أقلام الثبات
بكل الثقة واليقين رئيس جهاز الموساد الصهيوني الوزير " إيلي كوهين " ، يؤكد في تصريح له على قناة " i24news " أنّ تقارب كيانه مع العديد من الدول العربية تسير بخطى حثيثة وتزداد قوةً ، لأنّ القاسم المشترك هو مواجهة ما أسماه بالتهديد والتمدد الإيراني في المنطقة .
قد لا يبدو كلام كوهين مستغرباً أو بالجديد وهذا صحيح ، فالدول الخليجية على وجه الخصوص هي الأكثر تهافتاً نحو المزيد من أوجه التطبيع مع الكيان ، ولا يضيرها إقامة التحالفات معه . فهي لم تخف أنّ المشترك بينها وبين الكيان ، هو مواجهة إيران وقوى المقاومة في المنطقة . وهذا ما ذهب إليه السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة في مقالته البائسة التي نشرتها صحيفة " يديعوت أحرونوت " العبرية بعنوان " إما الضم أو التطبيع " ، حيث تحدث وبوقاحة سياسية غير مسبوقة : " أن رؤية إماراته ، بل ومعظم العالم العربي للكيان الصهيوني ، على أنه فرصة وليس عدو ، في مواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية " . وتباهيه في تصنيف بلاده لحزب الله على أنه منظمة إرهابية ، وأنّ بلاده أيضاً تشجب التحريض الذي تمارسه حركة حماس ضد الكيان .
الجديد في كلام كوهين ما حمله من رسالة بالغة الوضوح ، في ظل ما تتعرض له القضية الفلسطينية من تحديات ومخاطر تستهدف تصفيتها ب" صفقة القرن " ، في عناوين اللاجئين والقدس وغيرها ، وليست خطة الضّم نهاية المطاف في سياق التصفية . ورسالة كوهين تتحدث أنه ليست هناك من قضية قد تعيق تطور علاقات كيانه مع أنظمة التطبيع طالما أنّ أولويات الصراع قد تغيرت ووجهتها نحو إيران بدل الكيان الصهيوني . بمعنى أنّ على الفلسطينيين وفي ظل إنشغال المُطبِّعين في كيفية التآمر على إيران وقوى االمقاومة كأولوية مقدمة على القضية الفلسطينية ، عليهم الانتظار طويلاً وطويلاً جداً حتى يتذكرهم هؤلاء . وبمعنى أدق خطة الضّم التي تأجلت ولم يتم التراجع عنها ، لو نفذت يوم غدِ لم تجد أحداً منهم يعترض أو يتخذ موقفاً حاسماً في مواجهة هذه الخطة . الرئيس ترامب أعلن القدس عاصمة للكيان ، واعترف بالسيادة الصهيونية على الجولان العربي السوري المحتل ، من حرّك ساكناً من تلك الأنظمة .
رغم أن " إيلي كوهين " عدو لنا كما كيانه الغاصب ، إلاّ أنّ ما تحدث به هو عين حقيقة هؤلاء المُطبِّعين ، فهو قد أسقط ما تبقى من ورقة توتٍ كانت تستُر عورتهم ، وهم ليسوا خجولين من فعلتهم الشينعة .
من تستهدفهم “إسـرائيل” لا يحتاجون بيانات… بل فضحاً كاملاً للجريمة
ألمانيا... الصدمة المزدوجة ــ د. ليلى نقولا
أسوأ من 17 أيار ــ عدنان الساحلي
عملية أستراليا... بين "تبييض" الصورة "الإسرائيلية" والتحضير لاعتداء مقبل ــ د. نسيب حطيط