الثبات - إسلاميات
الإمام معروف الكرخي
من كبار العارفين، السالك طريق سيد المرسلين، الزاهد، خليفة القطب داود الطائي المعروف وبَرَكَةُ العَصْرِ، مَعْرُوْفٌ الكَرْخِي أَبُو مَحْفُوْظٍ البَغْدَادِيُّ.
مولده وإسلامه:
ورد في تاريخ اليمن ما نصه:
فمعروف، هو أبو محفوظ معروف بن فيروز الكرخي، نسبة إلى قرية على باب بغداد يعرف بالكَرْخ، هو من موالي علي بن موسى الرضا، كان أبواه على غير دين الإسلام، فلما أسلم معروف على يدي الإمام علي بن موسى الرضا وجاءهما سألاه على أيّ دين أنت؟ فقال: على الدين الحنيفي، فتابعاه على ذلك.
من مواعظه وحكمه البليغة:
كان رضي الله عنه سيدًا من السادات الأجلاء، وشيخًا عظيمًا مبجلًا، وكان كلامُه حِكَمًا وعبرًا، كلامه في الزهد والتصوف أخذ بالقلوب، وأثرت مواعظه في أفئدة الرجال، ترى في كلامه عباراتِ إنسان عاقل فطن أخذته الشفقة على الخلق.
فمِن ذلك ما روي عن إبراهيم الأطروش قال: كان معروف قاعدًا على دجلة ببغداد إذ مرّ بنا أحداث في زورق يضربون الملاهي ويشربون، فقال له أصحابه: أما ترى أن هؤلاء في هذا الماء يعصون الله ادعُ الله عليهم فرفع يديه إلى السماء، وقال: إلهي وسيدي أسألك أن تفرحهم في الآخرة كما فرحتهم في الدنيا، فقال له أصحابه: إنما قلنا لك: ادع الله عليهم لم نقل لك ادع الله لهم، فقال: إذا أفرحهم في الآخرة تاب عليهم في الدنيا ولم يضركم بشىء.
عن عمرو بن موسى، قال: سمعت معروفًا يقول وعنده رجل يذكر رجلًا فجعل يغتابه فجعل معروف يقول له: "أذكر القطن إذا وضعوه على عينيك، أذكر القطن إذا وضعوه على عينيك".
وقال سري: سألت معروفًا عن الطائعين بأي شىء قدروا على الطاعة لله عز وج