مقالات مختارة
تناول الكاتب في صحيفة الإندبندنت “Kim Sengupta” الهجوم الذي إستهدف مستشفى في إحدى الاحياء السكنية في العاصمة الأفغانية كابول، ولفت إلى أن المسلحين الذين نفذوا الاعتداء توجهوا بشكل مباشر إلى جناح الولادة في المستشفى وقاموا بقتل اربعة وعشرين شخصاً، من بينهم 16 إمراة وطفلين إثنين حديثي الولادة.
كما أشار إلى هجوم آخر حصل في اليوم نفسه في منطقة “Nangarhar” الأفغانية حيث فجر إنتحاري نفسه خلال مراسم دفن قائد في قوات الشرطة، ولفت إلى أن هذا الهجوم أوقع 32 قتيلاً و68 جريحاً. كذلك تحدّث عن تفجير آخر حصل في منطقة خوست أدى إلى استشهاد طفل وإصابة اربعة اشخاص آخرين.
الكاتب نبه إلى أن الاعمال الدموية هذه تأتي بعد إتفاق السلام الذي جرى التوقيع عليه بين الولايات المتحدة وحركة طالبان في العاصمة القطرية الدوحة، وإلى أن هذا الإتفاق كان من المفترض أن ينهي النزاع، غير أنه رأى المحادثات بين طالبان والحكومة الأفغانية وصلت إلى طريق مسدود بسبب موضوع تبادل السجناء، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن واشنطن هي من فرضت هذا الشرط على الحكومة الأفغانية. وأضاف أن طالبان طالبت بإطلاق سراح 5000 عنصر من عناصرها، وأن الحكومة الأفغانية تقول إنها اطلقت سراح الآلاف، لكن الطرف المقابل أطلق سراح 171 شخصاً فقط.
وبحسب الكاتب، لا توجد الكثير من المعطيات التي تفيد بأن العنف سينخفض بنسبة 80 بالمئة كما تعهدت طالبان وفق إتفاق الدوحة، وقال إن إدارة ترامب "عاقبت" أفغانستان جراء قطع مساعدات بقيمة مليار دولار عنها، وإن ترامب سيستمر بالترويج لإتفاق الدوحة مع طالبان حتى وهو ينهار هذا، وذلك مع إقتراب موعد الإنتخابات الرئاسية الأميركية.
ووفق الكاتب أيضًا، تقليص المساعدات الأميركية لأفغانستان قوّض برامج الحكومة المدنية والعسكرية، فضلاً عن إعاقة الجهود لمواجهة وباء الكورونا.
وفي الختام، حذر الكاتب من أن أفغانستان يبدو أنها تتجه نحو فترة مظلمة من دون ان تحصل على الكثير من المساعدة من الخارج.
الحرب الأهلية قادمة في أفغانستان؟
بدورها، تطرقت مجموعة صوفان للإستشارات الأمنية والإستخبارتية إلى الهجمات الإرهابية التي شهدتها أفغانستان، مشيرة إلى أن فرع تنظيم داعش في أفغانستان (المعروف بإسم "داعش خراسان")، اعلن مسؤوليته عن التفجير الإنتحاري الذي إستهدف مراسم الدفن في منطقة “Nangahar”.
وبشأن المجزرة التي نفّذها مسلحون في جناح الولادة في إحدى المستشفايات في كابول، فقالت المجموعة إن هذا الهجوم يتميز بوحشيته، مشيرة إلى الإرهابيين قتلوا اطفال حديثي الولادة وامهات ونساء حوامل. كما لفتت إلى أن الكثير من المحليين يشتبهون أن يكون "داعش خراسان" أيضاً خلف هذه المجزرة، خاصة وأن المستشفى يقدم الخدمات بشكل أساس لطائفة الهزارة والأفغان الشيعة.
كما أشارت المجموعة إلى إمكانية أن تكون هذه الاعتداءات في إطار الرد على قيام اجهزة الإستخبارات الأفغانية باعتقال قادة كبار في "داعش خراسان". وذكّرت بأن القوات الأفغانية كانت قد اعتقلت زعيم "داعش خراسان" المدعو عبدالله اوركزاي (المعروف بلقب أسلم فاروقي) إضافة إلى عنصرين إثنين آخرين بارزين في التنظيم خلال اوائل شهر نيسانLابريل الماضي.
كذلك تابعت المجموعة بأن إستراتيجية "داعش خراسان" تتضمن اجندة طائفية وبأن التنظيم الإرهابي دائماً ما يستهدف الأفغانيين الشيعة. وذكّرت بأن إرهابيي "داعش خراسان" إستهدفوا تجمعاً للهزارة والشيعة الأفغانيين في اوائل شهر آذار/مارس الماضي، ما ادى إلى سقوط 32 ضحية. كما ذكّرت باعتداء نفذه مسلحو داعش على معبد لطائفة السيخ، أدى إلى مقتل 25 شخصاً.
هذا واشارت المجموعة إلى أن الرئيس الأفغاني أشرف غاني تعهد بإستئناف العمليات ضد حركة طالبان، على الرغم من أن الأخيرة نفت أن تكون وراء مجزرة المستشفى أو الاعتداء الذي إستهدف مراسم الدفن.
وحذرت المجموعة من أن أفغانستان قد تدخل الحرب الاهلية في حال إستمر العنف وإنهارت المفاوضات، ومن أن ذلك سيجعل من مواجهة وباء الكورونا مهمة شبه مستحلية، وذلك نظراً إلى ضعف البنية التحتية الصحية في البلد.