أمين الجهاد بأمان الله ـ رامز مصطفى

الثلاثاء 09 حزيران , 2020 10:31 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

" لا نعرف قيمة الإنسان إلاّ بعد فقدانه أو رحيله ".. هذا ما ينطبق على الشهيد والقائد الوطني الكبير الدكتور رمضان عبد الله شلح الأمين العام السابق لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أولاً . وثانياً ، هذا ما تدركه من خلال متابعة عدد من القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المقرؤة ، ومواقع التواصل الاجتماعي ، ومجالس العزاء ، والتشييع المهيب في دمشق العروبة ، التي احتض ترابها الطاهر جثمان الراحل في مقبرة مخيم اليرموك ، إلى جانب رفيق عمره وشريكه في تأسيس حركة الجهاد ، الشهيد المجاهد والقائد الكبير فتحي الشقاقي . وبالتالي الكم الكبير من المقابلات والمقالات وبرقيات التعزية ليست الرسمية وحسب ، بل والشعبية أيضاً ، بفقيد فلسطين وأيقونتها ، لِمَ تضمنته في مجموعها من حديث عن دوره وحضوره اللافت في تطوير وتعزيز المقاومة وثقافة المقاومة . وأيضاً ما تناولته من خصال حميدة ، ومناقبية أخلاقية وجهادية لفقيد شعبنا وأمتنا .

شخصية الراحل الكبير تميزت بالفرادة ، علماً وفكراً وثقافةً وأدباً ، وتواضعاً وأخلاقاً وزهداً ، وهدوءاً واتزاناً وإنسانيةً ، وإيماناً بأن فلسطين بالنسبة إليه ولمن سبقه ، أو لمن تقدم الصفوف من بعده ، هي من بحرها إلى نهرها غير منقوصة ، وعاصمتها القدس الأبدية ، ولتحريرها طريق واحدة هي المقاومة . وهو السهل الممتنع في حواراته وانفتاحه على الأخرين . والمبادر إلى تقريب وجهات النظر والمواقف بين الفصائل ، من خلفية حماية وصون القضية في مواجهة تحديات الكيان الصهيوني ومن خلفه الولايات المتحدة الأميركية . فكانت مبادرته في 21 تشرين الأول 2016 ، في الذكرى 29 لانطلاقة حركة الجهاد ، والتي هدفت إلى الخروج من الاستعصاء الفلسطيني المتمثل بالانقسام . والتي تضمنت نقاطاً عشراً ، وقفت في مقدمتها العمل على إجراء حوار وطني لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني ، وسحب الاعتراف بكيان الاحتلال ، وإلغاء اتفاق " أوسلو " .

أمين الجهاد غادرنا بأمان الله ، وهو مطمئنٌ بأن المقاومة وأهلها ورغم ما يواجههم من تحديات ، باقون على عهدهم في حفظ أمانة الشهداء والجرحى والأسرى ، وعلى تمسكهم بخيار المقاومة حتى كنس الاحتلال ، ودحر مشروعه الصهيوني على أرض فلسطين . غادرنا وهو على ثقة بأن الحركة التي عمل من أجلها والشهيد القائد الدكتور فتحي الشقاقي ، ستبقى وفية لعهدها في حمل راية المقاومة والجهاد في ظلِ أمينها العام الأخ المجاهد زياد نخالة . فالحركة التي أصبحت ما أصبحت عليه من حضور وقوة وقدرة يحسب حسابها كيان الاحتلال الصهيوني وقادته ، وفي المقدمة منهم الإرهابي نتنياهو الذي هرب مذعوراً أثناء حملته الانتخابية في مدينة عسقلان المحتلة ، بعد سقوط عدد من صواريخ سرايا القدس بالقرب من المكان الذي تواجد فيه نتنياهو ، الذي وقف وكيانه الغاصب وراء صدور 53 تهمة من المحكمة الفيدرالية لولاية فلوريدا بحق  الشهيد المجاهد رمضان شلح في العام 2003 . وتخصيص مبلغ 5 ملايين دولار في العام 2007 ، من قبل الإدارة لأميركية لبرنامج ما يسمى ب" مكافآت من أجل العدالة " ، مقابل اعتقاله . وفي العام 2017  تم وضعه على قائمة المطلوبين من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي " FBI " .

عزاؤنا لحركة الجهاد الإسلامي ، والعزاء مشترك ، أنّ الراحل الكبير قد ترك وراءه حركةً جهادية تؤمن اليوم وأكثر من أي وقت مضي ، وإرث فكري وثقافي ، ومدرسة كفاحية جهادية ، ستُبقي على بوصلة الحركة التي وجهَّ فوهة بندقيتها ، القائدان الشهيدان الشقاقي وشلح نحو فلسطين كل فلسطين .


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل