تقف خلف الهجوم على العالِم"، وذكرت الصحيفة أن "العالم الإيراني الذي اغتيل كان منذ فترة طويلة هدفا للموساد",وكذلك نقلت صحيفة "واشنطن بوست"، عن مصدر استخباراتي في الشرق الأوسط، تأكيده أن "إسرائيل تقف وراء عملية اغتيال العالم"، ولذلك ولان المجرم يعلم ما اقترفه، سارع الكيان الصهيوني الى رفع درجة التأهب في سفاراته حول العالم، فيما كشف محللون اسرائيليون أن "المجتمعات والجاليات اليهودية طُولبت كذلك برفع درجة التأهب واتخاذ احتياطات أمنية مناسبة".وحذر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، من أمرين. الأول هو أنه قد يلحق ضررا بإسرائيل بسبب اغتيال فخري زادة، إذ أنها "بدأت العلاقات مع إدارة بايدن بالقدم اليسرى. والرئيس المنتخب صامت حاليا، لكن مسؤولين سابقين في إدارة أوباما أصدروا تعقيبات مفاجئة في شدتها تجاه الاغتيال. ورئيس الـCIA السابق، جون بيرنن، وصف الاغتيال بأنه ’عمل جنائي، عديم المسؤولية، والذي قد يكلف بانتقام فتاك ومواجهة إقليمية’. ووصف الاغتيال بأنه ’جريمة قتل، إرهاب ممول من دولة’، ودعا الإيرانيين إلى انتظار وصول قيادة مسؤولة إلى واشنطن. كذلك وصف نائب مستشار الأمن القومي السابق، بن رودس، الاغتيال بأنه ’خطوة مزعزعة، غايتها عرقلة المفاوضات السياسية’" التي أعلن بايدن أنه سيجريها مع إيران.
الا ان القيادة الايرانية بكل مكوناتها تجمع على رد الصاع، باكبر منه، ومعاقبة كل من ساهم في الاغتيال من التخطيط الى التنفيذ وبينهما من وافق على ذلك، ولعل التحذير الذي يختصر المشهد ما اعلنه رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقرقاليباف بقوله : "لن يندم العدو المجرم على اغتيال فخري زادة، إلا برد قوي يردعه عن أي أخطاء أخرى مستقبلية".