​من نفحات العارفين .. قصيدة الحلاج : يانسيم الورد خبر للرشا 

الخميس 19 كانون الأول , 2019 04:31 توقيت بيروت تصوّف

الثبات ـ تصوف

في علم التصوف ثمة فرق كبير بين وحدة الوجود التي تقود إلى الكفر والشرك ووحدة الشهود التي تجعل الانسان يشهد الله في كل شيئ كخالق مبدع الصنع، والتي ينشأ عنها الحب الإلهي .

قد يعبّر الفرد عن حبّه لله بالطّاعة وتطبيق الوصايا والالتزام بالشّريعة، أو بتأدية الفروض الدّينيّة بشكل تام. أمّا التّفاعل مع الله الحبّ، فهو يرتقي إلى شّريعة السلوك وحب الله لا طمعاً في جنّة ولا خوفاً من نار. فيحيا المؤمن عاشقاً للذّات الإلهيّة، يحيا بها ولها، ويكون بكلّيّته مكرّساً لها. والتّكريس هنا لا ينفي العلاقة بالمجتمع، إذ لا معنى للعلاقة مع الله بعيداً عن الآخر، والعكس صحيح. ونرى أنّ التّصوّف عند الحلّاج جهاد في سبيل إحقاق الحق، وليس مسلكاً فردياً بين المتصوف والخالق فقط، لقد طوّر الحلاج النّظرة العامة إلى التّصوّف، فجعله جهاداً ضد الظّلم والطّغيان في النّفس والمجتمع.
يحيا العاشق عشقه لمحبوبه الإلهيّ في قلب العالم ولكنّ حبّه لا يلمس الأرض، ويرتقي سلّم الانصهار بالمحبوب، حتّى يبلغ ذروة الذّوبان في الذّات الإلهيّة، ليس حلولاً واتحاد وإنما هو حال قال الله عنه في الحديث القدسي"كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها .. " وبالتالي تصبح مشيئته هي ذاتها مشيئة المحبوب إذ لا رأي ولا وجود إلا كما يريد المحبوب، هذا العشق الفائق كلّ تصوّر يُدخل العاشق في حقيقة المعشوق فيعاينه وكأنّه في مرآة إلى أن يحين موعد اللّقاء الأبديّ، فتشتاق النّفس شوقاً عظيماً، لا يرويه شيء، ويبقى الموت هو منية الرّوح، لأنّه يشكّل الدّخول إلى الحياة ومعاينة الحبّ المطلق وجهاً لوجه، ومن هنا يعبّر الحلّاج عن هذه المشيئة الواحدة بقوله:

يانسيم الوصل خبر للرشا ** لم يزِدني الوِردُ إلا عطشا

لي حبيبٌ حبُّهُ وسطَ الحشا ** إن عاش عشت وإن عشت عاش

روحُهُ روحي وروحي روحُهُ ** إن يشأ شئتُ وإن شئتُ يَشا

جمع الحسن جميعا وجهه ** فــــإذا المــرء رآه دهشــا

ذهب الحلاج للقاء محبوبه وبقيت كلماته يتغنى بها المريدون والشيوخ في المجالس وحلق الذكر الصوفية، وفي هذا الفيديو نفحة من نفحات مجالس الذكر في دمشق الشام و التي ليس فيها تكلُّف أو تصنع نوردها كما هي 

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل