أقلام الثبات
فضيحة أوتبيسات "كاروسا"..
لو فتحت ملفات الفساد منذ عهد امين الجميل حتى اليوم وحوسب الحرامية لأمكن استعادة عشرات مليارات الدولارات ان لم بكن مئات المليارات الى الخزينة العامة ، فثمة فضيحة تشبه الى حد بعيد صفقة طائرات البوما، اذ ان المديرية العامة للنقل سنة 1997 وبهدف تحديث أسطول النقل المشترك في لبنان، أجرت صفقة بين وزارة النقل عن طريق بعض السماسرة لشراء مئتي أوتوبيس من أصل فرنسي، تبين بعد ذلك ان هذه الأوتوبيسات هي من ماركة "كاروسا" تشيكية الصنع، وليست رينو الفرنسية، وهي قديمة ومستعملة، وهياكلها ضعيفة ولا تصلح لا لمناخنا ولا لطرقاتنا، وهي سريعة العطب ولا يمكن للسائق ان يتجاوز فيها سرعة 70 كلم في الساعة، وهذا مسجل على الأوتوبيسات، اذ يصيبها مباشرة بالعطل.
كانت الغالبية العظمى من هذه الحافلات تعاني من أعطال لا يمكن إصلاحها، ومكدسة في مرآب المديرية، وكلفة إصلاحها مرتفعة جداً، فضلاً عن أن هذه الحافلات غير نافعة خصوصاً في المناطق الريفية، حيث تكثر الحفر والمطبات، وهي منخفضة تكاد تلامس الأرض،وبالتالي فقد تبين بالخلاصة ان أوتوبيسات "الكاروسا" التي لا أمل من إصلاحها، أصبحت خردة لا نفع منها .وكما نقل عن المدير العام في حينه أنه بعد مراجعة الرئيس رفيق الحريري حول هذه الفضيحة التي جرت سنة 1997، اعترف بأنها صفقة فاسدة من أساسها ولا نفع منها.
الا تستحق هذه الصفقة الفضيحة المحاسبة وفتح ملفها .