حُفاة اليمن يهزمون مرتزقة الجيش السعودي ـ أمين أبو راشد

الأربعاء 02 تشرين الأول , 2019 10:52 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات 

ضربة آرامكو السعودية بالمسيَّرات اليمنية وشلّ نصف إنتاج أكبر دولة مُنتِجة للنفط لأشهر طويلة، هذه الضربة ليست بالمعنى العسكري أكثر أهمية من معركة الإثنين وسبعين ساعة في قلب الجنوب السعودي، حيث تمكن الحُفاة اليمنيون الشجعان من تطويق وأسر ثلاثة ألوية من المرتزقة وفصيل من السعوديين، لكن المعنى الإستراتيجي للهزيمتين السعوديتين واحد، وهي أن مملكة من رمالٍ ونفط هي الأغنى في العالم، قد تحطَّمت معنوياً وسُحِقت هالتُها أمام أفقر دولة وأغنى شعبٍ في تاريخ الكرامة القومية، وثبُت أيضاً، أن ما من قوة عدوانية دخلت اليمن عبر التاريخ إلَّا وخرجت منه ذليلة.

ولأن الهزيمة السعودية القاسية في المنطقة الجنوبية، تزامنت مع مقابلة أجرتها قناة "سي بي إس" الأميركية مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فإن إجاباته جاءت مهزومة ذليلة مُسالِمَة، وبات الآن يؤيد الحلول السياسية مع إيران ومع اليمن، ولذلك، نكتفي في مقالتنا هذه بجزئية من مقابلته، التي برَّر فيها حاجة المملكة الى ترسانات الأسلحة الأميركية بمليارات الدولارات، لأن مساحتها بحجم قارة وحدودها مترامية، لكن الحاجات الدفاعية شيء، والتسلُّح للعدوان الإرهابي الذي مارسته مملكة آل سعود من سوريا الى العراق الى اليمن شيءٌ آخر.

محمد بن سلمان أنهى مقابلته مع القناة المذكورة بعبارة : "الأنبياء يُخطئون فكيف بنا نحن؟ لكن المهم إذا أخطأنا أن نتعلَّم من أخطائنا ونتأكد أنها لن تتكرر".

أخطاء آل سعود كائناً من كان منهم جالساً على العرش، أن جنون ثروات النفط الشخصية، أعمى قلوبهم عن تحسُّس فقر الإنتماء القومي لدى الشعب السعودي، وهذه "القارة "من الصحارى الواسعة التي يتباهى بها بن سلمان، لا تستطيع الصمود لساعات أمام الشعب الإيراني العظيم بعقيدته وبإنتمائه، ما دام الشعب اليمني البسيط الفقير قد مرَّغ بشجاعته وكرامته المملكة برمال اليمن والجنوب السعودي على مدى أربع سنوات ونصف من العدوان المُجرم للتحالف. 

نُعطي فقط مِثَالين إثنين من واقع الميدان في الجنوب السعودي، عن الخيبة السعودية التي كشفت مملكة الرمال في ميادين المواجهات:

 
أولاً: ثلاثة ألوية من المرتزقة بجنسيات مختلفة وقعوا في الأسر، بينهم فصيل سعودي فقط لا غير، مما يؤكد أن الجيش السعودي كما سائر الجيوش الخليجية، ليس فيه مواطنون سوى كبار القادة والضباط، والشباب السعودي ليس شعباً مقاتلاً طالما هو يعيش حياة الترف ووطنه حقيبة حيث يحلو له السفر، وعندما قرر اليمنيون منذ ساعات تسليم أكثر من ثلاثمئة أسير كبادرة حسن نية، تبيَّن أن بينهم ثلاثة فقط من السعوديين والباقون من المرتزقة العرب والأجانب.
 
ثانياً: مشاهد المُقاتلين اليمنيين وهم يحرقون الآليات والمدرعات السعودية التي غَنِمُوها في المعارك، بما فيها ناقلات الجند، تؤكد عدم حاجتهم اليها، وأنهم يمتلكون أساليب ومعدات دفاعية مناسبة للطبيعة الجبلية التي يتحصَّن فيها المقاتلون، وتكفيهم الأسلحة الذاتية هذه، لأنها سمحت لهم ليس فقط بحماية حدودهم مع السعودية، بل بإحتلال جزء كبير من جنوبها، وتهديد "قارة بن سلمان" في عمقها الإستراتيجي وتحقيق النصر، و"عاصفة الحزم" السعودية لترويض اليمن قد انتهت وكأنها عاصفة من رمال ..
 
 

مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل