أقلام الثبات
ضربة آرامكو السعودية بالمسيَّرات اليمنية وشلّ نصف إنتاج أكبر دولة مُنتِجة للنفط لأشهر طويلة، هذه الضربة ليست بالمعنى العسكري أكثر أهمية من معركة الإثنين وسبعين ساعة في قلب الجنوب السعودي، حيث تمكن الحُفاة اليمنيون الشجعان من تطويق وأسر ثلاثة ألوية من المرتزقة وفصيل من السعوديين، لكن المعنى الإستراتيجي للهزيمتين السعوديتين واحد، وهي أن مملكة من رمالٍ ونفط هي الأغنى في العالم، قد تحطَّمت معنوياً وسُحِقت هالتُها أمام أفقر دولة وأغنى شعبٍ في تاريخ الكرامة القومية، وثبُت أيضاً، أن ما من قوة عدوانية دخلت اليمن عبر التاريخ إلَّا وخرجت منه ذليلة.
ولأن الهزيمة السعودية القاسية في المنطقة الجنوبية، تزامنت مع مقابلة أجرتها قناة "سي بي إس" الأميركية مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فإن إجاباته جاءت مهزومة ذليلة مُسالِمَة، وبات الآن يؤيد الحلول السياسية مع إيران ومع اليمن، ولذلك، نكتفي في مقالتنا هذه بجزئية من مقابلته، التي برَّر فيها حاجة المملكة الى ترسانات الأسلحة الأميركية بمليارات الدولارات، لأن مساحتها بحجم قارة وحدودها مترامية، لكن الحاجات الدفاعية شيء، والتسلُّح للعدوان الإرهابي الذي مارسته مملكة آل سعود من سوريا الى العراق الى اليمن شيءٌ آخر.
محمد بن سلمان أنهى مقابلته مع القناة المذكورة بعبارة : "الأنبياء يُخطئون فكيف بنا نحن؟ لكن المهم إذا أخطأنا أن نتعلَّم من أخطائنا ونتأكد أنها لن تتكرر".
أخطاء آل سعود كائناً من كان منهم جالساً على العرش، أن جنون ثروات النفط الشخصية، أعمى قلوبهم عن تحسُّس فقر الإنتماء القومي لدى الشعب السعودي، وهذه "القارة "من الصحارى الواسعة التي يتباهى بها بن سلمان، لا تستطيع الصمود لساعات أمام الشعب الإيراني العظيم بعقيدته وبإنتمائه، ما دام الشعب اليمني البسيط الفقير قد مرَّغ بشجاعته وكرامته المملكة برمال اليمن والجنوب السعودي على مدى أربع سنوات ونصف من العدوان المُجرم للتحالف.
نُعطي فقط مِثَالين إثنين من واقع الميدان في الجنوب السعودي، عن الخيبة السعودية التي كشفت مملكة الرمال في ميادين المواجهات: