القرار الألمانيّ وتقاطع الأدوار بين اليوم والأمس ـ رامز مصطفى

الثلاثاء 05 أيار , 2020 02:45 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

في الحادي عشر من أذار 2016 ، أعلن مجلس وزراء الخارجية العرب بعد اجتماع له في مقر الجامعة العربية ، في بيانٍ له تصنيف حزب الله منظمة إرهابية . مما استدعى يومها رداً قوياً من قبل وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري ، قال فيه : " الحشد الشعبي وحزب الله حافظوا على كرامة العرب ومن يتهمهم بالإرهاب هم الإرهابيون " . وكان قد سبقه في الثاني من أذار من نفس العام اجتماعين لمجلس التعاون الخليجي ، وأخر لوزراء الداخلية العرب . وصنفّا في بيانين منفصلين حزب الله منظمة إرهابية .

يومها كان واضحاً أنّ من وقف وراء تلك الاجتماعات والقرارات المدانة ، هي المملكة السعودية . وهذا ما أكده الأكاديمي والمحلل السياسي السعودي " خالد باطرفي ، في تصريح خصّ به " بي بي سي عربي " ، في قوله : " إنّ دول الخليج راعت كثيراً موقف الحكومة اللبنانية من حزب الله ، لكن لبنان كدولة أصبحت مختطفة من قبل هذا الحزب " . مضيفاً الباطرفي : " أنّ القرار بمثابة جرس انذار وتنبيه للساسة والحكومة اللبنانية حتى يراجعوا موقفهم من هذا الحزب ، كما يهدف إلى حماية العرب واللبنانيين من السرطان الذي استشرى بينهم ممثلا في حزب الله " .

بعد أربع أعوام من تلك القرارات ، وزارة الداخلية الألمانية تصدر مرسوماً اتحادياً ، تعلن بموجبه حظر أنشطة حزب الله ، واعتباره تنظيماً إرهابياً . والقرار لا يميز بين الأجهزة العسكرية أو سياسية أو الاجتماعية . والجدير ذكره بأن دول الاتحاد الاوربي في العام 2013 ، قد حظرت الجناح العسكري لحزب الله .

اللافت في قرار الداخلية الألمانية المدان والمستنكر ، قد اتُخذ بناءً لمعلومات كان الكيان الصهيوني قد ذودّ الأجهزة الأمنية الألمانية بها . وهذا ما كشفته " القناة 12 " العبرية الخاصة ، زاعمةً أنّ جهاز " الموساد " هو من وضع مجموعة من المعلومات الأمنية الخطيرة عن أنشطة حزب الله فوق الأراضي الألمانية بيد رئيس الاستخبارات الألمانية الخارجية " برونو كاهل " ، الذي تربطه علاقات صداقة وثيقة مع الموساد ، حسب ما نسبته القناة العبرية لمسؤول في الكيان تحفظت في الكشف عن اسمه .        

القرارات المتخذة في العام 2016  و 2020 ، تكشف المزيد من المستور ، لجهة التواطؤ والتماهي في العداء لحزب الله ومقاومته ، بين أنظمة عربية رجعية والكيان الصهيوني ، والدلالة على عمق العلاقة بين تلك الأنظمة والكيان . مع فهمنا لطبيعة مواقف الكيان العدائية اتجاه قوى المقاومة ، من خلفية أنه عدو لأمتنا ، وصراعنا معه كان وسيبقى مفتوحاً مهما طال الزمن .


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل