الثبات ـ أقلام الثبات
اشتهرت الولايات المتحدة الأميركية بالقنبلة النووية التي قصفتها على هيروشيما وناجازاكي في اليابان قبل 75عاماً وقتلت وشوهت ومنعت الحياة في المدينتين لعقود واشتهرت اميركا بالغزو من فيتنام الى أفغانستان الى العراق الى سوريا وقبلها في لبنان في اجتياح عام 1982 تحت ستار القوات المتعددة الجنسيات وكانت المدمرة "نيوجرسي" ومدافعها العملاقة والتي قبض الأميركيون ثمن قذائفها التي اطلقتها على اللبنانيين من الجيش اللبناني !
اشتهرت اميركا بقتل وابادة "الهنود الحمر" في اميركا موطنهم الأصلي ..واشتهرت اميركا انها قامت على زنود وعذابات العبيد الذين نقلهم التجار الأوروبيون الى اميركا كقطعان الأغنام في السفن والقيود واشتهرت اميركا بالحرب الأهلية بين الجنوب والشمال واشتهرت بالتمييز العنصري بين البيض والسود وكان اخرهم الضحية "جورج فلويد"..الذي قتله شرطي ابيض خنقا حتى الموت .. بالتعاون مع رفاقه الثلاثة ولم تكن العقوبة سوى اقالتهم من وظيفتهم!.
اشتهرت اميركا بالقنابل الذكية وبسلاح الدمار الشامل وبكل أنواع الأسلحة البيولوجية والمدمرة...لكنها لم تستطع اذلال البعض والسيطرة على ثرواتهم وسيادتهم فلجات الى سلاح غير أخلاقي وغير انساني ويصنف ضمن الأسلحة "الغبية" وضمن سلسلة الحصار ومصادرة الودائع وانتهاك القوانين الدولية ونكث المواثيق والاتفاقيات على مستوى العالم فكان سلاح "التجويع للشعوب عير الحصار الاقتصادي ومنع الاستيراد حتى الأدوية وكل الحاجات الضرورية والعمل على انهيار العملات الوطنية مقابل الدولار.
منذ عشر سنوات مع بداية ما يسمى "الربيع العربي" الذي كان بمنزلة "خريف عربي" و "ربيع اسرائيلي" وأميركا تحاول السيطرة على المنطقة واسقاطها كليا في قبضتها عبر جحافل "المارينز التكفيري" واستعملت كل الوسائل والضغوط غير الشرعية واستطاعت تنفيذ الكثير من اهدافها عبر تدمير الدول وتفتيت النسيج الاجتماعي والوطني للشعوب واضعاف الحكومات وصولا إلى تسيير قطار التطبيع بشكل متسارع وشامل لم يكن احد ينتظر احداثه التي لا يمكن تصديقها، حتى ان العدو الإسرائيلي أصيب "بعسر هضم" سياسي للتطبيع من كثرة المهرولين الخليجيين وبعض الفلسطينيين الذين عادوا لمتابعة التنسيق الأمني مع العدو.
لقد صمدت بعض الدول وحركات المقاومة طوال عشر سنوات ولم تنهزم في الميدان بل وانتصرت في سوريا والعراق واليمن ولبنان ... وتراجعت اميركا وادواتها مع كل الأثمان الباهظة التي دفعتها الشعوب من ضحايا وخسائر في البشر والحجر ..فاتجهت اميركا الى النهج المتوحش عبر سلاح التجويع الشامل للأطفال والنساء والشيوخ المدنيين والمقاومين والمحايدين بل وطالت حتى الذين يؤيدون مشروعها بلا تميز بين الناس فعاقبت الشعب الإيراني لينقلب على حكومته وقيادته وكذلك في سورية او العراق واليمن وها هي تستخدم ذات الأسلوب والنهج ضد الشعب اللبناني عبر التجويع الشامل والعقوبات والحصار والتهويل والترهيب .لكي يستسلم ويسلم عناصر القوة التي تحمي حقوقه، وحتى يهرول تحت عصا التجويع نحو التطبيع والقبول بالتنازل عن حقوقه في البر والبحر والجو ...وان يوقع على ما هو أسوأ من اتفاق 17 أيار اثناء الاجتياح الإسرائيلي عام 1982.
تضع اميركا الشعب اللبناني بين خيارين الإستسلام والهزيمة وخسارة كل الإنتصارات والإنجازات مقابل رغيف الخبز وقنينة الغاز وعلبة الدواء ومقعد التعليم..لقد صادرت عبر منظومة المصارف وحاكمها أموال اللبنانيين مقيمين ومغتربين .اي سرقتهم وفق التوصيف الواقعي .وتصرخ فينا ..استسلموا او تجوعوا ..اقبلوا ان تكونوا عبيدا لنا ولإسرائيل او ستموتون جوعا ..لن تشربوا النسكافيه بعد الآن ولن تذوقوا اللحم والدجاج ..لن ترتاحوا ..سنخنق اطفالكم بمنع الحليب واللقاحات كما فعل الشرطي الأبيض بالمواطن الأسود في اميركا ..جوعا حتى الموت او الاستسلام ..
جوابنا اننا اعتدنا الجوع والعطش والعذاب والحر ..فنحن منذ اغتصاب فلسطين .نُقتل ونُجرح كل يوم وتُدمر إسرائيل بيوتنا وقرانا وترتكب المجازر ..ولم نستسلم بل انتصرنا وحررنا اضنا بلا قيد او شرط او تفاوض ..وسنصمد وسننتصر ..وستهزمون ..بإذن الله سبحانه ...