ناغورنو كاراباخ بات في معادلة واحدة مع حروب الشرق الأوسط ـ فادي عيد وهيب

الخميس 15 تشرين الأول , 2020 12:52 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

جاءت حرب أذربيجان- أرمينيا كانعكاس لحالة الهدوء في ليبيا وبحر إيجة، وبمجرد أن هدأت الأمور في القوقاز، عادت سفينة "عوروج ريس" للتنقيب مرة أخرى في شرق المتوسط، ليشتعل شرق المتوسط مجدداً، وعادت "الخطوط الجوية التركية لشحن الإرهابيين" لتعمل بكامل طاقتها نحو مطارات مصراتة، طرابلس، الوطية، وهذه الأخيرة (قاعدة الوطية) تشهد نوعاً وشكلاً غريباً من التحشيد والتسليح، فهي صارت أقرب لتكون على غرار قاعدة إنجرليك الأميركية في تركيا.

فقاعدة إنجريلك تمنح الأفضلية للولايات المتحدة في أسيا الوسطى، وتمثل رأس حربة صريحة ضد العراق وسورية، وهي من كان لها الدور الأبرز لدخول الغزو الأميركي للعراق2003م. 

وقاعدة الوطية تلعب  الدور الاستراتيجي نفسه، ولكن لصالح تركيا، وستكون رأس حربة ضد  تونس والجزائر.

ومن ما سبق لا نستبعد أن تكون حرب "أذربيجان- أرمينيا" بتنسيق روسي تركي في الكواليس، فحتى الآن لا رابح في تلك المعركة سوى روسيا التي بات أمامها رئيس وزراء أرمينيا كالذليل أمام سيده، وتركيا التي أشعلت صراعاً ستمتد نيرانه ليشمل كل أرض في أسيا، أي من  تركيا وحتى تركستان الشرقية (إقليم شينجيانج الصيني) غرباً، ثم إسرائيل التي جاء إقليم ناغورنو كاراباخ كحقل تجارب ناجح لأسلحتها أولاً، ولتعزيز نفوذها في أذربيجان مما قد يشعل صراعاً ستمتد نيرانه من باكو إلى مدى أوسع بكثير.

بشكل عام، صراعات المنطقة هي دائرة مفرغة تعود من حيث بدأت من حين لآخر ليبيا سورية، العراق، اليمن، ليبيا، ولا يرغب الأميركي من تلك الصراعات صعود كفة فريق على الآخر، أي لا غالب ولا مغلوب، وأن تبقى نتيجة الحرب بتلك الدول متعادلة لضمان استمرارية الحرب، والأن أنضمت حلقة القوقاز لتلك الدائرة المفرغة، وما دار من معارك بين الطرفين الأرميني والأذري ما هو إلا بداية جديدة لقوقاز جديد، كحال ثورة الياسمين في تونس2011م التي كانت بداية شرق أوسط جديد.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل