حقائق عن التصوف .. البحث عن الوارث المحمدي ـ الشيخ المربي عبدالقادر عيسى

الأحد 07 حزيران , 2020 04:40 توقيت بيروت تصوّف

الثبات - التصوف

 

حقائق عن التصوف

البحث عن الوارث المحمدي

الشيخ المربي عبدالقادر عيسى

 

لا يخفى على أحد أهمية الوارث المحمدي للترقي في مدارج الكمال، وتلقي دروس الآداب والفضائل، واكتشاف العيوب الخفية والأمراض القلبية، ولكن قد يسأل سائل: كيف الاهتداء إليه؟ والوصول إلى معرفته؟ وما هي شروطه وأوصافه؟ فنقول:

1-في حين يشعر الطالب بحاجته إليه كشعور المريض بحاجته إلى الطبيب، عليه أن يصدق العزم، ويصحح النية، ويتجه إلى الله تعالى بقلب ضارع منكسر، يناديه في جوف الليل، ويدعوه في سجوده وأعقاب صلاته: "اللهم دلني على من يدلني عليك، وأوصلني إلى من يوصلني إليك".

2-عليه أن يبحث في بلده، ويفتش ويسأل عن المرشد بدقة وانتباه غير ملتفت لما يشيعه بعضهم من فقد المرشد المربي في هذا الزمن، فإذا لم يجد أحداً في مدينته فليبحث عنه في مدن أخرى، ألا ترى المريض يسافر إلى بلدة ثانية للتداوي إذا لم يجد الطبيب المختص، أو يعجز أطباء مدينته عن تشخيص دائه، ومعرفة دوائه، ومداواة الأرواح تحتاج إلى أطباء أمهر من أطباء الأجسام.

 

وللمرشد شروط لابدَّ منها حتى يتأهل لإرشاد الناس وهي أربعة:

-أن يكون عالماً بالفرائض العينية

-أن يكون عارفاً بالله تعالى

-أن يكون خبيراً بطرائق تزكية النفوس ووسائل تربيتها

-أن يكون مأذوناً بالإرشاد من شيخه

 

ومن علامات الوارث المحمدي والمرشد الحقيقي:

-أنك إذا جالسته تشعر بنفحة إيمانية، ونشوة روحية، لا يتكلم إلا لله، ولا ينطق إلا بخير، ولا يتحدث إلا بموعظة أو نصيحة، تستفيد من صحبته كما تستفيد من كلامه، تنتفع من قربه كما تنتفع من بعده، تستفيد من لحظه كما تستفيد من لفظه.

-أن تلاحظ في إخوانه ومريديه صور الإيمان والإخلاص والتقوى والتواضع، وتتذكر وأنت تخالطهم المُثُلَ العليا من الحب، والصدق والإيثار والأخوة الخالصة، وهكذا يُعرف المرضى الذي شُفوا على يديه، وتخرجوا من مصحه بأوفر قوة، وأتم عافية.

علماً أنَّ كثرة المريدين والتلاميذ وقلتهم ليست مقياساً وحيداً، وإنما العبرة بصلاح هؤلاء المريدين وتقواهم، وتخلصهم من العيوب والأمراض واستقامتهم على شرع الله تعالى.

-ومنها أنك ترى تلامذته يمثلون مختلف طبقات الأمة، وهكذا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالظفر به يدفع الطالب للأخذ بيده، والتزام مجالسه، والتأدب معه، والعمل بنصحه وإرشاده، في سبيل الفوز بسعادة الدارين.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل