الثبات ـ إسلاميات
قـال الـنبـي صلى الله عليه وآله وسلم ( مـن آذى المسلـمـين فـي طـرقـاتـهـم وجـبـت عليه لـعـنتـهـم )، أخرجه الطبراني بسند حسن ، قال الحافظ المناوي مبينا كيفية الإيذاء: «بنحو وضع حجر أو شوك أو تغوط أو تبول».
وعَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِىِّ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ :غَزَوْتُ مَعَ نَبِىِّ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم غَزْوَةَ كَذَا وَكَذَا فَضَيَّقَ النَّاسُ الْمَنَازِلَ، وَقَطَعُوا الطَّرِيقَ، فَبَعَثَ نَبِىُّ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم مُنَادِيًا يُنَادِى فِى النَّاسِ :"أَنَّ مَنْ ضَيَّقَ مَنْزِلاً أَوْ قَطَعَ طَرِيقًا فَلاَ جِهَادَ لَهُ". رواه أبو داود في سننه وأحمد في مسنده.
ومعنى قطع الطريق: أن ينزل على الممر أو بالقرب منه فيضيق على الناس سيرهم.
قال :" إنه لا جهاد له "، أي: لا ينال من ثواب المجاهدين ما يناله من يتحرز عن ذلك، وهذا لأن الجهاد شرع لدفع الأذى عن المسلمين، وهذا الحال مؤذ للمسلمين بفعله .
وفي مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: لعلي القاري قال :( فضيق الناس المنازل ) أي على غيرهم بأن أخذ كل منزلاً لا حاجة له فيه أو فوق حاجته، ( وقطعوا الطريق ) ، بتضييقها على المارة .
إن هذا العمل إفسادٌ في الأرض ، وبعض النَّاس يحتجُّ فيقول: الاعتصام هو الجلوس، نعم، لكن هذا يدفعه ليصيح و الصياح يدفعه للتحرك و التحرك يدفعه ليكسر و يدمر و يحرق، و هذا لا أصل له، لأنَّ الشريعة حتى في الأمور المنكرات ما كان من الأعمال ذريعة وسببا ووسيلة إلى الحرام فتلك الوسيلة تعتبر محرمة لغيرها، لكونها تفضي وتؤول و تصير بصاحبها إلى الحرام.
نحن معشر المؤمنين لا نفعل المنكر لنصل إلى المعروف، ولا نغير المنكر بالمنكر، بل نغير المنكر بالمعروف، و لهذا فهذه الطرق غير شرعية، هذه وسائل غير شرعية وطرق غير شرعية، وهذه الأعمال أعمال فساد، واللهُ لا يحب المفسدين ،والمفسد لا يفلح أبدا، بل المسلم مصلح، وليس بمفسد، وهذه مظاهر فساد، وصور فساد، ومن أعمال المفسدين.