سر حراك الليل المفاجىء والمهندس بتوقيت واحد ـ أحمد شحادة

الأربعاء 13 تشرين الثاني , 2019 03:31 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

فجأة وبعد دقائق قليلة من انتهاء المقابلة المتلفزة لرئيس الجمهورية، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مواقف مفبركة ومحرفة للرئيس فيها افتراء وكذب وتجني، مترافقة بذات اللحظة باندفاع فتيان وشبان.. وحتى كهول إلى الطرقات والمفارق والساحات، بكامل عتادهم من دواليب مطاطية وأخشاب، ونفايات، بالإضافة إلى أعواد الثقاب أو الولاعات، وزجاجات وغالونات بنزين أو مازوت، وعملوا على قطع المناطق عن بعضها.

ذكرتنا هذه المشاهد الليلية، بزمن الحرب الأهلية اللعينة وخطوط التماس، وأبطالها السريين والعلنيين ووقودها من الشباب المندفع والمتحمس والخائف على غده، مع فارق هذه المرة، أن وسائل الإعلام المرئي التي تفرض على الناس رؤيتها وتحريفها، وحماستها المشبوهة التي تخدم مصالح باعة الكاز العربي، وأهل السند والهند والماوماو،والبلاد السلجوقية، ربما في ظل ضجيج الإعلام المرئي المتهور لخدمة باعة الكاز العربي، لم يسمع الناس، أغاني ((ارطغرل)) التي كان ينشدها "ثوار" الثورة السورية الاخونجية والداعشية والقاعدية والتركية، والتي دبلجها عتاة "الثورة" عندنا لبنانيا في حريق الليل، وقبله مع اندلاع "الحراك المدني".

 إذا لزوم الحداثة وتطور وسائل الاتصال الاجتماعي،كان اختصاصيون في هذا المجال يعملون لفبركة حراك الليل، وتوفير وقوده، وهو الذي يتناسب تماما مع ما اورده قبل فترة موقع "جيو بولتيكس" وعرضه تلفزيون الجديد في شهر نيسان الماضي، حيث تم تهديد لبنان، خلال زيارة وزير الخارجية الأميركية بومبيو، بأنه ذاهب إلى الحرب الأهليه إذا استمر بتأييده حزب الله والمقاومة.

وتضمنت وثيقة سلمها بومبيو إلى المسؤولين، وهي وثيقة أميركية - أسرائيلية، تتضمن تفاصيل وخطط لفتنة داخلية في لبنان من خلال عمليات "خفية"، تترافق مع اعتداء "اسرائيلي"، وعمليات زائفة لها طابع لا يثير الشكوك على نحو مانفذ في العراق أو ليبيا وفي أكثر من مكان تحت عناوين جذابة منها:

  • توفير اسباب مقنعة لتحريك واسع،
  • استغلال الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة
  • الحديث الواسع( الذي هو حق يراد منه باطل) عن الفساد المستشري وعمليات النهب المنظم للخزينة.
  • دعم الديمقراطية.. وهلم جرا من شعارات براقة

بختصار فإن رفع هذه الشعارات وغيرها، تهدف إلى خلق فوضى، وفق أسباب مقنعة، وإلقاء اللوم على المقاومة، مع اختراع اسباب وحجج لإلقاء هذا اللوم، وصولا إلى تمهيد لتحريك مجموعات قتل، وعمليات كيمياوية على طريقة "الخوذ البيضاء" في سورية.

السؤال هنا، هل أن "حراك" الليل بعد مقابلة الرئس عون المتلفزة يصب في هذا الأتجاه: اكتفي مؤقتا بالإشارة هنا إلى ما ورد في جريدة الأخبار في 13 الجاري :"ما زاد    القلق والتوتر، التطور الخطير الذي شهدته منطقة خلدة، حيث أصيب أحد المعتصمين بطلق ناري في الرأس، ما أدى إلى وفاته، مطلق النار، مرافق لمسؤول مخابرات الجيش في الشويفات، والأخير محسوب على النائب السابق وليد جنبلاط، فيما الشاب الذي قضى أمام أفراد عائلته كان ناشطا بارزا في الحزب التقدمي الإشتراكي"، واشير إلى تغريدة للنائب طلال ارسلان قال فيها :"على الدولة والقضاء العسكري ان يتحركوا فورا لكشف ملابسات حادثة استشهاد ابو فخر ،وخصوصا ان قاتله كان معروفا بأدائه المشبوه "،مضيفا :"وبدونا نبهنا المعنيين من خطورة وجوده في هذا الموقع منذ أشهر طويلة ".

فهل أن هذه الحادثة الأليمة هي حصان وليد جنبلاط ليركب موجة الحراك علنا  ، بعد أن أصبحت استقالة سعد الحريري حصانا لركوب هذه الموجة، وهل سنرى حصانا  يركبه من أدخل مئات وربما آلاف براميل النفايات السامة الأيطالية،إلى لبنان وزرعها قرب ينابيع المياه، وبذلك تكتمل صورة الحلف الذي يخطط له الأميركي والخليجي، بالطبع مع امتدادات هذا الحلف من تجمعات وافراد يدور حولهم   مئات علامات الاستفهام حول أدوارهم السابقة واللاحقة.

 لاشك أن الحركة الشعبية الاحتجاجية، التي يشهدها لبنان منذ 17 تشرين الأول الماضي ذات اهداف نبيلة، وهي كانت قاب قوسين من تحقيق كثير مما يصبوا إليه الناس، وخصوصا لجهة النهب المنظم الذي مورس في لبنان، سواء في فترة حكم أمين الجميل، أو في فترة ما بعد 1992 ولما يزل.

فهل أن الحركة الشعبية اللبنانية، وليس كما يطلق عليها افتراء "الحراك المدني" ستعرف كيف تطهر صفوفها من لصوص المراحل وخصوصا من اختبرناهم في الماضي.

حمى الله لبنان.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل