أقلام الثبات
كيف ينظر حزب الله الى الأزمتين السياسية والاقتصادية في لبنان، والى إنعاكس السياسية الأميركية على الوضع الداخلي، في ضوء التطورات في المنطقة، خصوصاً ما يحدث في ايران والعراق، وارتداداتها على الأوضاع في لبنان، وكيف يتعاطى الحزب معها، في ضوء الاحتجاجات الراهنة، وقطع الطرق، وإغلاق المرافق العامة، والأسواق التجارية في البلد، ما يزيد "الطين بلة" في الوضع الاقتصادي المتدهور.
يؤكد قيادي في المقاومة أن بعض الجهات الداخلية المرتبطة بالسفارة الأميركية تحديداً، تسعى الى حرف الحراك الشعبي عن مساره، وأهدافه المطلبية المحقة، كذلك محاولة تأليبه على المقاومة وسلاحها، من خلال التصويب عليها، بأنها المسؤولة عن تردي الأوضاع، خصوصاً الاقتصادية والمعيشية، نتيجة وجودها في الحكومة، وعدم تسهيلها، لمهمة الرئيس سعد الحريري، ورفضها تشكيل حكومة تكنوقراط، ما يغضب الولايات الأميركية، التي تمارس بدورها الضغوط الاقتصادية على لبنان، آخرها كان تجفيف الدولار الأميركي من الأسواق اللبنانية، وسبق ذلك سيل من العقوبات المالية الأميركية، طاولت شخصيات من المقاومة، وامتدت أيضاً لتطاول بنك الجمّال. ولاتزال التهديدات بمزيد من هذه العقوبات مستمرة، في حق الشخصيات المنضوية في صفوف المقاومة ، وحلفائها.
وعن طرح الحريري، الداعي الى تشكيل حكومة "تكنوقراط"، والمتماهي مع دعوة واشنطن والغرب، و"الحراك" في الداخل، يلفت "القيادي" الى أن مصطلح تكنوقراط غير مفهوم وواضح، مؤكداً أن الهدف من المطالبة بحكومة "اختصاصيين"، هو محاولة عزل المقاومة ورئيس الجمهورية، عن القرار السياسي، لان هكذا حكومة، فيما لو قدر لها الولادة، ستكون عاجزة عن التعاطي مع مسألتي ترسيم الحدود البحرية والبرية، ولبنان على أبواب دخول نادي الدول النفطية، في الوقت التي تسعى واشنطن الى وضع يدها على النفط اللبناني، في وقت تتردد معلومات عن إقدام العدو الاسرائيلي، على سرقة كمية كبيرة منه، كذلك الأمر في شأن إعادة النازحين السوريين الى بلادهم، هذا على سبيل المثال لا الحصر.
ويشير القيادي، الى أن هناك محاولة لاعادة سيناريو "حملة فل" التي استهدفت الرئيس إميل لحود، عقب عدوان تموز 2006. ولكن يجزم بقوة أن كل من يحاول النيل من رئيس الجمهورية، هو واهم واهم واهم، واي تطاول على مقام الرئاسة الأولى، سيواجه من المقاومة وجمهورها.
وفي الوقت عينه، يشدد على ضرورة التحلي بالهدوء والصبر في المرحلة الراهنة، خصوصاً ان المقاومة وحلفاءها وجمهورها في موقع القوة، والقوي ليس في حاجةٍ الى إثارة الفتن والشغب، لتأكيد حضوره، مطمئناً الجميع أن كل النيل من المقاومة وعزيمتها، لن تجدي نفعا، وهي التي حققت الانتصارات على اعتى القوى الظلامية، كداعش وجبهة النصرة.
ويدعو القيادي في حزب الله الى المحافظة على مكتسبات الحراك الشعبي الاصلاحية، مؤكداً ان عددا كبيرا من المشاركين في الحراك، صادقون، وليسوا عملاء. ويتطرق الى العلاقة مع قائد الجيش العماد جوزيف عون، وكيفية ادائه، فيؤكد أن العلاقة جيدة مع قيادة الجيش، وأنها في حاجة لغطاء سياسي من مجلس الوزراء، للتصرف في حزم مع المخلين بالأمن، مستبعداً الوصول الى عسكرة الأوضاع في البلد.
وجدد القيادي تأكيد احترام حزب الله، لخصوصيات حلفائه، وعدم التدخل فيها، خصوصاً في مسألة التوزير، رافضاً استبعاد أي فريق وازن، وممثليه عن الحكومة الجديدة، تحديداً الوزير جبران باسيل.
ولم يخف الصعوبات التي قد يواجهها لبنان وشعبه في المرحلتين الراهنة والمقبلة، خصوصاً على الصعيد الاقتصادي، مادامت واشنطن قادرة على التخريب، على حد قوله، مؤكداً في الوقت عينه أن فرص الخروج من الأزمة الاقتصادية، وإنقاذ البلد، ليست منعدمة، شرط اتباع سياسيات تؤدي الى النهوض بالوضع الاقتصادي، أولا من خلال وقف إهدار الأموال العامة، واستعادة المال المنهوب أيضاً، وتفعيل عمل القضاء لمحاسبة المرتكبين في آن معاً.