الثبات ـ ثقافة
تعاقبت على بلاد الشام حضارات عدّة منها ما ارتبط بأديان سماوية وتنوعت لغاتها على مدى العصور. وتمتد هذه المنطقة من سوريا إلى لبنان وفلسطين والأردن حتى قبرص وسيناء المصرية وأجزاء من الموصل وما تحتله تركيا من أراضٍ عربية.
تتميز هذه المنطقة بموقع جغرافي هام على ضفاف البحر الأبيض المتوسط وهذا ما يجعلها مركز العالم القديم وبوابته نحو بقية الجهات. كما إن طبيعة الأرض الخصبة وتوافر مصادر المياه والأنهار جعلا منها مقصداً لكل الشعوب والأمم. وساهم التنوع المناخي فيها وتعاقب الفصول إلى نشوء مدن حضارية كانت الأولى من نوعها على وجه الارض وذلك بسبب إمكان الاستقرار وتحمل العيش والتأقلم من دون الحاجة إلى الهجرة.
ولكن لماذا سُمّيت بلاد الشام؟
أعاد بعض الباحثين تفسيرات عدة لهذه التسمية، ومن التفسيرات ما نسبت الاسم إلى سام بن نوح، حيث إنّ سفينة نوح رست بعد الطوفان على جبل اسمه الجودي وتفرق على إثرها الأولاد حيث تمركز سام في بلاد الشام وسمّيت المنطقة هذه باسمه، أي إن أصل العبارة هو "بلاد السام". بينما يرى آخرون أن الاسم أصله شأم أو شآم ويقصد بها الشامة السوداء التي تظهر على الجلد.
تسميات أخرى من الصحف القديمة
خضعت بلاد الشام قديماً لسيطرة المملكة الآشورية الكبرى، وهذا ما يدفع الباحثين إلى الاستعانة باللغة الآرامية لمعرفة الأصل، وهذا يحتم تقديم فرضية تقول إن جذور الاسم تعود إلى كلمة "شامو أو شاميم" وتعني بالعربية كلمة سماء.
وقد ترجع التسمية بإصلها إلى أشهر الآلهة التي عُبدت في المنطقة وهو "بعل شاميم" أي إله السماء، وقد دعيت هذه الجغرافيا على مدى عصور ببلاد إله السماء وتحولت في ما بعد إلى بلاد السماء أو بلاد الشام إما لتبسيط الاسم أو لما استجد من ظهور ديانات جديدة في المنطقة نسفت كل مظاهر إيمانية كانت قبلها.
ودليلٌ على ما ذكرنا، يمكننا العودة إلى أصل كلمة شمس في العربية والتي جاءت استعارةً من اللغات الآكادية في بلاد ما بين النهرين وهي مزيج بين كلمتين (شامو - إيشاتو)؛ وشامو تعني سماء وإيشاتو تعني نار وهذا ما يضع فرضية جديدة أن تكون كلمة شمس بالعربية هي مزيج بين كلمتين هما
(شام- إيس/ إيش).