الثبات - التاريخ الإسلامي
فضل ذو القعدة
جعل الله سبحانه وتعالى في كثير من أيامنا نفحات فخص بعض الشهور والأيام بمزيد من الفضل وهكذا الأمر في الأشهر الحرم التي منها شهر ذو القعدة، فهو من الأشهر الحرم التي حرص النبي صلى الله عليه وآله وسلم على اغتنام أوقاتها والتعبد فيها
ومن الخصائص التي يتميز بها شهر ذي القعدة أن عُمرات النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلها كانت في ذي القعدة، ما عدا عمرته التي قرنها بحجة الوداع مع أنَّه صلى الله عليه وآله وسلم أحرم بها أيضاً في ذي القعدة وأداها في ذي الحجة مع حجته ففي هذا الشهر العظيم فضل كبير علينا اغتنامه بفعل الخيرات وكثرة العبادات
وكانت عمرات الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم أربعاً:
عمرة الحديبية ولم يتمها، بل تحلل منها ورجع، ثم عمرة القضاء في العام الذي تلاه، ثم عمرة "الجعرانة" والتي كانت في عام الفتح لما قسم غنائم حنين، وآخرها عمرته في حجة الوداع، كما دلت عليه النصوص الصحيحة، وعليه جمهور العلماء أيضاً
ولعل حرص النبي صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله على الإعتمار في شهر ذي القعدة أنَّه أحد الأشهر الحُرم الذي أجمل القرآن ذكرها في قوله تعالى: (انَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماوات وَالأرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ)، وفصلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشكل واضح في قوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: "إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان".