الكيان في مواجهة "جائحة كورونا" ـ رامز مصطفى

الأربعاء 22 نيسان , 2020 11:43 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

رغم مظاهر التفوق المؤكد في الترسانة العسكرية لكيان الاحتلال الصهيوني ، وبالتالي دعم الإدارة الأميركية ودول الغرب الاوروبي ، مع ما تبديه العديد من الرسميات العربية من انفتاح غير مسبوق على الكيان ، سواء لجهة التطبيع معه ، أو الاستعداد لإقامة تحالفات على غير صعيد ، الأمر الذي انعكس ضعفاً وتشرذماً وعجزاً على الواقع العربي المتهاوي . غيرّ أنّ ذلك لا يعني أن الكيان يعيش أوضاعاً مستقرة ، أو أن ذلك لم يمنع أو يحد مما يواجهه الكيان من اهتزازات وتحديات ، أكدت العديد من الدراسات ، سواء لمراكز أبحاث أو تقديرات لكبار القادة في الكيان ، جاء في خلاصاتها ، أن الكيان يواجه مأزقاً وجودياً نتيجة جملة من التحديات ، لم يعشها منذ قيامه غير الشرعي على أرض فلسطين العام 1948 ، بوصفه كيان احلالي إجلائي ، واستيطاني توسعي .

ليس أخر التحديات التي تواجه الكيان الصهيوني ، ذاك الفيروس المسمى " كورونا " الذي يغزو الكرة الأرضية من دون رحمة ، حاصداً الملايين من المصابين ، وعشرات الآلاف من الأرواح ، يقف الكيان عاجزاً أمام انتشاره وتمدده السريع ، كاشفاً عن هشاشة النظام الصحي والاستشفائي في الكيان . الأمر الذي دفع قادته وعلى عادتهم في إرسال أذرعها الأمنية تجوب العالم من أجل سرقة ما يلزم من أجهزة للتنفس أو الكاشفة عن المرض . في تكرار لمشهد القرصنة التي تقوم به العديد من الدول بما فيها الاوروبية والولايات المتحدة الأميركية ، الضعيفة والمكتوفة اليدين أمام تفشي الفيروس ، حيث تحتل المرتبة الأولى بين الدول من حيث عدد المصابين أو الوفيات . مُخلفاً تداعيات صحية ومالية واقتصادية حادة ، ناهيك عن التداعيات السياسية . فقد بلغّ عدد العاطلين عن العمل في أميركا 12 مليون أميركي ، و600 ألف عاطل عن العمل في الكيان ، حتى أواخر أذار الماضي .

هذا التحدي الوبائي ل" جائحة كورونا " وغيرها من التحديات ، من شأنها أن تترك أثاراً بدأت تطفو على سطح الكيان بشكل متسارع ، وليس من البساطة توفر القدرة أو الإمكانية على تجاوزها ، بل هي مرشحة للتعمق والتأزم ، خصوصاً مع ما يُقال وينشر من دراسات وتقارير ، على أن العالم بعد كورونا لن يكون كما قبله ، بمعنى أن هناك تحولات وتغيرات سيشهدها العالم ، ستزيد من حجم التوترات الصينية – الأميركية .

على الرغم مما أظهره الوباء وتفيشه من ضعف وهشاشة دور الولايات المتحدة الأميركية في مد يد العون لدول العالم وأقله الحليفة والذيلية لها ، على عكس ما أظهرته كل من الصين وروسيا وحتى كوبا من رقي وأخلاق وإنسانية مع ما يتعرض له العالم من اجتياح كوروني .

كل ما سبق ينعكس تداعيات سلبية على كيان العدو ، ، نتيجة للتراجع المتوقع للولايات المتحدة على المستوى الدولي . لذلك جاء في إحدى نقاط ما حملته وثيقة صادرة عن خارجية كيان العدو حول " مستقبل منطقة الشرق الأوسط في عالم ما بعد كورونا " ، أنه على الكيان : " المحافظة على العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة كمصلحة عليا . مع استغلال الفرص الاقتصادية مع الجانب الصيني " . وتؤكد صحيفة " إسرائيل اليوم " العبرية في تصريح لرئيس إدارة التخطيط السياسي بوزارة الخارجية ، أورن أنوليك قوله : " إن الأمر لا يمكن وصفه بتوقعات ، لأن الأزمة حاليا في أوجها " . فبين المحافظة والاستغلال حسب الوثيقة التي تحدثت عن أنّ الأمور تتغير كل يوم ، ومن المهم ما ختم به أورن أنوليك: " إننا لا نعرف المستقبل " ، بمعنى أن التوصية قد تتغير وفق التطورات .

وهذا بحد ذاته يُظهر مدى الفزع والخوف من قادم أيام ما بعد " جائحة كورونا " ، وحكومة الشراكة بين " نتنياهو – غانتس " لن تتمكن من مواجهة هذا التحدي الذي لم يستأذن أحداً .

                                                                                                                                      


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل