سر التحرك العربي ضد العدوان التركي على سورية ـ فادي عيد وهيب

الخميس 17 تشرين الأول , 2019 09:32 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

 بعيدا عن التصريحات الأميركية المتضاربة تجاه العدوان التركي على شمال سوريا، فلا أستبعد أن تكون دولة الإحتلال وأميركا هما من حركا الطابة التركية تجاه شمال سوريا لإعادة تدوير وتفعيل "داعش" من جديد، فلا يمكن ان يكون إنسحاب كل القوات الأميركية من نقاط مراقبتها في كل بقعة بعمق 30كلم من الحدود السورية الموازية لحدود التركي (وهي المنطقة التى يستهدفها اردوغان عبر مشروع المنطقة الامنة) قبل إنطلاق العدوان التركي بأيام قليلة صدفة.

فإن كانت مهمة "داعش" تقريبا أنتهت فى سوريا، فإن وجودهم اليوم في دول أخرى بات أمرا ضروريا لتنفيذ المخطط المسمى إعلاميا بـ "صفقة القرن" بلي الذراع، ولذلك كان التحرك المصري هذه المرة مختلفا وقويا، مع العلم انه ليس العدوان الاول لتركيا على شمال سوريا، وعليه جاء اللقاء العاجل السريع الذى لم يكن معدا له مسبقا بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الاردن الخميس الموافق 10اكتوبر فى القاهرة، فإن كانت "صفقة القرن" وضعت دور الاردن ومصر الخارجي في معادلة واحدة، بعد أجتماع "العقبة"في  فبراير/شباط 2016، فالداخل الاردني أيضا وما به من تهديدات مرعبة على مستقبل الحكم والبلد نفسه بشعبه وجغرافيته جعل الداخل الاردني اليوم أشبه بالداخل المصري بالامس، وهو ما دفع الملك للتوجه إلى القاهرة لسماع حل تجاه معضلة الداخل من "مصر 30يونيو"، وخصوصا أن العدو الحاضر هناك اليوم (الاخوان المسلمون) كان هو نفسه العدو المتواجد بالامس هنا.

وكما يقال من الداء يصنع الدواء، فأيضا فى الازمات تولد الحلول، ونسأل أنفسنا ونحن نرى ايران تذهب في مشروعها النووي، وتركيا تتوغل فى اراضي العراق وسوريا وتصدر الارهاب لليبيا والصومال، لماذا نحن العرب لم نذهب ايضا لامتلاك السلاح النووي في ظل وجود دولة محتلة بقلب المنطقة تملك منه ما يكفي لتدمير كوكب الارض كما تصرح تل ابيب، طالما الاعتراضات بمجلس الامن أو غيره لا تجدي، وان العالم يسير بسياسة فرض الطرف القوى الواقع الذى يريده على الطرف الضعيف، ولماذا لا نقوم بتطهير تلك الدول التى تصدر لها تركيا التكفيريين والمرتزقة الارهابيين وفي مقدمتهم طرابلس الليبية، بدل الاكتفاء بالشجب والادانة، فهل نملك تلك الجرأة، أم مازال الامر صعبا علينا، وأن كنا لا نملك تلك الجرأة فعلى الاقل نساوم ونناور بتلك الكروت ونرفع من سقف طموحنا ولو درجة في ظل رفع العدو لسقف طموحه درجات.

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل